بين البرج المائل في حي »الأزاريطة» بالإسكندرية، والنظام المتهاوي في الدوحة علي شاطئ الخليج العربي.. أكثر من وجه للشبه، سواء في فساد »المبتدي» أو في سوء »الختام»!! مال برج »الأزاريطة»، فظهرت حقيقة الفساد والذي يسمح بإقامة 17 دورا علي أساسات أقيمت لبناء دورين فقط!! وانفجرت أزمة النظام القطري لتضع أمام الأشقاء القطريين الحقيقة التي تجاهلها النظام الحاكم عندهم وهو يجري وراء أوهام البطولة الزائفة، وتعليمات من يعمل في خدمتهم.. بأن ربع مليون مواطن عربي هم كل أبناء قطر الأشقاء يمكن أن تباع لهم أكذوبة أن نظامهم قادر »بالثروات التي وهبها الله لشعب قطر»، أن يحكم العالم العربي من المحيط إلي الخليج»!!» وأن يعتمد علي عصابات الإرهاب لكي يقيم دولة عظمي، بينما هو - يا ولداه- يستأجر من يحمونه من شعبه، ويتسول من الدول الأخري أن تقيم القواعد العسكرية علي أرضه، دون أن يدري أن مصيره سيكون رهنا بمصير عصابات الإرهاب التي تصور أنها سلاح له، وبمصير من دفع لهم ليوفروا له الحماية، فأصبح رهينة لديهم!! ومال »برج الأزاريطة»، فكشف عن حقائق بشعة لم تكن خافية، لكنها كانت »مخفية» حتي يستمر الفساد والإفساد في عمله، بعيدا عن المساءلة ودون أن يواجه حكم القانون!! مع مأساة »برج الأزاريطة»، يكشف المسئولون بوزارة الإسكان عن حقيقة المأساة التي نواجهها.. فلدينا 317 ألف عقار تم بناؤها بدون ترخيص»!!» ولدينا حوالي 25 ألف عقار تم بناؤها بترخيص، لكنها تخالف القواعد والشروط»!!» ولدينا حقيقة أن قيمة العقارات المخالفة والتي تم بناؤها خلال السنوات الست الماضية فقط، تبلغ حوالي 350 مليار جنيه»!!» وأمامنا كوارث قادمة مع انهيار معظم هذه العقارات التي تم بناؤها ليس فقط بالمخالفة للقانون، ولكن أيضا بالمخالفة لأدني القواعد الهندسية التي تضمن سلامة هذه المباني!! نفس الوضع نجده »بصورة أخري»، في قطر الشقيقة.. فالدولة التي لا تتحمل إلا بناء من دورين »سياسيا هذه المرة»، تقيم برجا سياسيا يزهو فيه حكامها بأنهم أصبحوا عنصرا فاعلا في أحداث المنطقة»!!» ويتوهمون أنهم قادرون »بالتحالف مع جماعات الإرهاب من ناحية ومخططات القوي الدولية والإقليمية المعادية للعروبة من ناحية أخري»، أن يقيموا دولة عظمي تخضع لهم، أو تخضع معهم للمتآمرين علي مستقبل الوطن العربي، كما تآمروا علي ماضيه وحاضره!! ومع كارثة »برج الأزاريطة»، تم تسليط الأضواء علي ظاهرة »الكحول»، التي عرفتها الإسكندرية من سنوات، وكانت عنوانا لتحالف فساد المحليات مع لصوص الأراضي وملاك الأبراج السكنية المخالفة. في »برج الأزاريطة»، رأينا »الكحول»، متمثلا في سيدة فقيرة جاءوا بها قبل سنوات لتتحمل كل المسئولية القانونية عما يرتكبونه من جرائم. أصبحت السيدة ميرفت هي مالكة الأرض والبرج السكني، وهي التي تبرم العقود، وتبيع الشقق للساكنين الجدد.. بينما يختفي المالكون الحقيقيون الذين خالفوا القانون، بعد أن يقبضوا الثمن، ويربحوا الملايين، ثم يعطوا السيدة ميرفت »أو أي ميرفت أو كحول»، ألفين من الجنيهات، ويتركونها تواجه المسئولية التي لا تعرف شيئا عنها، وتتحمل الجرائم التي لم ترتكبها!! في »الدوحة»، كان الوضع مختلفا، ولكن في التفاصيل»!!» فهناك كان »الكحول»، ناصحا وليس غلبانا مثل السيدة ميرفت »كحول» برج الأزاريطة!! كان »الكحول»، يعرف أن الأموال متوافرة عند حكام »الدوحة»، بلا حدود، وأن التعليمات من الأجهزة الخارجية التي تستخدمهم أن يدفعوا لتحقيق المطلوب، وأن يدعموا »الكواحيل»، في أرجاء الوطن العربي.. ليس فقط ليكونوا واجهات، ولكن لكي يكونوا منفذين للمخططات الإرهابية، ولكي يدمروا أوطانا بكاملها »كما حدث في العراق وسوريا- وكما يجري في اليمن وليبيا»، ولكي يتحملوا المسئولية عن كل تلك العمليات!! هكذا كان الأمر مع »كواحيل»، مثل الإخوان، والدواعش، والنصرة، وغيرهم من الجماعات »السنية»، ومع التحالف الشعبي العراقي وغيره من الجماعات »الشيعية».. فالإرهاب بلا دين، والعملاء جاهزون، والرايات تختلف في الأسماء لكنها تجمع »الكواحل» في خدمة المخطط المعادي للعروبة ولصحيح الإسلام، والذي يضع خريطة »الشرق الأوسط الجديد»، موضع التنفيذ.. علي حساب العرب، ولخدمة أعدائهم!! وهكذا كان الأمر مع إعلام عميل يتم تمويله من أموال الشعب القطري ليكون صوتا لعصابات الإهاب ولجماعات الفتنة ولدعوات التكفير والحروب الأهلية. وهكذا كان الأمر مع جمعيات تدعي أنها تعمل لوجه الله ولخدمة المحتاجين، بينما هي - بأموال الدوحة المسمومة- تساند القتلة وتتآمر علي الشعوب. وهكذا رأينا الأمر مع منظمات ترفع راية الدفاع عن الحريات، بينما أموال النظام القطري تحولها إلي أدوات لنشر الفتنة ولهدم الدول وتخريب الأوطان.. جريا وراء وهم الأقزام في أن يصبحوا كبارا بأموالهم وبدماء الضحايا ومصائر الشعوب.. دون أن يدركوا أنهم يجرون وراء مشاريع فاشلة، ويقيمون بناء عاليا، لكنه - مثل برج الأزاريطة- آيل للسقوط!! الآن- وبعد طول تحايل- يتم تنفيذ قرار إزالة برج الأزاريطة المخالف لكل القوانين. ويتم تنفيذ قرار إزالة برج الإرهاب الذي أصبح النظام في الدوحة هو العنوان الرسمي له. والآن- وبعد أن سقطت الأقنعة- يعرف الجميع أن القضاء علي الكواحيل أمر مهم.. لكن الأهم أن نقطع رأس الأفعي، وأن ننفذ كل قرارات الإزالة لكل ما ينبغي إزالته.. من الأزاريطة حتي الدوحة.. وبالعكس!! ستتم إزالة »برج الأزاريطة»، وانقاذ الضحايا من سكانه الذين تم النصب عليهم وتأمين سكان العمارات المجاورة التي هددها »الحال المايل» لبرج الأزاريطة!! وستتم إزالة برج الإرهاب الذي يشيده النظام في قطر علي مدي عشرين عاما ليكون مأوي لأعوانه من الإرهابيين الفارين من بلادهم والمتآمرين عليها، وليكون مركزا لدعم عصابات الإرهاب بالمال والسلاح والإعلام. ستتم إزالة كل ما يتعلق بإرهاب النظام القطري، لتعود قطر الشقيقة كما نعرفها.. ملكا لشعبها العربي، ودار أمان لأهلها ولاشقائها.. بعد استئصال الإرهاب وإزالة كل دعائمه ومموليه والمحرضين عليه.. وبعدما يصبح التقاط »الكواحيل»، المرتبطين بالإرهاب أسهل الأمور، بعد أن ينقطع عنهم المدد القادم للأسف الشديد، من الدوحة الشقيقة.. رغما عن أهلها، وبحماقة من يبددون ثروات الشعوب في جلب الأذي لأشقائهم وتدمير أوطان عربية عزيزة والتآمر عليها!! الكاحول.. في الصحافة أيضا!! • لا أعرف من أين جاء »الإسكندرانية»، بهذه الكلمة »الكاحول» أو الكحول»، لكي تكون وصفا لهذه المهنة التي أصبحت معروفة في عالم البناء بالمدينة التي كانت عروسا للبحر المتوسط قبل أن تداهمها موجة القبح، ويستولي عليها حيتان الفساد يزيلون مبانيها الجميلة لترتفع مكانها هذه الأبراج القبيحة، والتي تكشف الوقائع أن معظمها يتم بناؤه دون ترخيص، أو بترخيص تتم مخالفته كما حدث مع »برج الأزاريطة»، الذي حصل أصحابه علي ترخيص ببناء دورين، فأقاموا 17 دورا.. لتكون الكارثة التي نحمد الله انها لم يكن لها ضحايا من السكان او من القاطنين في العمارات المجاورة التي مال عليها البرج وهو يأخذها معه الي سطح الارض!! حادث برج الازاريطة اعاد الحديث الذي نرجو هذه المرة ان نأخذه بالجدية اللازمة فمعظم المباني الحديثة في الاسكندرية خاصة التي اقيمت في ظروف ما بعد عام 2011 مهددة بنفس مصير برج الازاريطة بسبب مخالفة شروط البناء وطبيعة الارض التي تستلزم اجراءات خاصة لتأمين البناء وبسبب الغش ومخالفة القانون بواسطة التحالف الكارثي بين حيتان الفساد التي ترغب في الثراء السريع باغتصاب الاراضي وإقامة المباني المخالفة وبين امتداد هذه الحيتان الي داخل اجهزة الحكم المحلي التي عشش فيها الفساد ونام واستراح وانشأ دولته التي اصبحت تتحكم في كل شيء من مواد التموين الي الابراج السكنية المخالفة. أين الكحول او الكاحول من كل ذلك؟ انه الشخص الذي يتم ارتكاب كل الجرائم الخاصة ببناء الابراج السكنية المخالفة باسمه وهو لا يملك في الحقيقة شيئا بل يؤجر اسمه لاحد الحيتان مقابل مبلغ بسيط لكي يتحول علي الورق فقط الي صاحب الارض والبناء الذي ترتكب باسمه كل المخالفات ويتم باسمه بيع الشقق السكنية في البناء المخالف ثم يختفي بعد ذلك ويظل الحوت الكبير يمارس فساده مستخدما واحدا آخر من الكواحيل تتم الجرائم الجديدة باسمه بينما يظل حوت الفساد بعيدا عن المسئولية محتفظا بالملايين التي جناها من فساده!! لا أعرف من اين جاء الاسكندرانية بكلمة الكحول او الكاحول ليصفوا بها هذه المهنة التي ارتبطت بفساد البناء في المدينة العريقة ولكننا عرفنا في الصحافة قبل سنوات بعيدة من كانوا يلجأون للعبة مشابهة ولكن مع الفارق الكبير انهم كانوا يفعلون ذلك في معظم الحالات ليؤدوا دورا وطنيا وليس للنصب والاحتيال وتعريض ارواح الابرياء للموت بسبب الفساد!! كان ذلك في ظل الاحتلال البريطاني والحكم الملكي الفاسد الذي كان يلجأ في معظم الاحيان الي ابعاد القوي الوطنية عن الحكم واعطائه لاحزاب الاقلية وكانت الصحافة الوطنية تخوض المعارك طلبا للاستقلال ودفاعا عن الدستور وكان اصدار الصحف يتم بمحرد الاخطار لكن مع لجوء حكومات الاقلية لتعطيل الدستور او فرض دساتير تصادر الحريات كانت الصحافة الوطنية تعاني الاغلاق والمصادرة وكان رؤساء تحريرها يواجهون الحبس. وهنا ظهرت المهنة الجديدة رئيس تحرير للحبس حيث تتم الاستعانة بشخص لا علاقة بالمهنة ولا قدرة له علي العمل الصحفي فيتم وضع اسمه كرئيس للتحرير الذي يشرف علي اصدار الصحيفة ويكتب المقالات النارية فاذا وصل الامر للمحاكمة كان المتهم هو رئيس تحرير الحبس الذي كان يقوم بهذا الدور مقابل مبلغ يتقاضاه وكان يتحمل الحبس بعد ذلك راضيا فسوف يتقاضي هو واسرته من اصحاب الصحيفة ما يوفر لهم اسباب المعيشة طوال فترة السجن وسوف يقضي هو العقوبة مع المسجونين السياسيين حيث كانوا يتلقون معاملة خاصة ثم يخرج بعد ذلك وقد انفتحت امامه ابواب العمل السياسي باعتباره مشاركا في النضال الوطني اذا امتلك الرغبة والقدرة والامكانيات لذلك وان كانت اغلبيتهم لم تغادر مكانها وظلت في موقعها كرئيس تحرير حبس جاهز في اي وقت للعمل او بالالتحاق بعد الخروج من السجن باحدي الوظائف البسيطة في صحيفة تابعة للتيار السياسي الذي دخل السجن باعتباره رئيسا لتحرير احدي صحفه!! تغير الوضع بعد ذلك واختفت وظيفة رئيس تحرير الحبس من الصحافة المصرية بعد ثورة يوليو لنتذكرها الان مع بروز ظاهرة الكحول او الكاحول في كارثة البناء المخالف بالاسكندرية نترحم علي هؤلاء الذين كانوا في معظمهم يضعون اسماءهم علي صحف وطنية ويعرضون انفسهم للحبس ولا يتقاضون الا جنيهات قليلة ويعودون بعد ذلك إلي الظل او يمارسون العمل السياسي لم يكونوا شركاء في جريمة بل كانوا صحافة تحاول ان تؤدي دورها الوطني في اصعب الظروف!! الكلاب تمنعنا!! علي مدي سنوات تعودت ان اصحو مبكرا وان استهل يومي مع اول اضواء نور الصباح بالنزول للمشي لبعض الوقت بعد ان اصبح هذا هو المتاح من الرياضة لنا في هذه السن. وكنت وما زلت احمد الله ان اتاح لأمثالي مكانا آمنا وجميلا للمشي في شارع ملاصق لسكني يحمل اسم واحد من اعز الناس للقلب وهو احسان عبدالقدوس في الطريق الي ستاد ناصر. علي مدي سنوات كنت مع غيري نستمتع بمشية الصباح في الشارع الذي فضلته علي النادي القريب حيث الفضاء مفتوح والوجوه اصبحت مألوفة وبعضها تحول الي عالم الاصدقاء والاحساس جميل بانك تشارك الجميع التمتع بما وهبه الله لنا من نعمة بدون تصريح دخول او كارنيه عضوية. حتي في الايام الصعبة التي غاب فيها الامن والتي كنا نسهر الليالي نحرس فيها المنازل كنا نجد الفرصة لنسير لحظات ربما لنتأكد ان الاشجار في مكانها تنتظر الايام الاجمل!! في الشهور الاخيرة كان هناك ما يزعج كنا لا نري في المنطقة الا الكلاب الأليفة في صحبة اصحابها تضفي جوا من البهجة مع انسام الصباح الباكر فجأة بدأت اعداد من الكلاب تظهر في المكان وتتزايد باطراد. قبل يومين فوجئت بمشهد يدق ناقوس الخطر طفل مع والده ومعهما كلبهما الاليف يحاولان النجاة من هجوم ضار لمجموعة من الكلاب الضالة بعض السيارات المارة عطلت هجوم الكلاب الضالة فلم تكتمل الكارثة لكن المشهد ذكرني بحادث الطفل كريم الذي هاجمته الكلاب الضالة في حي المعادي وسقط في حفرة لبناء يتم بدون ترخيص ولقي حتفه. لن اعيد الحديث عن البناء المخالف وما به من فساد اجرامي لكن هل من سبيل لانقاذنا من طوفان الكلاب الضالة التي تغزو شوارعنا؟ سؤال اوجهه وانا انظر من نافذة بيتي بعد الفجر الي اشجار شارع احببت السير فيه آمنا مستمتعا لكن لا اجرؤ الان علي المغامرة وقد اتحمل الكثير لكني لا اتحمل عضة كلب!! آخر اليوميات لشاعر فلسطين والعرب الراحل محمود درويش الا تستطيعين ان تطفئ قمرا واحدا كي أنام أنام قليلا علي ركبتيك فيصحو الكلام ليمدح موجا من القمح ينبت بين عروق الرخام؟!