مجابهة الفكر لا تتم إلا بالفكر..هكذا اتضح اسلوب الدولة مؤخرا في مكافحة الفكر الارهابي، فالسلاح والعقيدة الامنية ليسا وحدهما القادرين علي مواجهة الارهاب، لذا اتجهت الدولة الي تأسيس المجلس القومي لمكافحة الارهاب..نظرة واحدة في تشكيل المجلس تعكس رغبة الدولة في القضاء علي الارهاب من منابعه..فالمجلس حمل في طيات تشكيله مفكرين ومثقفين وخبراء امن ورجال دين مما يعكس وجود رغبة عامة في تكوين تشكيل ثقافي امني لمكافحة هذا العدو الغادر وهو الارهاب..الاخبار تستطلع اراء الخبراء في دور المجلس الجديد وما هو المطلوب منه تحديدا لردع الارهاب. استراتيجية متكاملة بداية يقول اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ان قرار تشكيل المجلس الوطني لمكافحة الارهاب الذي تم إعلانه يمثل انعكاساً للإرادة القوية والصلبة من جانب الدولة في مكافحة الإرهاب وأنه علي رأس أولويات عمل الدولة وأضاف أن المجلس يمثل درعا للدولة وحائط صد امام مختلف التحديات. ويشير الي ان المجلس مكلف بوضع استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب وتُنفذه كافة أجهزة الدولة الممثلة في المجلس واوضح ان إنشاء هذا المجلس ضروريا لتوحيد الأفكار لمواجهة الإرهاب وأشار إلي أنه لا يوجد أي تناقض بين المجلس والأجهزة المختصة بمكافحة الإرهاب، والتي تتمثل في الأجهزة الأمنية، العمق الفكري ويشيد الدكتور محمد عبداللاه استاذ العلوم السياسية بدور المجلس في الفترة القادمة ليقوم بعمل تقويض كامل لإستراتيجية محاربة الإرهاب التي تسعي الدولة لتطبيقها بعد ثورة 30 يونيو، كما أكد علي أن دور المجلس لايقتصر علي الحلول الأمنية كما اعتدنا ولكن ينتهج المجلس محاربة الفكر والاعلام الإرهابي بتوجيه كل مؤسسات الدولة. حرب عقيدة ويقول حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية أن الفكرة مطروحة من ابريل الماضي، وهي الفترة التي زادت فيها العمليات الارهابية علي مصر وخاصة سيناء، وان اللجنة لابد أن يكون لها علاج حقيقي ورؤية فعالة وشاملة في مواجهة هذه العمليات، والحرب ضد الارهاب ليست فقط متمثلة في عمليات التسليح والقوة العسكرية وانما هي حرب عقيدة وفكر، وتتضمن جميع الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي لابد لها وأن تكون علي خط متواز واحد لردع هذه الظاهرة. رؤية مشتركة وتؤكد الدكتورة هويدا مصطفي استاذ اعلام بجامعة القاهرة اننا نواجه هجمات كبيرة من الارهاب تتكاتف كل الجهود لمواجتها أمنيا من خلال البعد الثقافي وسياسة الاعتدال والتسامح وتوعية المواطنين والابعاد المختلفة والتي تحتاج بالفعل الي مواجهة متكاملة. وتضيف ان المجلس الوطني سوف يهتم بكل الجهات المعنية من خلال الجهات المحلية والاطراف والمؤسسات ويجب ان توضع خطة متكاملة لمكافحة الارهاب ومعالجات مدروسة مرتبطة بالاحداث من خلال خطة محددة يتكاتف فيها كل الاطراف والهدف الرئيسي من وجود هذا الكيان والبعد الاعلامي بالتالي ستتكون رؤية مشتركة ويكون التحرك شاملا ليس مجزأ. ويؤكد حمدي الكنيسي نقيب الاعلاميين ان القرار هام وضروري وان الدولة في مواجهة شرسة مع الارهاب، ويضيف انه يتمني ان يكون في صلب هذا المجلس المنظومة الاعلامية الحديثة التي تتضمن نقابة الاعلاميين والهيئة الوطنية للإعلام والصحافة ويجب توضيح الرؤية ووضع تحليل دقيق لمكافحة الإرهاب ولتحسين وضع مصر في الداخل والخارج ولتحقيق الهدف الاساسي وهو تكثيف الجهود لمواجهة الدول الداعمة له بالاضافة الي ضرورة سن القوانين ليقوم المجلس بدوره. لجان متخصصة ويؤكد د. صفوت العالم أستاذ الإعلام ان هذا المجلس يضم عددا متنوعا من الخبراء والشخصيات العامة التي سيكون لها أثر كبير وسيتم الاستفادة من رؤيتهم وخبراتهم في هذا المجال. و يضيف انه من الاهمية تشكيل العديد من اللجان الفنية المتخصصة والتي تعمل بصفة دائمة ومنتظمة ويؤكد عماد طه عضو لجنة الوعظ بالأزهر الشريف علي أهمية دور المجلس وأعتبره الحلقة المفقودة في محاربة الإرهاب، كما أكد أنه يعلق آماله في الفترة المقبلة علي المجلس لمحو الإرهاب. واشار طه أن المجلس لابد ان يستهدف الوصول للمواطنين لكسر الحواجز التي وضعها الإرهاب، ودور الأزهر في تشكيل حملات مستمرة للتوعية بكل مسجد وكل منصة دينية ك.. ويؤكد د. سعيد صادق ،أستاذ علم الاجتماع السياسي، ان فكره إنشاء المجلس جيدة لكن المشكلة تكمن في تشكيل المجلس والذي تكون معظم أعضائه من اعضاء الحكومة او العاملين في اطار الحكومة بجانب ان الكثير منهم ليس له علاقة وأدني فكرة عن كيفية مكافحة الإرهاب. شخصيات عامة وتشير الكاتبة فريدة النقاش، كاتبة صحفية وعضو المجلس السياسي لحزب التجمع، إلي أنه تم إنشاء ذلك المجلس بسبب عملية تصعيد الارهاب في مصر وانتشار العمليات الإرهابية في جميع انحاء الوطن، وأن فكرة إنشاء المجلس القومي لمكافحة الارهاب كانت منذ عام تقريبا ويجب ان يضم المجلس شخصيات عامة بجانب رئيس الجمهورية والوزراء. وتشير د.سامية خضر استاذة علم الاجتماع جامعة عين شمس، أن مواجهة الارهاب تكون من خلال تكاتف الجيش والشرطة، وتحتاج الي أن يكون هناك وعي كاف من المواطنين بخطورة الارهاب علي الدولة، ويجب أن يكون هناك تكاتف ووحدة وطنية وترك هذه الأمور جانباً من أجل التركيز علي مصلحة الدولة العليا، وتؤكد علي أنه من الضروري عمل حملات توعية من قبل أجهزة الدولة الاعلامية كي يترابط الشعب في سبيل مواجهة الارهاب.