أسعدني أن يعيد الأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير »الأخبار« مقال الكاتب الكبير الدكتور مأمون الفندي، الذي نشره بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، وذلك لما في المقال من دق جرس الانذار حول المشاكل التي تحدث في بعض مدن الصعيد وتخوفه من أن تكون مثل هذه المشاكل بداية لحركة انفصالية في الجنوب كما حدث في السودان وما تم ترتيبه الآن في ليبيا.. وأعيد هنا نشر جزء مهم من المقال »كل المقال مهم ولكنها المساحة« لمن لم يقرأه من كبار المسئولين: »مشكلات قنا وأسيوط ليست مشكلات عارضة، وليست مشكلة محافظ قبطي رفضه أهالي قنا، ولكنها مشكلة بنيوية في الدولة العصرية وتطورها، وليست بعيدة »ده للي عاوز يفهم« عن مشكلة بنغازي مقابل طرابلس أو جنوب اليمن وشماله أو حتي جنوب السودان وشماله إذا ما قرر أحدنا أن ينظر إلي السيناريو الأسوأ. بالطبع هذا الكلام لن يكون مفهوما من قبل النخب المصرية التي تعودت علي ترديد الكليشيهات بديلا عن قراءة التاريخ الاجتماعي لمصر.. قنا ليست مشكلة محافظ قبطي، بل هي مشكلة وطن، ولو تركناها قد تصل في ظروف اللخبطة الراهنة التي تلف المنطقة إلي حالة الانفصال، فكل شيء مهما عجب ممكن الآن في منطقة الشرق الأوسط.. ومن هنا أدعو المجلس العسكري والقائمين علي الحكم في مصر إلي أن يتنبهوا، وبحذر شديد لامكانية تفتيت الدولة المصرية. وأنا بدوري أضم صوتي لصوت الدكتور المحترم مأمون الفندي مطالبا بإدارة أزمة قنا وغيرها من مدن الصعيد من منظور استراتيجي وبشكل أكثر جدية حتي لايحدث ما لا يحمد عقباه.. وربنا يستر.