كتب نادر غازي: انتهت مساء أمس الثلاثاء مهلة »الفرصة الأخيرة» لقطر، التي اقترحتها دولة الكويت الأحد الماضي، ووافقت عليه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، لتنفيذ مطالبهم.. وتتجه أنظار دول العالم اليوم الأربعاء إلي القاهرة التي تستضيف اجتماعا لوزارء خارجية الدول الأربع بناءً علي دعوة من وزير الخارجية سامح شكري، لبحث الخطوات التي سيتم اتخاذها في ضوء الرد القطري الذي سلمته الدوحة أول أمس لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ويعقب الاجتماع مؤتمراً صحفياً بمقر قصر التحرير. وشهدت مفاوضات الساعات القليلة الماضية خلال مهلة ال 48 ساعة الإضافية التي طلبتها الكويت، تمسك الدول الأربع بمطالبهم من قطر، ووصل ذلك للدوحة عبر الوسيط الكويتي.. وأكدت مصادر خليجية مطلعة ل»الأخبار» أن قطر طلبت »حواراً مباشراً» مع الدول الأربع للتفاوض حول المطالب ال13 لإنهاء قطع العلاقات. وأضافت المصادر أن الدوحة ترغب في الحوار المباشر للحديث بشكل خاص عن صعوبة غلق قناة الجزيرة والقاعدة التركية إلي جانب العلاقات مع إيران والمطلب الثامن الخاص لتعويض السياسة القطرية خلال السنوات السابقة»..أما ما يخص دعم الإرهاب، فأوضحت المصادر أن الدوحة ستستجيب لمطالب الدول الأربع في هذا الشأن، خاصة بعد الضغط الأمريكي والفرنسي والموقفين البريطاني والألماني الداعمين لمطالب الدول الأربع من قطر. وشهدت الساعات الأخيرة من المفاوضات، قبل انتهاء المهلة زيارة يوسف بن علوي وزير الشئون الخارجية العماني أمس الكويت، وبحث مع الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت تداعيات الأزمة.. وأكد مصدر ل »الأخبار» أن اللقاء شهد التأكيد علي ضرورة حل الأزمة بالحوار والتفاوض بين جميع الأطراف. وعلي صعيد تطورات المواقف والتصريحات »الرسمية»..أكد الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات - في مؤتمر صحفي أمس مع نظيره الألماني - أنه علي قطر وقف تمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين.. وقال: »لا نزال بانتظار الرد القطري عن طريق الكويت، وعندها لكل حادث حديث..ومن السابق لأوانه التحدث عن الخطوات اللاحقة لتسلم رد الدوحة، وسنتخذها بعد التشاور والدراسة مع الحلفاء..لكن أي خطوات ستقوم بها الدول المقاطعة ستكون في إطار إجراءات القانون الدولي»..وأضاف: »الأزمة لا تقتصر علي مواجهة الإرهاب..إذ لمواجهة الإرهاب لا بد من التصدي لخطاب الكراهية..ووقف تمويل الإرهابيين وإيوائهم..فالشقيقة قطر سمحت وأوت وحرضت علي الإرهاب..لذا نقول لها: كفي يا قطر دعماً للإرهاب وكفي أن تكون الدوحة حاضنة للإرهابيين».. وفي المقابل، قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل: »نؤيد وجهة النظر الإماراتية بضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهابيين»، مضيفا أن منطقة الخليج بأكملها أمامها فرصة لتعزيز حربها علي تمويل الإرهاب. كما قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية علي حسابه بموقع »تويتر»: »نحن اليوم أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة..فإما أن نحرص علي المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق». كما قال قرقاش أيضاً ل »سي إن إن» إنه مع انتهاء المهلة لاستجابة المطالب لن تكون هناك ضجة كبري بل تصاعد تدرجي في العقوبات والضغوط الاقتصادية، مضيفاً أن العقوبات قد تتصاعد لتشمل عدم السماح لشحنات النفط القطرية بالمرور عبر المياه الإقليمية للدول المقاطعة، إضافة إلي تعليق أي تعاون خليجي تكون قطر طرفا فيه. من جانبه، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية تأييده لجهود الوساطة الكويتية في قطع علاقات مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع قطر، معرباً عن استعداده للقيام بدور في هذا الأمر »إذا ما رغبت الأطراف المعنية في ذلك».. جاء ذلك خلال لقاء أبو الغيط أمس في روما مع »انجلينو ألفانو» وزير خارجية إيطاليا الذي اهتم بمعرفة وجهة نظر الأمين العام للجامعة تجاه قطع علاقات الدول الأربع مع الدوحة، وذلك في ضوء الاهتمام الأوروبي والدولي بالأزمة وتداعياتها.