تغيرنا كلنا وقست قلوب الجميع علي البلد و يستوي في ذلك صاحب الفضيلة وصاحب القداسة واصبحنا نستعيذ من بعضنا البعض وكأننا الشيطان الرجيم.. سواء بين المسلمين.. سني واخوانجي وسلفي وصوفي او المسيحيين.. ارثوذكسي ويروتستانتي ومعمداني وكاثوليكي ولا ادري ماذا سيحدث اذا وجدت الثعالب الصغيرة "شهود يهوا" ومن يعادلهم مكانا في قلب الطوائف الدينية في مصر؟! ويجب ان نعترف بعد " نكسة امبابة" ان بعضنا قد ضاق ذرعا وربما كفر بالوطن الذي يعيش فينا ومد يده بالنارليحرقه ويحرقنا معه ويستخدم نصوصا مقدسة يحرفها كما يريد ويلويها من اجل مجد شخصي أو مادي واهداف غبية وصفها بحق ثيئودوسيوس أسقف الجيزة الذي حدثت في نطاق عمله كوارث العمرانية وصول وامبابة بانها تجلب "العار والدمار"! ومازالت الثعالب الصغيرة " تلعب في المناطق الحساسة للوطن - ان جاز التعبير- ومازلنا جميعا مقصرين ومن بين ذلك انني لم افهم حتي الان السبب الذي يمنع عودة حقوق للمسيحيين كان تم اهدارها علي مدي فترات طويلة وكنت اتوقع ونحن نبدأ حياة جديدة أو هكذا اتمني ان يكون حجر الزاوية ونقطة البداية في الدولة المؤسسية تفعيل حق الطوائف المسيحية في بناء دور عبادتها وان يتم وضع الاطار القانوني الذي يكفل لكل مصري الفرصة المتساوية في كل شيء بغض النظر عن الدين. كما اتمني ان تكون الخطوة الاولي وحتي قبل انتخابات الرئاسة والبرلمان وضع قانون خاص يحمي كل هذه الحقوق وانشاء دائرة قضاء خاصة لمناهضة جريمة التمييز يتولي فحص أي شكوي يتلقاها واتخاذ قرار بشأنها وهو أمر يحمي الحقوق ويوقف المزايدات التي تتم من وقت الي آخر بقصد او بسوء قصد لحصد مكاسب شخصية او لاستكمال ملفات تكريس التمييز بين المصريين! وانا عن نفسي شغلتني هذه القضية وازعم انني لم اترك كتابا تناولها ولم أطالعه وتوصلت الي نتيجة واحدة تحدد مصادر اشتعال ما اسميه " الفتنة القبطية" سواء بين مسيحيين او مع مسلمين وهي طبيعة الحاكم وهل هو عادل ام فاجروعدم تطبيق مباديء العدالة وتلخصها المقولة الشهيرة " متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " واستمر ذلك التغييب مع تطور الزمن والحضارة الانسانية عندما غاب القانون وتسيدت المجالس العرفية ! ولم يكن رجال الدين بعيدين عن " الفتنة" فقد كانوا حاضرين علي مر التاريخ ونقرأ في ذلك وشايات البطاركة الملكانيين واليعاقبة أو وشايات راهب ضد بطرك وتحمل الاحداث التي تمت أيام الناصر قلاوون عام 720ه التي حكاها المقريزي ووضح لنا كيف تم استغلال الرعاع و العوام والشائعات في حرق الوطن ورغم التطور الكبير الذي شهده الوطن منذ عصر محمد علي فقد تقيحت الجروح لخدمة اصحاب المصالح وقد حان الوقت لاستئصال " الدمامل " وتنظيف "الخراريج " وتلقي الترياق الذي هو المواطنة والقانون . وتبقي كلمتان علي الهوامش .. الاولي الي كل من دعا الي تسليح الاقباط بحجة حماية الكنائس والحماية الدولية رغم أن ذلك خط احمر للجميع : يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار.. فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم متي 12: 34".. والكلمة الثانية الي كل المصريين داخل البلد وخارجها واقول لهم اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا، أو اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا، لأن من الثمر تعرف الشجرة متي 12: 33"! اخر سطر: ربنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا سواء من الرعاع او من جهلاء السلفيين مسلمين كانوا أو مسيحيين !