لا أعرف لمن اتكلم . قرارات يقال أن وراءها الدكتور يحيي الجمل، وقرارات يقال إن وراءها مجلس الوزراء, وقرارات يقال أن وراءها المجلس لعسكري . وفي كل الأحوال مايهمني هو أن إيقاع الحكم . بصرف النظر عن من هو المسئول. صار أسرع في بعض الامور . و خاصة محاكمة رموز النظام السابق ورجاله . لكن هناك في القرارات الخاصة بالحاضر والمستقبل لا تزال مساحات من الخطأ . والسبب وراءها في رأيي أن هناك من يظن أنه هو وحده الذي يري وهو وحده الذي يحتكر الحقيقة . اولي مساحات الخطا هو أن شباب الثورة توقف دورهم عند إتاحة الفرصة للحوار معهم، ولم أر لهم وجودا تنفيذيا في أي شئ . حتي لو كانوا هم العازفين عن المشاركة في العمل التنفيذي فلا يعني ذلك أبدا أن يكونوا مجرد وجود للتشاور اذا تيسر . لقد استمعت الي كثير منهم في البرامج وكثيرون منهم لا يقلون قيمة عن كبار الكتاب . وحتي مساحة الحوار تقلصت أو انتهت . بدأ الحوار مع الدكتور يحيي الجمل ووضح انه عبثي فقيل انه سيكون بقيادة الدكتور عبد العزيز حجازي ولم يحدث . ولا اعرف أنا لماذا لايكونون هم قادة الحوار .ثم مع احترامي للجميع لماذا الإصرار علي كبار السن . وبالمناسبة طبعا أنا واحد منهم . وتطبيقا لما أقول لماذا مثلا لم يتم الاستماع الي قيادات الثورة في المحافظات المختلفة واستطلاع رأيهم في أسماء المحافظين الجدد . الذين تم تعيينهم والذين سيتم تعيينهم . وكان عمل كهذا كفبلا ان يبعدنا كثيرا عما نراه الآن من اعتراضات كبيرة هنا وهناك علي المحافظين الجدد . لقد كتبت هنا يوم الخميس قبل الماضي الذي تم فيه في المساء تعيين عدد من المحافظين أدعو لمحافظين جدد لا يكونون من الشرطة أو العسكريين . أظن . بل أجزم أن هذا التقليد القديم لابد أن ينتهي . ليس من الضروري أبدا أن يختم الشرطي أو العسكري حياته محافظا .منصب المحافظ يجب ان يكون مدنيا . ذلك يحدث في كل النظم الديموقراطية , وكان يحدث في مصر قبل ثورة يوليو . ميراث ثورة يوليو يجب ان ينتهي فما بالك بميراث حسني مبارك الذي حول الدولة الي ثكنة عسكرية فرؤساء المصالح والهيئات والمحليات والاحياء والمحافظين من الجيش أو البوليس والبوليس أكثر في المحافظات والجيش اكثر في غيرها وكلها مناصب يجب ان تعود الي الانتخاب باستثناء المصالح والهيئات التي اولي بها ابناؤها .لانه كما قلت لا البوليس ولا الجيش يجب ان ينهي رجالهما حياتهم علي رأس مناصب مدنية .لاهم في حاجة الي ذلك ولا المناصب المدنية تعدم من يناسبها من المدنيين . لو أن الحكم بكل أطرافه أخذ رأي قيادات الثورة الشابة ربما وصلتهم هذه الفكرة . المناصب المدنية تحتاج الي مدنيين يتسع صدرهم للحوار . لقد طلبت ان يكون تغيير المحافظين عملا مؤقتا حتي تنتهي الانتخابات . ويعلن مع التجديد ذلك فلا تكون هناك اعتراضات من أي نوع . المهم أن نتخلص من المحافظين الذين رشحهم النظام السابق . لم أكن اعبر عن نفسي . وبالطبع لم أكن اعبر عن شباب الثورة ولا حتي الثورة .حتي لا يتهمني احد بالمزايدة علي احد . ولكن كنت أختصر معني الحياة الديموقراطية التي لا يختلف عليها أحد يؤمن بها .لاقيمة للديموقراطية إلا ان يستمع الحكم لآراء الاخرين ,فما بالك بمن قاموا بهذه الثورة العظيمة التي ستدخل تاريخ البشرية من أعظم ابوابه ليس لأنها ثورة سلمية فقط امام نظام قاتل ولكن لأنها سلمت الحكم لغيرها غير خائفة أن يخذلها لأنها تعرف طريق الشارع والميدان . والحمد لله لم يخب رجاؤها . فهاهو الحكم يسرع أكثر مما نريد في محاكمة الماضي لكنه للاسف لا يعطيها الفرصة في التخطيط للمستقبل . الأمر نفسه يمكن قوله علي قانون الاحزاب الجديد الذي ليس فيه شئ جميل غير انتهاء دعم الدولة المالي للأحزاب .فالاحزاب لا يصنعها الحكم . اي حكم . ولكن تصنعها الشعوب . أما غير ذلك مما جاء في القانون من تحديد عدد الأعضاء وشروط الإعلان وغيره فليس من الديموقراطية في شئ . لو جلس أهل الحكم مع شباب الثورة وقادتها واستمعوا اليهم جيدا غير مفترضين أنهم وحدهم يرون مالا يراه الشباب ويفهمون ما لا يفهمونه لكانت الاحزاب بالإخطار فقط ويحدها قانون واحد هو ألا تكون علي أساس ديني . مؤكد ان الكبار الحكماء , يقولون لو فتح الباب هكذا ستتكون مئات الاحزاب . وماذا في ذلك . هذه هي الديموقراطية التي عرفها شباب الثورة أكثر منا وعرفها تاريخ الديموقراطية ودفعوا ثمنها من أرواحهم . الزمان وحده هو القادر علي تحديد العدد الحقيقي للأحزاب الفاعلة التي ستستمر أو الأحزاب غير الفاعلة التي ستموت وفي النهاية ومهما طال الوقت ستستقر الأحزاب عند عدد قليل .لو لم يكن هناك دعم مالي في العهد السابق لانتهت معظم الأحزاب . هذا مجرد مثال .وبهذا الدعم صارت مقرات بلا أعضاء، فما بالك والآن لا يوجد دعم ويوجد شارع متعطش يستطيع أن يحدد من يستمر معه . هذان مثالان علي تصرف الكبار بعيدا عن شباب الثورة . وفي المثالين كما تري مجافاة للديموقراطية كما خلقها البشر . أرجوكم ايها السادة لا تدخلونا في حسابات صعبة بسبب ابتعادكم عن الاستماع الي قيادات الثورة من الشباب الذين سيختصرون لكم الطريق الي المستقبل . ابتعدوا عن احتكار الحقيقة وشماعات من نوع استقرار المجتمع لانكم هكذا ستدفعونه إلي عدم الاستقرار, وحركة المحافظين نموذج وتأخر الاعلان الرسمي عن أحزاب حتي الآن نموذج آخر .قريبا حين تقترب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سيقال ان المجلس العسكري ومجلس الوزراء ويحيي الجمل تسببوا في تعطيل الأحزاب الجديدة أو علي الاقل لم تجد الفرصة والوقت للعمل وسط الناس وسيكون الطلب الأسهل هو تأخير الانتخابات أو ستكون هناك فرصة للقول إن الثلاثة ارادوا للحياة السياسية أن تعود لعناصرها القديمة، حكومة وإخوان ، ولا أظن ذلك . أرجوكم لاتحتكروا الحقيقة فهذه الثورة العظيمة لم يصنعها أغبياء .