نظم المجلس الأعلى ندوة لمناقشة كتاب «قصيدة الرفض.. قراءة فى شعر أمل دنقل» تأليف د. جابر عصفور، بحضور عدد كبير من النقاد والشعراء والمبدعين، وأدارها د. هيثم الحاج على، الذى وصف أمل دنقل ب «أمير شعراء الرفض»، وقال إن فى شعره يكمن الوطن والثورة والحكمة. ووصف د. جابر عصفور الكتاب بأنه تعبير عن وفاء من صديق لأعز صديق له، وبالرغم من ذلك، فقد أكد أنه من أكثر الكُتب التى أجهدته، حيث فكر فى البداية أن يكتب عن رؤية العالم عند أمل دنقل فى قصيدة الرفض، لأن الرفض هو المفتاح الأساسى الذى يوضح لنا رؤية العالم عند دنقل، فقد كان يريد عالما محكوما بثلاث قيم: الحب والعدل والحرية. وفى كلمته تناول د. حسين حمودة الكتاب من خلال ثلاثة محاور أساسية، هى: بناء الكتاب والمنطلقات التى انطلق منها، وبعض القضايا التى يطرحها، والقيم الأساسية المتصلة بصوت د. عصفور، ورأى حمودة أن الجهد الكبير الذى بذله د. جابر عصفور فى هذا الكتاب أثمر كتابا متماسك البناء. وقال د. خيرى دومة إنه ينظر إلى هذه الأمسية كأنها قراءة جديدة تأخذ شكل الاحتفاء بجابر عصفور وأمل دنقل، وربما بجيلهما كله، مشيرا إلى أن ما ساعد المؤلف على إخراج الكتاب هو صداقته بالشاعر الراحل لسنوات طويلة، أتاحت له أن يعيش مع الشاعر تجربة إبداع العديد من القصائد، والتى كثيراً ماسماها نقاده «قصيدة رفض»، الرفض فى كل مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والفنية وبالطبع السياسية. ووصف د. طارق النعمان الشاعر أمل دنقل بأنه شاعره المفضل، ولكنه أشار إلى أن هذا لا يمنع أن يختلف معه فى بعض الأفكار والاتجاهات، وكذلك الاختلاف مع بعض رؤى د. عصفور، وأشار إلى أن من أهم ملامح هذا الكتاب هو أنه كتابة صديق عن صديقه، وتساءل عن سر عشق عصفور لدنقل برغم الاختلافات العديدة فى شخصيتيهما، وأجاب بأن القواسم الجامعة أقوى من المسافات الفاصلة بينهما. ورأى د. محمد بدوى أن هذا الكتاب يضع فيه جابر عصفور كل ماعرفه من بيان وبديع وبلاغة وعروض وواقعية، قائلا إن الكتاب متعدد الأغراض، فهو ينتقل من التأريخ الأدبى إلى التحليل النصى، وأحياناً ينتقل من النص إلى خارجه ثم إلى السياسة. وقام الدكتور هشام زغلول بتحليل بعض قصائد الشاعر أمل دنقل، ووصف الكتاب بأنه قدم تفسيرات سياسية رائعة لمن عاصر جيل دنقل. واستنكرت الكاتبة عبلة الروينى، زوجة الشاعر أمل دنقل، ما ذكره د. جابر عصفور بأن دنقل لجأ إلى الأسطورة الفرعونية كنوع من المغازلة للدكتور لويس عوض الذى كان يشغل مركزاً مهما فى تلك الفترة، وترى أن هذه الرؤية ليست دقيقة، وربما تجرح علاقة دنقل بالكتابة والقصيدة عموماً، من حيث إنه كان يكتب قصيدة لإرضاء ناقد، بينما الحقيقة أن دنقل تخلى عن استخدام الأساطير الفرعونية فى قصيدته منذ بداية الستينيات، فى حين أن علاقته بالدكتور لويس عوض ظلت قائمة عشرين سنة بعد هذه الفترة، وأن السبب الأساسى لتخليه عن استخدام الصورة الفرعونية هو إدراكه أن التأثير الأقوى على الشخصية المصرية هو التأثير العربى وليس التأثير الفرعونى.