لسنوات طويلة استعصي الشاعرأمل دنقل، علي كتابة الناقد د.جابرعصفور..لم يكتب جابرعصفور أي دراسة، أو قراءة نقدية لقصيدة طوال حياة أمل دنقل، ولم يكتب أيضا بعد رحيله(1983) ولفترة طويلة..ظلت الكتابة عن الشاعر إشكالية (برغم عمق الصداقة أو ربما بسببها) ثم تدفقت الكتابة والقراءات النقدية للقصائد خلال السنوات العشرالأخيرة، ليكتمل كتاب جابرعصفور (قصيدة الرفض..قراءة قي شعرأمل دنقل) الصادر قبل أسابيع عن الهيئة العامة للكتاب...والكتاب ليس دراسة أكاديمية بالمعني الدقيق، بقدرماهو قراءة تمتلك خصوصيتها المتفردة، بحجم عمق وطبيعة الصداقة بين الناقد والشاعر..خصوصية يمتزج فيها الذاتي بالموضوعي، والخاص بالعام، والسيرة الشخصية بالسيرة الشعرية..فعلي امتداد حياة الشاعر أمل دنقل، كان جابرعصفور شاهدا ومشاركا في مسار الكثيرمن القصائد، وشاهدا ومشاركا في مسيرة الحياة، جزء من تاريخها ومواقفها... يقدم الكتاب رؤية العالم لدي أمل دنقل، وقراءة للعالم الشعري منذ بدايات القصيدة والمحاولات الشعرية الأولي (بالخمسينيات) والمخطوطات غير المنشورة..حتي مسودات القصائد التي رحل الشاعر قبل أن يكملها.. ليؤكد د.جابر من خلال فصول الكتاب الضخم، علي تأصيل أمل دنقل لقصيدة الرفض في شعرنا المعاصر..(وفاء لوعد واحتفاء بشاعركبير،لابد أن يعرفه الغاضبون، بالمعني الخلاق لكلمة الرفض)..رفضا لكل صور الظلم والاستبداد والفساد والجبروت..رفضا يمتد إلي عالمنا، وإلي كل عالم تغيب فيه مبادئ الحب والعدل والعقل والحرية..والرفض الخلاق هو حلم مستمر، وبحث متصل، لا يرضي بماهو كائن أو واقع، إنما يبحث عما يجب أن يكون، وماينبغي أن يقع...سعي متواصل نحو الأكمل والأجمل.