مع كل عملية ارهابية غادرة تثور الكثير من التساؤلات عن مصادر حصول الارهابيين علي المواد المتفجرة التي ينفذون بها عملياتهم الخسيسة المفاجأة ان بعض المصادر مباحة وتباع المواد المستخدمة فيها جهارا نهارا.. فضلا عن وجود العديد من الوسائل السرية للتهريب. »الأخبار» رصدت العديد من الوسائل التي يستخدمها الارهابيون للحصول علي المتفجرات وتصنيعها في السطور التالية. كانت وجهتنا الاولي محلا بمنطقة وسط البلد وبالتحديد بجانب جراج العتبة.. مبني تجاري مميز علي ناصية شارع عبد العزيز.. وتوجد به احدي شركات البذور والزيوت والكيماويات..دخلنا الي مقر الشركة املا في تكذيب ما وصلنا اليه من معلومات.. استقبلنا احد البائعين وهو المسئول عن قسم السماد الزراعي.. سألناه عن ما اذا كان هناك بعض المواد الزراعية والتي تدخل في صناعة المتفجرات دون ان نكشف له عن هويتنا.. لم يكن شراء مكونات العبوة الناسفة من مواد "نترات الامونيوم وحمض النيتريك واليوريا ونترات البوتاسيوم" أمرا مستحيلا بل كان من السهل الحصول علي أي كمية من هذه المواد التي تستخدم في الأساس كمخصبات زراعية وباسعار زهيدة سألناه عن مدي توافر اليوريا ونترات البوتاسيوم واسعارها فاكد ان شيكارة اليوريا ب250 جنيها وتحتوي علي 50 كيلو جراما، اما نترات البوتاسيوم فتباع 500جنيه وبنفس عدد الكيلو جرامات، اصابتنا الدهشة بعدما سمعناه، وسألناه هل يوجد مواد مماثلة ارخص ثمنا فدلنا علي مناطق باب الخلق وشارع احمد ماهر القابع خلف مديرية امن القاهرة وهو ما وجدناه بالفعل يباع دون أية رقابة. وفي منطقة شق الثعبان بطرة كان المشهد متكررا حيث يقول محمد سالم صاحب مصنع ومحجر للرخام ان صناعة الرخام تعاني من وجود العديد من العاملين بدون ترخيص وهؤلاء يمثلون خطراً علي الوطن حيث يتم استخراج الرخام عن طريق تثبيت اصابع الديناميت في الجبل الذي يحوي الرخام ثم تتم عملية التفجير ويقول اللواء طارق حماد، مساعد وزير الداخلية الأسبق أن هناك سوقاً سوداء لبيع المواد المتفجرة في مصر تبدأ من المحاجر التي يتم صرف حصة مواد متفجرة لها من قبل الدولة، خاصة أن الرقابة اصبحت غير صارمة عقب ثورة 25 يناير، مضيفاً أنه في الآونة الأخيرة، توسعت المحاجر غير المرخصة، وأصبح عددها مخيفاً مما يستلزم ضرورة تقنين اوضاعها ورقابتها.. وأكد اللواء حسن عبد العزيز، الخبير الأمني أن الجماعات الإرهابية الآن تقوم باستغلال الألغام الموجودة في سيناء وتقوم بإعادة تدويرها بالإضافة الي استخدام المواد الكيميائية مع بعض الأسمدة الزراعية والتي تباع في شوارع القاهرة دون رقيب وخلطها جيدا مع وضع بقايا مواد صلبة كالمسامير والحديد لوقوع اصابات اكبر فور انفجار القنبلة.. وأوضح نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد السابق أن استمرار التهريب عن طريق ليبيا وغزة يمثل المصدر الرئيسي للمواد المتفجرة حيث يتم تخزينها في سيناء أو في مزارع الصعيد والوجه البحري الخاصة بالإخوان .