بدأت الفكرة الحلم لإنشاء مركز جراحة للجهاز الهضمي تابع لجامعة المنصورة من د.فاروق عزت رحمة الله عليه وكان ذلك في أوائل الثمانينيات ويتطور الحلم إلي إنشاء مشروع لزراعة الكبد تابع للمركز ليكون هرم المنصورة الثاني بعد مركز الكلي الذي أسسه العالم المصري د.محمد غنيم. وبدأ مشروع زراعة الكبد في عام 2004 بتوقيع اتفاقية مع بعض الجامعات الفرنسية لتدريب نخبة من شباب الأطباء علي نظام العمل في زراعة الكبد شارك من الجانب المصري د.علي حجازي عميد طب المنصورة آنذاك والدكتور مدحت محمد علي ود.أحمد جمال الدين وزير التعليم الحالي. وبدأت أول حالة لزراعة الكبد في مايو 2004 بالاشتراك بين الجانبين المصري والفرنسي..وشارك الخبير الفرنسي "بولو"في الجراحة وكان يتقاضي 60 ألف جنيه عن كل حالة. وأستمر الوضع علي هذا النحو لمدة أربع سنوات أجريت فيها 32 حالة زرع بنسبة النجاح 84٪. حتي توقف المشروع لمدة 7شهور بعد أن تلقي الخبير الفرنسي تهديدا بالقتل. عن طريق خطابات بريدية وأخري الكترونية. وبعد فترة الصمت..قرر د.أحمد بيومي رئيس جامعة المنصورة والدكتور عمرو سرحان عميد كلية الطب في ذلك الوقت. باتخاذ قرار بدعم واستمرار المشروع والوقوف بجانبه ووضع كل امكانيات جامعة المنصورة التقنية والادارية في عودة الحياة لمشروع الزرع مرة أخري وفي ابريل عام 8002 وأجريت أول حالة بأيد مصرية 100٪ بفريق مكون من الدكاترة محمد عبد الوهاب ونبيه أنور وعمرفتحي وأحمد سلطان ومحمد الشوبري وطارق صلاح وأحمد محمد سلطان..وعمرو ياسين وأشرف وهبه ووليد الصراف ومحمد المرشدي ود.أسامة شيحة ومحمد السعدني وخالد زلطة وفايز بالاضافة إلي المدرسين المساعدين والأطباء في جميع التخصصات. عدد حالات الزرع يتزايد ففي عام 2009 أجريت 31 حالة وفي عام 2010 أجريت 38 حالة.. حتي وصلنا إلي 18 حالة في 4شهور وذلك في النصف الأولي من 2011.. وهناك خطة مستقبلية إلي الحلم الأكبر وهو الوصول إلي 3 حالات زرع في الأسبوع الواحد..ولكن ذلك يحتاج إلي المزيد من تضافر الجهود من الدولة والقطاع الخاص.. وصرح الدكتور محمد عبدالوهاب المشرف علي المشروع أن عمليات الزرع تخضع لمجموعة من الضوابط تسمي بأخلاقيات الزرع حيث إن من 98٪ من الزراعيين أقارب من الدرجة الأولي حتي الرابعة..وفي حالات قليلة جداً يسمح بالزرع من خارج الأقارب وذلك بعد موافقة وزارة الصحة والنقابة ولجنة القيم بجامعة المنصورة. وذكر الدكتور نبيه أنور منسق المشروع أن تكلفة المريض 200 ألف جنيه كما حددها مجلس جامعة المنصورة تقوم الدولة بدفع 50 ألف جنيه وتقوم الجمعية المصرية لرعاية مرضي الكبد والتي أنشأها رجل الأعمال "نجيب ساويرس" بدفع 75 ألف جنيه لكل مريض يقوم بعملية الزرع وبلغ جملة ماساهمت به الجمعية حتي الآن ثلاثة ملايين جنيه .. وبقية المبلغ يتحمله المريض وعلي الجانب الآخرتحمل مركز جراحة الجهاز الهضمي تكلفة عملية كاملة لأكثر من20 مريضا وذلك بعد الاتصال ببعض رجال الأعمال وأهل الخير.. علماً بأن المركز يتحمل المتابعة الشاملة مدي الحياة من حدوث أي مضاعفات أو أي مشكلة تحتاج للتدخل الخارجي مرة أخري. ومن جهة آخري صرح د. عمر فتحي أستاذ جراحة الكبد وأستاذ جراحة الزرع أن العلاج بعد العملية هو الأهم حيث يدخل التأمين الصحي المريض المؤمن عليهم والدولة تصرف 10 آلاف جنيه كل 6 شهور للمرضي الفقراء خارج التأمين..بالاضافة إلي بعض الجمعيات التابعة للشئون الاجتماعية مثل "جمعية رعاية مرضي زراعة الكبد" والتي تتحمل صرف الدواء ل 20 مريضا شهرياً بتكلفة 60 ألف جنيه. والذي يدعو للفخر أن نسبة النجاح في كل برنامج الزرع وصل إلي 80٪ .. بينما النسبة العالمية تتراوح من (75 88٪).. وقدرة المركز الحالية تصل الي 45 حالة سنويا .. ومازلنا في حاجة الي المزيد من الجهد والدعم للقضاء علي قائمة الانتظار الطويلة والتي تصل الي 150 مريضا ولن يتأتي ذلك إلا عن طريق التوسع الأفقي والرأسي والذي يحتاج الي جهود من الدولة والقطاع الخاص .