مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025 علمي علوم ورياضة.. كليات من 60% بالنسبة المئوية    جامعة قناة السويس تُعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني وتُقرّ دعمًا للطلاب    معسكر كشفي ناجح لطلاب "الإسماعيلية الأهلية" بجامعة قناة السويس    تخرج دورة المعينين بالهيئات القضائية ومصلحة الطب الشرعى بعد إتمام دوراتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات مدينة المنصورة الجديدة    ارتفاع أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 24 يوليو 2025 بأسواق المنوفية    المشاط تبحث مع مديرة ITC تعزيز دعم المشروعات الصغيرة والتحول الرقمي    برلمانيون: مصر تكثف جهودها لإدخال المساعدات إلى غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي    إنفوجراف| مصر و9 دول ترفض تصديق الكنيست بفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية    خطة ريال مدريد للتعاقد مع كوناتي    لاعب آرسنال بعد الانضمام لمنتخب الشباب: حلمي اللعب بقميص مصر    أحمد ربيع ينضم لمعسكر الزمالك خلال ساعات بعد حسم الصفقة    السيطرة على حريق اندلع في مخلفات أعلى سطح عقار بالقليوبية | صور    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد وتستمر حتى هذا الموعد    إنفوجراف ..فتح باب التظلم من نتيجة الثانوية العامة 2025 الأسبوع المقبل    ضبط 323 قضية مخدرات و189 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    لمست أجزاء من جسدها.. اعترافات سائق تحرش بسيدة فى البساتين    ضبط 4 ملايين جنيه حصيلة «تجارة العملة» خلال 24 ساعة    «مبقتش أثق في حد».. صبا مبارك تروج ل «220 يوم»    الكشف عن مدينة سكنية متكاملة من بدايات العصر القبطي المبكر بواحات الخارجة    713 ألف خدمة طبية قدمتها مبادرة «100 يوم صحة» خلال أسبوعها الأول في القليوبية    إصابة رئيس محكمة و3 من أسرته في حادث انقلاب سيارة ملاكي بطريق أسيوط الغربي    ضبط مكتب كاستينج بدون ترخيص في الجيزة    17 شهيدا بنيران وقصف الاحتلال بينهم 3 من منتظري المساعدات منذ فجر اليوم    مصادر: سول تقترح استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار بأمريكا في إطار محادثات الرسوم الجمركية    مهرجان الغردقة السينمائي يطلق مسابقة للفيلم السياحي.. تفاصيل    مقتل 11 مدنيًا في معارك مسلحة بين تايلاند وكمبوديا    هيئة الرعاية الصحية: تعاون مع شركة Abbott لنقل أحدث تقنيات علاج أمراض القلب    الدفاع الجوي الروسي يدمر 39 مسيرة أوكرانية    إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية دهس.. مروحيات ووحدات خاصة لضبط منفذ العملية (صور)    استقرار أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 يوليو 2025    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية خلال موسم أقصى الاحتياجات المائية    تطوير التعليم بالوزراء يدشن مبادرة لاكتشاف المواهب بالتعاون مع أكاديمية الفنون ومؤسسات الدولة    شركات صينية تنشئ 3 مصانع للملابس والمنسوجات بالقنطرة باستثمارات 65.5 مليون دولار    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد    من اكتئاب الشتاء إلى حرارة الصيف.. ما السر في تفضيل بعض الأشخاص لفصل عن الآخر؟    جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    التضامن تنفذ أنشطة تثقيفية ورياضية وترفيهية بمؤسسة فتيات العجوزة    حفلات مهرجان العلمين.. تامر حسني يقدم ألبومه الجديد "لينا ميعاد" لأول مرة لايف    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    «كتالوج»... الأبوة والأمومة    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    سيناء في «قلب جهود التنمية»    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    إيران تحذر مدمرة أميركية في خليج عمان.. والبنتاغون يرد    تصرف مفاجئ من وسام أبوعلي تجاه جماهير الأهلي.. الشعار والاسم حاضران    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«بالوظة» زمان !
نشر في الأخبار يوم 26 - 06 - 2017

كانت القهوة في مبدأ ظهورها كمشروب معروفة فقط بين النساك والعباد الذين كانوا يستعينون بها علي إحياء الليل في التهجد والصلاة وذكر الله
يظل بيت عمنا المتنبي الأشهر:
عيد بأي حال عدت ياعيد
بما مضي أم لأمر فيك تجديد
يظل هذا البيت علامة تتنقل مابين الأجيال بانتظار وترقب كلما أظلت بيوت ونفوس المسلمين هفهفات العيد، يأخذ بأرواحهم قليلا رغم تساؤله المتشكك المتوجس بعيدا عما يكبلها ويقبض بسطتها من تصاريف الأيام وكدر الأحداث،.وتبقي طقطوقة أم كلثوم »ياليلة العيد»‬ مشتركا مابين الأجيال السابقة والحالية علي اختلاف إيقاع الحياة واستطعام الكلمة واللحن،كما تبقي المهلبية أو البالوظة عند أجيالنا رمزا لأيام بسيطات راضيات هانئات لعب صغارها بأقل الممكن وسعدوا بذلك القليل ما لم يسعد به أبناء الأجيال اللاحقة المتاح لهم الكثير والكثير من أسباب اللهو والانطلاق.
ولا يظنن ظان أنني أقصد بالعنوان بعض فعال حكوماتنا الرشيدة كما لو كانت هي التي أكلتنا البالوظة،فهي والحق يقال لاتجيد عمل البالوظة ولا تقديمها ولو علي سبيل الضحك علي الذقون، فتلك فضيلة لاندمغ بها تصرفات الحكومة التي لاتتقن أصول المداهنة والطبطبة علي المواطن،بل الضرب فوق الحزام وتحته، فهي والحق أيضا يقال صريحة واضحة فيما تفعل،بل مكشوفة ولا تحب اللف والدوران في معاملة مستخدميها ومواطنيها،والوصول بهم إلي مرحلة شد الشعر والخروج من أطوارهم في لهيب مستعر من الغلاء ينجو منه فقط من لايستحي،أما من يستحون ويخشون اللوم فغطاؤهم الموت.
أما البالوظة التي أكلناها،فقد أكلناها صغارا بيضاء وملونة بمليمات أوبعض قرش وقت أن كانت عيدية الصبي قرشا أو قرشين تمادت في التطاول حتي وصلت إلي شلن ورق كان يملأ جيب الواحد منا ويدفئه تماما ونحن نتحرك جماعة إثر جماعة ويبدأ جولته معنا صحيحا معافي ثم ما يلبث أن تنجرح كبرياؤه مع أول طبق بالوظة أو مهلبية ؛ بيضاء أو ملونة معروقة بالاحمرار أو الاصفرار،ثم يشتري كل منا ما يشبه قلة صغيرة علي هيئة إبريق فخار يوضع فيه بعض الماء وننفخ من ثقب أعلاه فيصنع النفخ مع بقللة الماء صوتا أشبه بصوت الكروان،يتباهي بعضنا علي الآخرين بقدرته علي إطالة نفخه وصوت كروانه الصناعي.
وإلي المراجيح ننطلق ومع كل منا نفيخة بالونة ينفخ فيها ويترك الهواء يخرج منها إلي الصفارة المركبة في رقبتها فتنطلق الأصوات متداخلة لتكون سيمفونية طفولية بسيطة التكاليف،وبعضنا كان يقتصد من ثمن النفيخة أم زمارة وينوب عن الزمارة بخنق الهواء وهو يخرج من عنق النفيخة ليصنع صوتا شبيها بصوت الزمارة.ولم نكن ننطلق لمراجيح عادية فتلك كنا ننصبها داخل الدور بإمكانيات بسيطة ببعض الحبال ولوح من الخشب نعلقه في عرق خشب بارز من سقف الدور الأول بالفناء الداخلي للدار ونتبادل الركوب ودفع كل منا للآخر جيئة وذهابا،أما المراجيح التي كنا نسعي إليها كنزهة بمليماتنا وقروشنا القليلة فكانت هي الشكل البدائي لمراجيح الملاهيالحديثة الدوارة بسرعتها وشهقات راكبيها، وكنا نسميها ملاهينا بالزقازيق أو الصناديق.
تلك كانت صبيحة يوم العيد في القرية نقضيها بعد العودة من الصلاة ثم زيارة المقابر مع الأمهات وحريم العائلة حتي إذا انفض ظهر اليوم وحان موعد الغداء كان جرس انتهاء العيد يدفعنا أمامه إلي مخادعنا نلتمس بعضا من نوم عز علينا ليلة العيد، حتي إذا صحونا من إغفاءتنا وأذن الليل بالحلول وأذن العيد بالرحيل اكتشفنا أنهم أكلونا البالوظة وباعوا لنا العيد بمليمات معدودة..لكنها علي أي حال كانت صفقة رابحة تحقق لنا السعادة علي قدر براءتنا ورضانا ويسر أحلامنا،أما بالوظة الحكومة التي لاتجيد عملها فسلسلة من الصفقات الخاسرة والكوابيس المتناحرة ولا يبدو لتلك البالوظة إيذان بالرحيل لأننا لم نعتد إحساس أحد بفشله وامتلاكه فضيلة ترك الساحة لغيره.
فتنة القهوة
للعقاد كتاب خفيف ظريف جميل اسمه »‬بين الكتب والناس»؛ أما خفته وظرفه فلطرافة موضوعاته المنفصلة المعتمدة علي بحر اطلاع عملاق الفكر والأدب،وأما جماله فلروح العقاد التي ترفرف عبرصفحات الكتاب تضع فوق كل معلومة زهرة عقادية متفردة ممتزجة بغزارة اطلاعه وفرادة فهمه.ومن أطرف ماطالعته في الكتاب موضوع يتناول مشروب القهوة كيف اكتشف وكيف بدأ وما أثاره من فتنة فقهية شغلت رجال الفقه وجذبت فضول الشعراء فعلّقوا بأدب وبعضهم بمجون.
كانت القهوة في مبدأ ظهورها كمشروب معروفة فقط بين النساك والعباد الذين كانوا يستعينون بها علي إحياء الليل في التهجد والصلاة وذكر الله،ثم انتشرت بين طلاب السهر فيما يباح ومالا يباح من أعمال الليل. ووصل الأمر بالخلاف الفقهي حولها أن وضع الشيخ عبد القادر الحنبلي كتابا أسماه »‬عمدة الصفوة في حلّ القهوة» قال فيه:»وأما أول ظهورها بمصر فكان في حارة الأزهر المعمور بذكر الله تعالي في العشر الأول من هذا القرن العاشر للهجرة وكانت تشرب في نفس الجامع برواق اليمن يشربها فيه اليمانيون ومن يسكن معهم في رواقها من أهل الحرمين الشريفين.وكانوا يشربونها كل يوم اثنين وجمعة».
ولما شاع أمر القهوة بين العامة سأل بعض الناس عالم زمانه الشيخ شهاب الدين عبد الحق السنباطي حول مجالس شرب القهوة واختلاطها بالراقصين والزامرين المترددين عليها،فأفتي بتحريمها،فلما سمع بعض العامة ذلك من الشيخ انطلقوا إلي بيوتهم ومحافل شربها فكسروا أوانيها وضربوا جماعة ممن هناك وقامت فتنة كبيرة بين القائلين بالحل والزاعمين بالحرمة..حتي وصل الأمر إلي قاضي مصر محمد بن إلياس الحنفي الذي اجتهد في الأمر فأمر بطبخها في منزله وسقي منها جماعات بحضرته وجلس يتحدث معهم معظم النهار فلم ير فيهم تغييرا ولا شيئا منكرا فأقرها علي حالها وحكم بحلها.
كما نظم الفقيه أبو بكر بن يزيد كتابا فقهيا في القهوة أسماه»إثارة النخوة بحل القهوة».
وانقسم الشعراء بين ملتزم وماجن ينظمون في الفتنة شعرا،فقال شاعر يدعي ابن الحجبون وهو فقيه بين الشعراء:
حرموا القهوة عمدا ورووا إفكا ومقتا
إن سألت النص قالوا ابن عبد الحق أفتي
ياأولي الفضل اشربوها واتركوا ماقال بهتا
أما الماجنون منهم فقد نظموا كثيرا من الشعر وكان منهم من قال:
قهوة البن حرمت فاحتسوا قهوة الزبيب
ثم طيبوا وعربدوا وانزلوا في قفا الخطيب
وما أشبه الليلة بالبارحة بين ضيق أفق يلغي عقله وماجن يلتمس الفرصة للعربدة وسفاهة القول يحتاجان إلي عاقل يجتهد فلايهمل الأصول ولا يلغي العقول.إنه ميراث عربي بامتياز يرضع ضيقو الأفق منه مزيدا من الضيق وإهمال العقل وينتهز المترخصون كل فرصة لمزيد من الترخص وضرب الثوابت.
بلاد واق الواق
يري المستعرب الياباني نوتوهارا رئيس قسم اللغة العربية بجامعة طوكيو أن سبب تسمية اليابان ببلاد واق الواق يرجع إلي كلمة واكو wako في اللغة اليابانية القديمة،وتعني »‬قرصان أو قراصنة»،وكان التجار العرب قديما يسافرون في سفن صينية،وحين يلمح البحارة مركبا للقراصنة اليابانيين كانوا يصيحون:»واكو..واكو».ويرجح المستعرب الياباني أن العرب القدماء قد اختزنوا الكلمة في ذاكرتهم ونسجوا حولها أساطير عديدة حتي تحولت إلي واق الواق.
لقد أخذ اليابانيون عن الصينيين الأبجدية بأشكالها ورسوماتها منذ ما يزيد علي أربعة آلاف سنة، وكذلك نقلوا عنهم الأبراج الفلكية والنظام الإمبراطوري والبوذية التي وصلتهم عبر كوريا،غير أن المعجزة اليابانية قديما وحديثا هي إضفاء نكهة خاصة بهم علي كل تلك الأشياء،وإعطاؤها مذاقا يابانيا فريدا.
التحدث باليابانية يبدو سهلا ميسورا عن تعليمها للكبار وحتي للصغار،ولذلك فإنهم يكونون أكثر صرامة مع أطفالهم فيتعلمها واستيعابها بشكل مرحلي حفاظا علي قوميتهم،فتعلم القراءة والكتابة يستدعي من الطفل الياباني أن يتعلم ويحفظ في المرحلة الابتدائية 881 شكلا ورسما ورمزا صينيا،يحفظونها عن ظهر قلب بمعدل خمسة أشكال يوميا وتتولي الأم تلك المهمة الشاقة بنقرات سريعة منغمة تشبه نقرات العصفور لحبيبات الذرة الصغيرة لكن بقسوة وصرامة دون أدني تبسط وتصل إلي العقاب الفوري.وفي المرحلة الثانوية لابد من إجادة وحفظ1850 شكلا ترتفع إلي 3000شكل في المرحلة الجامعية،فإذا امتهن الفرد الكتابة والتأليف والتدريس الجامعي وجب عليه إتقان وحفظ5000شكل معني وكتابة بقواعد صارمة في رسم الشكل خطوة خطوة:تبدأ من الأعلي ومن اليسار إلي اليمين،ثم تهبط حتي تنتهي.
لو كنا نتحدث اليابانية ونكتب بها ماذا ترانا كنا فاعلين بها قياسا لما نفعله بلغتنا القومية الأم؟وهل كنا حافظنا عليها آلاف السنين كما فعلوا؟ الإجابة بالتأكيد ليست في صالحنا رسميا وشعبيا ولولا حفظ الله للغة القرآن وتعهده سبحانه بذلك لكنا وأدنا لغتنا العربية بأيدي بعض مثقفينا قبل بسطائنا وأميينا وبحب الحذلقة ومسخ لغة التعامل والرسميات أيضا بمفردات أجنبية لها أهلها وبيئتها الصالحة لها،ناهيك عن اختراع وتوليد الأعمال الفنية لألفاظ مشوهة عديمة الأصول تسري في الشارع سريان النار في الهشيم.
مهاتير وترامب
من أقصي اليمين الأخلاقي المحافظ إلي أقصي النقيض المتحرر اجتمع النقيضان علي النجاح المذهل؛مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ودونالد جي ترامب رئيس الولايات المتحدة الحالي الذي ضرب كل التوقعات وهزم هيلاري كلينتون ودعم أوباما والديمقراطيين لها.
كيف يري كل منهما أسباب النجاح وما النصيحة التي يسديها ناجح قاد دولة إسلامية 22عاما كرئيس وزراء حقق معجزة اقتصادية لدولة اعتمدت علي مورد وحيد هو زيت النخيل،وآخر حقق النجاح وعرف لغة المليارات من أعماله الخاصة قبل أن يتحكم في مقادير أكبر اقتصاد وأقوي قوة عسكرية وسياسية في العالم المعاصر.
علي مدار 22عاما من 1981حتي 2003ترأس مهاتير حكومة بلاده وكانت قوة شخصيته سر نجاحه في قيادة بلاده إلي نجاح اقتصادي غير متكرر وتحولت علي يديه إلي واحد من أشرس النمور الآسيوية اقتصاديا وتكنولوجيا.واعتاد الناس أن يقولوا عنه:لاتعبث معه.أما هو فيقدم نصيحته للشباب الباحث عن النجاح بقوله:
حينما كنت في ريعان الشباب،اعتقدت أن تغيير الأمور سهل.لكنني وجدت نفسي ساذجا نوعا ما؛اعتقدت أنني قد أستطيع تغيير قيم الناس نحو الأفضل،وبعد سنوات عدة،لم أحقق سوي نجاح متواضع في هذا المجال.عموما لاتستطيع تغيير الناس بالسرعة التي تريد ومع ذلك أقول إنه أمر جدير بالمحاولة.
أما ترامب الذي أصبح رأس رأس العالم،وقبلها كان يعتبره الكثيرون أشهر رجل أعمال في العالم ومؤلف أكثر الكتب مبيعا ومؤسس جامعة ترامب التي تعلم مبادئ النجاح والاستقلالية المالية،فيختلف معني النجاح لديه وبالتالي نصيحته للشباب من المعني المجرد لتغيير قيم الناس للأفضل إلي المادية البحتة؛ حيث يقول للشباب: من الضروري أن تكون متشبثا بأهدافك ومستعدا لتحقيقها بقوة،فالنجاح العظيم نادرا مايأتي بسهولة.لقد ذكر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية أنني حظيت بأكبر تحول مالي في التاريخ،ففي مطلع تسعينيات القرن الماضي امتلكت البلايين من الدولارات واعتقد كثير من الناس أنني اكتفيت بذلك،حتي إن الصحف والمجلات قد أعلنت نهاية حظي في هذه الحياة،ولكنني لم أومن أن نهايتي قد دنت ولو للحظة واحدة،مهما اعتقد الناس،وداومت علي القيام بأعمالي والآن أصبحت أكثر نجاحا مما كنت عليه في الماضي.
هل يمكن لنا أن ننظر إلي ترامب الطامح الطامع الذي يقول دائما هل من مزيد،لنفهم »‬نعكشته» الأخيرة للأوراق الخليجية و»هبرة»المليارات المئوية التي خرج بها من طلعة واحدة وترك توابع تلك الطلعة تصطاد مزيدا من المليارات التي تضل دائما طريقها للناس وتطير بخريطة محددة بدقة إلي بلاد العم سام لتحيي بنوك ومصانع أولاد العم إسحاق؟
نعكشة في الذاكرة
في تاريخ قريتي نكلا العنب أيام لا تنسي شهدت فيها زعامات مصرية تاريخية تفد إلي القرية في مناسبات سجلها التاريخ بالصوت والصورة ،وقدم بها وثيقة تؤكد عراقة هذه القرية وأحقيتها بالفخر من ابنائها والاحترام من غير أبنائهاوتذكر بعض الروايات المتداولة أيضا أن مصر قد حكمها الخديو عباس حلمي الثاني من قريتي نكلا العنب لمدة 15 يوما أقام خلالها بالقرية، ولا أدري مايوثق هذا الأمر ،لكن ماهو مؤكد أن الزعيم مصطفي كامل قد حطت رحاله بالقرية عام1900لدي افتتاح المدرسة العلوية الإسلامية الإعدادية التي كانت ثالث مدرسة من نوعها علي امتداد مصر المحروسة وخطب في تلك المناسبة وله لقطة فوتوغرافية خلال الافتتاح، وتخرج في تلك المدرسة العديد ممن تبوأوا مناصب قيادية بمصر ويذكرهم التاريخ السياسي بالخير وفي مقدمتهم بالطبع الخلوق المتمكن في تخصصه الراحل د. أحمد جويلي أحد أكبر عشرة علماء متخصصين في الاقتصاد الزراعي وقتها ،والذي كان انحيازه للفقراء وهو وزير للتموين وارتفاع شعبيته وترشيحه لرئاسة الوزراء بل المناداة به رئيسا للجمهورية سببا في استفزاز القيادة السياسية لمبارك ،فأطيح به رئيسا للمجلس الاقتصادي العربي بجامعة الدول العربية ،لإبعاده عن الشارع المصري وإطفاء جماهيريته الكاسحة لأن الانحياز للفقراء ومحاولة الاستغناء عن استيراد القمح مطلبان غير مطلوبين لدي القيادة السياسية،تكريسا لمصاصي الدماء بالداخل وتنفيذا لتوجيهات ماما أمريكا زعيمة الرأسمالية المتوحشة والمتحكمة في إرادات الحكام والمحكومين بالرغيف والبندقية.
كان خطاب السادات في ثورة التصحيح 1979 أبرز الأحداث التي شهدتها قريتي واختيار السادات للقرية لهذا الحدث لم يكن عشوائيا لكنه كان من معالم شخصيته التي أحببتها كثيرا واختلفت بالطبع مع بعض قراراته. ذلك البعد الإنساني الذي احببته في السادات فضلا عن دهائه السياسي وقراراته المصيرية ،فهو البعد المتصل بالوفاء والاعتراف بالجميل.
خلال هروبه بعد مقتل أمين عثمان واتهام السادات فيها منتصف الأربعينيات من القرن وحطت به رحال رحلة التخفي في قريتنا وقام باستضافته وإيوائه عائلة دبوس وهي أعرق عائلات القرية سياسيا واقتصاديا وكثير من أبنائها تولوا العديد من المناصب البرلمانية قبل الثورة وما بعدها وهي التي كانت تكفلت باستضافة السادات ورعايته خلال استقراره بالقرية..
ومضة
عندما نحب نعشق حتي عيوب المعشوق..وحينما نكره، نكره حتي كمال المكروه.. »‬عمر الخيام».
.. والختام
»‬لقد خلقنا الإنسان في كبد»صدق الله العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.