لم يمت أسامة بن لادن فجر الاثنين الماضي علي يد »سيلز« القوات الخاصة للمارينز الامريكي.. فقد مات قبل عشر سنوات بعد احداث 11 سبتمبر 1002.. وغزو امريكا لافغانستان.. واضطراره للفرار للاختباء في الجبال ومناطق القبائل علي الحدود بين باكستان وأفغانستان.. وانقطاع الصلة بينه وبين تنظيم القاعدة الذي يتزعمه.. لا قيمة لعملية قتله الآن.. لأنها تأخرت عشر سنوات كاملة. ان كان بن لادن قد مات.. فالقاعدة لم تمت وصفحة الارهاب لم تطو بعد، الأمر الذي نجح فيه بن لادن كان مرمطة كرامة أمريكا في الوحل.. والاساءة للاسلام ووصمه أمام العالم بأنه دين عنف. لم يكن بن لادن مجاهدا. فالاسلام دين سلام وليس دين عنف. ولا يصح الافتاء بقتل جنسيات بعينها مثل الامريكيين وديانات مثل اليهود. لقد تسبب بن لادن في تدمير افغانستان وغزو العراق. اذا اراد العالم التخلص من الارهاب والقاعدة فعليه ان يسعي لبسط العدل في ارجاء العالم، وانهاء مأساة الفلسطينيين وتشكيل دولة حقيقية لهم.. علي امريكا ان تطلب من اسرائيل تغيير افكارها الجامدة.. فلا يعقل أن تتغير الدول العربية حولها وتبقي هي علي صلفها وعنادها. واذا اراد العالم دفن القاعدة فعليه مساعدة الثورات الوليدة سياسيا واقتصاديا.. علي امريكا ان تنسحب من افغانستان والعراق وباكستان ودول الخليج.. عندئذ لن يكون هناك أي مبرر للارهاب. القاعدة باقية لن تموت بموت بن لادن.. فهي بعيدة تماما عن المركزية، واصبحت اكثر انتشارا في العالم.. تتمركز في دول المغرب العربي وشرق افريقيا خاصة الصومال، وفي شبه الجزيرة »اليمن« وفي العراق. تحولت القاعدة الي جماعات.. تستلهم فكر بن لادن لكنها تطبق استراتيچيتها وتحصل علي تمويلها، وتنفذ عملياتها طبقا لظروفها. لقد ولد بن لادن وفي فمه ملعقة من ذهب في أسرة فاحشة الثراء الا انه اختار طريق الجهاد.. لا اعرف ان كان يصح وصفه بالشهيد ويداه ملوثتان بدماء آلاف الابرياء، كان بن لادن صنيعة امريكية قبل ان يتحول للعدو رقم واحد للولايات المتحدة. بعد تخرجه في كلية الهندسة سافر الي پيشاور حيث التقي بقيادات المجاهدين الافغان »سياف ورباني« ثم عاد لبلاده لجمع التبرعات وتجنيد المقاتلين.. أغدقت المخابرات الامريكية عليه بلايين الدولارات والاسلحة والذخيرة ووفرت له التدريب لرجاله الذين عرفوا باسم الافغان العرب والذين حاربوا بجانب المجاهدين الافغان حتي اجبروا جيوش الاتحاد السوڤيتي علي الانسحاب من افغانستان. أموال المخابرات الامريكية كانت في اطار خطة امريكية لاستخدام الاسلام في محاربة الغزو السوڤيتي الشيوعي لافغانستان. بعد انتصار المجاهدين الافغان والافغان العرب. وانسحاب السوڤيت بقيت مأساة الافغان العرب الذين رفضت دولهم استقبالهم خوفا علي أمنها وهكذا مارسوا عملياتهم الارهابية تحت مظلة القاعدة. في 8991 اعلن طبيب العيون المصري ايمن الظواهري تحالف جماعة الجهاد الاسلامي المصرية مع القاعدة. يتمتع الظواهري بتفكير استراتيچي ومهارات تنظيمية وأيديولوچية.. هكذا اصبح اليد اليمني والعقل المدبر لبن لادن.. وفي النهاية بعد ان اشتدت مطاردة امريكا لبن لادن وانقطاع صلته برجال القاعدة وحتي استقر قبل سنوات في المجمع السكني عالي الاسوار في ابوت اباد اصبح الظواهري هو الرئيس الفعلي للقاعدة. لقد حملت امريكا مسئولية مقتل الجنود الامريكيين في الصومال وعشرات بل مئات التفجيرات للمصالح الامريكية حول العالم والتي اودت بحياة آلاف الضحايا الابرياء وبعد هجمات 11 سبتمبر 1002 التي تباهي في شريط تسجيل مع اصدقاء له علي ان القاعدة وراء التفجيرات بدأت مطاردته التي انتهت باقتحام القوات الخاصة للمجمع الذي يعيش فيه ومصرعه.. العدالة تحققت طبقا لامريكا.. وماذا عن عدالة امريكا واسرائيل.. وهل يأتي يوم تتحقق فيه؟