احيانا.. تغضب الارض فتزلزل ارجاءها وتثور بركانيها وتلفظ كل ما في اعماقها من حمم بركانية وشظايا ونفائس.. ثم تهدأ وتلتقط انفاسها وتبدأ في تغيير مسارها وتكوين تضاريس جديدة لها. كذلك الانسان قد يستشاط غضبا ويثور بعد طول صبر علي الظلم وتحمل الاستبداد ويتملكه اليأس والاحباط.. الطبيعة سرعان ما توفق اوضاعها أما الانسان فان ارادته وعقله يجعلانه يتدخل فيما قدره الله. أقول ذلك بعد مرور اكثر من ثلاثة شهور علي ثورة 25 يناير ومازال البركان يلقي بحممه.. بل يقلب ايضا ما لفظه منها.. كل يوم اقرأ الصحف فأصاب بالاكتئاب. لقد فجرت الثورة أحلي وأبشع ما فينا، حركت المياه الراكدة واينعت زهور الحياة واعادت الكرامة والجرأة لالسنتنا ولكن طغي علي السطح العنف والشماتة والفوضي التي احيانا كثيرة ما تخرج عن حدود الادب. لابد ان نحمد الله ان الرئيس السابق حسني مبارك امتثل لاوامر القوات المسلحة وقَبِل التنحي والا كان سيحدث ما لا يحمده عقباه وكنا الان نعاني مما تعانيه ليبيا وسوريا واليمن. الان وقد اصبح كل رموز الفساد وراء القضبان ماذا ننتظر؟؟ فلنترك القضاء يأخذ حقنا من الفاسدين وليدفعوا فاتورة ما فعلوه في مصر . ارجو من كل مصري ان يتذكر ان ديننا نهانا عن الشماتة ففي حديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لا تظهر الشماتة لاخيك فيعافيه الله ويبتليك. »صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم«.