ليس خافيا علي احد ان مشروع التوريث التي تبنته الهانم بكل قوة ورضخ له في النهاية الرئيس السابق كان يستهدف طي صفحة الثلاثين عاما من ولاية مبارك. تلك الصفحة التي شاءت ارادة الله ان تفتح بعد ثورة 52 يناير وفي حياة الرئيس واسرته وتوابعه فظهر منها ما يندي له الجبين وترتجف له مشاعر اي مواطن مخلص مازال علي حبه لهذا الوطن وأعجزه النظام ان يوظف هذا الحب أو يستغله لمصلحة مصر بلدا واناسا. أرادت قرينة الرئيس ان تتوج رحلتها مع قرينها في الحياة بضرب عصفورين بحجر واحد توريث الابن وألا يفتح احد طوال حكم الوريث الذي ربما كان سيمتد لثلاثين عاما اخري الملف الخاص بفترة حكم حسني مبارك. سنوات يقضيها الوريث في الحكم كافية بتبدل الاجيال ونهاية جيل عاصر الحاكم ثلاثين عاما ويرصد في همساته ألوان الفساد علي كل شكل ولون ولا يستطيع سوي ان يتبادلها في احاديثه الخاصة أو يتناقلها صحفيو الجرائد المستقلة تحت بند حرية الكلام وليس حرية التعبير حيث ان الاولي لن تغير شيئا اما الثانية فكفيلة باحداث التغيير المنشود وهو ما ظهر في ثورة 52 يناير عندما لم يكتف الثوريون بالكلام وحولوه إلي حركة تتمثل في اعتصامات وتظاهرات واحتلال ميدان التحرير واستعدادهم للذهاب سيرا علي الأقدام من التحرير لقصر الرئاسة ليصل صوتهم إلي مسامع من كان حريصا أو من كانوا حريصين ألا يصل لمسامعه ما يعكر خصوصياته ومزاجه العام. في غمضة عين انقلب الحال إلي حال لم يخطر علي البال، وانفتح الملف علي مصراعيه وكانت هوجة اختلط فيها الحابل بالنابل. الغث بالسمين، حتي خطابه في قناة العربية وتأكيده بانه لا يملك اي حسابات خارج مصر واستعداده لمقاضاة من يدعي غير ذلك، دحضته سويسرا رسميا باعلان وزيرة الخارجية السويسرية عن تجميد حساباته هو و15 آخرين من فلول النظام، أي أن له حسابا سريا خارج البلاد علي عكس ما ادعي. تناسي تعبيره في اول حكمه بان الكفن ليس له جيوب، غابت عنه فطنة ملياردير مثل بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت الذي خصص ما يقرب من 04 مليار دولار اكتسبها من كده وسعيه للاعمال الخيرية اما صاحبنا لا احد يعرف تحديدا كيف اكتسب هذا المال والاهم كيف كان سينفقه حتي لو عاش 381 عاما وليس 38 فقط عاشها حتي الان. سيدي الرئيس السابق والسادة افراد اسرته الكرام، والسادة التابعين الذين كانوا يخططون من اجل التوريث.. لا املك إلا القول بانكم كنتم تقدرون.. فتضحك الاقدار.