اختفي بن لادن في قاع البحر، تم إلقاؤه من علي سطح حاملة الطائرات الأمريكية، وراح في غياهب اليم، وابتلعته مياه بحر العرب، كما ابتلعته قضايا وصراعات، وحروب كثيرة قبل ذلك. هكذا قالت أمريكا للعالم، وهذا ما تريد لنا، ولغيرنا، ان نأخذه مأخذ الجد، وأن نصدقه، دون جثة، ودون برهان، ودون صورة توضح أو تدل علي وفاته، وتؤكد في أي مكان اصيب، وفي أي موضع كان مقتله،..، هل برصاصة في الرأس كما قالو، أم ان هناك رصاصات أخري، أم،.. أم؟ نحن بالقطع لا نكذب الرئيس الأمريكي أوباما، ولا نسعي للتشكيك فيما قاله وأعلنه، ولكن هناك تساؤلات عديدة حول حادث الاقتحام والقتل مازالت بلا اجابة، وهناك علامات استفهام كثيرة مازالت عالقة في سماء الأحداث بلا رد،..، وهذا ما يثير الكثير من الغموض، والعديد من الشكوك، حول ما قيل، وتم التعتيم عليه. وفي كل الأحوال، المؤكد انه بالرغم من مصرعه، سيظل أسامة بن لادن محلا لجدل كبير، وموضعا لعلامات استفهام كثيرة، في أذهان وعقول العديد من العرب والمسلمين، وشعوب أخري، لأسباب كثيرة تتصل بمسيرة الحياة، وقصة الموت، وما جري بينهما، وإقترن بهما من طلاسم وأسرار، وحكايات، وأساطير، واتهامات وتبريرات، وحقائق وأباطيل. ووسط كل ذلك، سيظل السؤال الأكثر ترددا، والأكثر إثارة للجدل بالنسبة للعديد من هؤلاء، هو الذي يدور حول ما إذا كان بن لادن مجاهدا ومقاتلا، صوروه، وألبسوه ثوب الإرهابي،...، أم انه إرهابي وقاتل، صور نفسه، وارتدي ثوب المجاهد المقاتل. ولكن، رغم كل ما عرفناه، وما لم نعرفه بعد، عن ذلك المليونير الذي ترك رغد العيش، وحياة الأغنياء، وراح يحارب ويقاتل فوق قمم جبال أفغانستان، ضد السوفييت تارة، وضد الأمريكان تارة أخري، إلا اننا لا يجب ان ننسي انه كان صناعة أمريكية، حتي وإن انقلب عليها بعد ذلك، وأصبح أكثر اعدائها قوة وشراسة. ويبقي السؤال: هل اغلق ملف الصراع بين القاعدة وأمريكا بموت بن لادن؟! لا أعتقد ذلك.