اعتدت ان انتقد قرارات الوزراء التي لا تؤدي إلي نتائج إيجابية ملموسة يشعر بها المواطن المطحون لأننا في زمن ثمن الفرخة وصل إلي 99جنيها.. واعتقد ان أداء ونتائج جهود بعض الوزراء قد تجبر الجميع علي تعديل الموقف لأن دور الاعلام ليس النقد فقط ولكن من حق المسئول الناجح ان يلقي الدعم والإشادة مثلما توجه اليه أسهم الاتهامات في حالة الاخفاق.. المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة من الوزراء الذين يعشقون العمل اكثر من الكلام.. قد تتخيل انه رجل من الوزراء اصحاب الايادي المرتعشة.. ولكن الحقيقة انه أثبت عكس ذلك تماما.. في تصوري أن الوزير الذي يستطيع ان يواجه مافيا الاستيراد ويتخذ قرارات حاسمة ضد استيراد السلع الاستفزازية وينجح في خفض عجز الميزان التجاري إلي النصف تقريبا خلال ستة أشهر هو وزير فاهم..مش حافظ.. قابيل أصبح يتحدث بلغة الأرقام وهي اللغة الصحيحة في تقييم الوضع الاقتصادي.. الوزير المجتهد اصبح يتحدث عن تراجع في الواردات بقيمة 10مليارات دولار خلال 180يوما وهو رقم كبير في عالم الاقتصاد مقابل زيادة في الصادرات بقيمة مليار دولار وكلها ارقام تصب في صالح برنامج الإصلاح الاقتصادي..للحق انجازات وزارة التجارة بدأت تظهر ملامحها لأنها نتيجة جهد ومتابعة مستمرة وايضا اختيار كوادر بشرية تستطيع إنجاز الخطط والبرامج بعيدا عن المجاملات.. قطاعات عديدة بدأت تحقق نتائج ملموسة مثل الكيماويات والاثاث والجلود وغيرها وهذا يرجع إلي الاعتماد علي الخطط المدروسة وليس اُسلوب الفهلوة.. المهندس طارق قابيل مطالب بالاستمرار في عملية إصلاح القطاع الصناعي والاستماع لشكاوي الصناع.. واقترح ان يكون هناك لقاء شهري يجمع الوزير مع صناع مصر او من يمثلهم لدراسة الاوضاع بصفة مستمرة والعمل علي إزالة العقبات التي تواجه الانطلاقة الكبري خاصة أننا علي أبواب الثورة الصناعية الرابعة وهي مرحلة تحتاج إلي تشغيل جميع مصانع مصر المغلقة مهما كانت الأسباب لأنه بدون مصانع تعمل لا توجد ثورة صناعية.. اعلم أن الوزير قابيل يهتم بالتفاصيل الدقيقة في جميع القرارات التي يتخذها لأنه في النهاية المسئول الاول عن اداء القطاع ولذلك فان المرحلة القادمة تتطلب اهتماما اكبر بصناعة المعارض لانها أحد أهم الصناعات التي تساهم في زيادة الصادرات وتوفير فرص العمل.. اشعر ان ثمار الإصلاح بدأت تظهر ملامحها علي الساحة ولكن مازال هناك فساد وبيروقراطية من مصلحة البعض ألا يحدث إصلاح لان مكاسبها لا تتماشي مع الانضباط والنظام ولكنها تكبر (وتترعرع) مع الفوضي.. المهندس طارق قابيل حاول واجتهد وحقق نتائج إيجابية وهو المطلوب من كل وزير في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن لأن التاريخ لا يتذكر الفشلة وتجار الكلام ولكنة سيذكر اصحاب الإنجازات الذين يخدمون الوطن ولا ينتظرون المقابل.. وتحيا مصر.