» ابن أصول، وشبعان من طبلية أبوه، الله يكرم والديك أحسنا التربية، نموذج صلاح خليق أن يتبعه كثير من النجوم والمشاهير». اصطحب لاعبنا الدولي محمد صلاح زوجته وابنته في سرية وكتمان صباح الأربعاء الماضي، وقام بالمرور علي عدد من مستشفيات وملاجئ مدينة طنطا، والوقوف علي احتياجات المستشفيات ودور الأيتام قبل أن يتبرع بمبالغ مالية متفاوتة، وصلت في النهاية لنحو خمسة ملايين جنيه من أجل النهوض بتلك المؤسسات وإعانتها علي أداء مهمتها. قبلها تبرع صلاح بإنشاء وحدة إسعاف لخدمة أهالي قريته، وحضانات ووحدات غسيل كلوي، ومعهد ديني، ومرتبات شهرية للفقراء، ينفق انفاق من لا يخشي الفقر سراً وعلانية، وقبلها تبرع لصندوق تحيا مصر واستقبله رئيس الجمهورية شاكراً حسن صنيعه، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل. صلاح الفرعون المصري الصغير سناً الكبير فناً، يرسم صورة الابن البار بوطنه وأهله وناسه، لم تسكره خمر الشهرة، ففارق أصله، ولم تلعب برأسه الفلوس فنسي نفسه، ولم يهمل واجباً وطنياً وإنسانياً ليعين وطنه وأهله وقت الشدة. أحبك حبين، حب المضروب بكرة القدم، وحبا لأنك أهل لهذا الحب، صلاح دوما عند حسن الظن، في كل مرة يضرب مثلاً، حاجة تفرح القلب الحزين، نموذج ومثال لأولاد الأصول وهو يقضي العيد بين أهله، ويرعي دورة رمضانية في قريته الطيبة » نجريج » بسيون / غربية، ويوزع الهدايا والكئوس والميداليات علي الناشئين، ويجول وزوجته امتناناً وعرفاناً علي مستشفيات وملاجئ تترجي الله في حق النشوق، ويسد حاجتها، ويقيم أودها، ويهبها من فضل الله. صلاح لم يتخلف عن وطنه بتبرع لصندوق الفقراء، تحيا مصر، ولم يتخلف عن نداء حملة »لا.. للادمان» واقتطع من وقته وبرنامجه المكثف في الدوريات الأوربية ليصور أفلام الحملة التي أحدثت أثراً فارقاً في جهود وزارة التضامن في مكافحة الإدمان، وبشهادة الدكتورة الوزيرة غادة والي، ويقيني أنه نذر نفسه وشهرته وأمواله ليسعد أهله وناسه. ابن اصول، وشبعان من طبلية أبوه، الله يكرم والديك أحسنا التربية، نموذج صلاح خليق أن يتبعه كثير من النجوم والمشاهير، وعليهم جميعاً واجب نحو وطنهم وأهلهم وناسهم، لو كل نجم ذهب إلي مسقط رأسه يلبي حاجات أهله الملحة والعاجلة التي تعجز عنها مخصصات الحكومة وتبرعات أهل الخير، لكن فضلاً عظيماً. ونجومنا إلا من كانوا إخوانا أو متأخونين لا تنقصهم النخوة الوطنية، بيننا ألف ألف من أمثال صلاح، وعليه، أحمّل صلاح أمانة وهو أهل لها، أن يؤسس لمجموعة من مشاهير كرة القدم تحت مسمي »أصدقاء صندوق تحيا مصر»، مهمتهم الوطنية حمل هذا الصندوق في حلهم وترحالهم يجمعون له التبرعات، ويقيمون المباريات، والمهرجانات، يحولون هذا الصندوق إلي مشروعهم الخيري الكبير، وكما تبرعت كوكب الشرق بمالها وصوتها وجهدها للمجهود الحربي إبان النكسة، عليهم أن يتطوعوا للمجهود الوطني لإقالة البلاد من عثرتها الاقتصادية، وهم أولي بوطنهم من الغريب. أقول قولي هذا ثقة في وطنية نجومنا، ولا مجال للمقارنة أبداً بين الأصيل والخسيس، بين من يحنو علي أهله، ويبر وطنه بما أفاء الله عليه من فضل، ومن جعل في ماله واسمه نصيباً لجماعة إرهابية خرجت علي المصريين تقتل فيهم وتسفك الدماء.. لا يستويان.