كتبت سمر نور : خمس سنوات فترة كافية لتقييم إنجاز سلسلة هامة معنية بشأن الترجمة وهي "سلسلة الجوائز" الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، خاصة حين تكون تلك السلسلة ذات تاريخ كبير، كانت تصدر من قبل تحت اسم الجوائز العالمية كفرع من سلسلة الألف كتاب الأولي في أيام طه حسين ولعل من أشهر ما نذكره من إصداراتها آنذاك رواية »لعبة الكرات الزجاجية« ل »هيرمان هيسة« والكثير من العناوين الهامة التي أثرت المكتبة العربية.. هذا الجهد الذي استكملته د.سهير المصادفة المشرفة علي السلسلة، والتي عملت علي أعادتها للوجود مرة أخري باسمها الجديد، صدر عن السلسلة خلال السنوات الخمس الأخيرة 75 عنوانا من كل لغات العالم، ترجمات حديثة لأعمال أدبية حصلت علي جوائز عالمية مثل نوبل والبوكر البريطانية، والجونكور الفرنسية، وغيرهم، لم تترجم معظمها من قبل، تتنوع أسماء مترجميها بين الكبار والشباب، وعن طريقة اختيار العناوين المترجمة تقول سهير المصادفة: نختار من خلال لجنة مستشارين، أبحث عن أهم الجوائز ذات السمعة الجيدة التي تكون الأعمال الفائزة بها عادة جيدة وأتحاور وأراسل مستشارين من العالم العربي متطوعين، احصل علي التقارير وأناقشها بناء علي الدراسات الأدبية والمتابعات في كبري الدوريات الصحفية ثم نقرر ترجمتها من عدمه، وعندما استقر أسعي لشراء حقوق ترجمتها.. مرحلة الحصول علي الحقوق لا تخلو من مشاكل تتعلق بآلية الترجمة ذاتها في العالم العربي فالكتب في الخارج تطبع آلاف النسخ، والسلسلة تطبع 4500 نسخة وهو أقصي عدد يمكن أن يطبع في أي دار نشر مصرية، لكنه غير مغر تماما بالنسبه للناشر في الخارج، وهو ما توضحه مصادفة: السلسلة تدفع للترجمة من 300 دولار إلي 500 دولار وكلما زادت النسخ فإن النسبة تزيد، وهو ما يجعل الناشر الأجنبي يتردد قليلا، لكن ليست هذه هي المشكلة الكبري. المشكلة الكبري التي تواجه سلسلة الجوائز والترجمة إلي العربية عموما هي عشوائية الترجمة إلي العربية، المرتبطة بعدم دفع حقوق ترجمة الأعمال، وتوضح مصادفة: من الممكن أن نطلب حق ترجمة عمل ما فيرد المؤلف بأننا سرقنا حقوق عمله الأول مثلا، ويقصد بذلك دار نشر أخري ترجمت عمله دون الرجوع إليه، وهذا ما حدث مع كوتزي الذي ترجم عمله الأول بالعربية دون إذنه، وإن كنا أقنعنا كوتزي بالتعامل معنا، لكننا فشلنا في توضيح الموقف مع آخرين، وتبرأت ساحتنا مما تفعله دور النشر الأخري، إيزابيل الليندي مثلا حين أرسلت إليها لشراء ترجمة رواية "بيت الأشباح" رفضت وقالت أنها فوجئت بترجمة أعمالها للعربية دون الرجوع إليها، وأجابت بأننا قد قبلنا سرقتها من قبل فعلينا سرقتها للنهاية ورفضت قبول الترجمة! - وما الذي يمكن فعله لحماية الترجمة من تلك الفوضي؟ أن يقتنع المترجمون بأن دفع 300 دولار ليس خسارة في مقابل عمل بنك معلومات للترجمة، بمعني أن يعرف كل مؤلف الكتب التي ترجمت له إلي العربية فحين تطلب منه جهة ما ترجمته يستطيع تحديد العمل الذي لم يترجم بعد، وهذا يجعلك علي معرفة بمنجزك في الترجمة ويضبط تلك الحالة العشوائية. لذلك أدعو لعمل ورش للمترجمين لتنسيق جهود الترجمة في العالم العربي.