" اللهو الخفي هو السبب في أي انهيارات تحدث في الإسكندرية".. هذه الجملة رددها عدد من أهالي الإسكندرية.. وذلك بعد هدم العديد من الفيلات والعقارات التراثية.. وبناء الكثير من الأبراج السكنية التي أضاعت وجه الإسكندرية التراثي.. وعندما سألنا عن هذا اللهو الخفي أكدوا أنه" الكاحول"!.. ويعتبر موسم الأمطار والنوة هو الموسم الخاص بهم.. فتنهار عقارات بأيديهم ويتهمون الأمطار.. و" الكاحول" كما روى لنا محمد عبد الباسط- أحد الأهالي- كانت ظاهرة منتشرة في الإسكندرية ثم اختفت قبل أن تعود مرة أخرى خلال السنوات الأربع الماضية.. ويضيف قائلا: الكحول هو الدوبلير أو الوكيل، وهو شخص قد يكون سمسار أو بلطجي أو أي صنايعي أو حتى بائع كبدة،
وفي الغالب يكون صعيدي، ويقوم أصحاب العقارات أو المقاولين معدومي الضمير باستخدام اسمه وبياناته في استخراج تراخيص البناء مقابل حصوله علي مبلغ مالي باعتباره مالكا للأرض، ومن ثم يتم تحرير كافة المخالفات وتصدر جميع الأحكام ضده إذا ما حدث ما لا يحمد عقباه وفي النهاية قد يكون ميتا أو يسافر لبلده ولا يعلم أحد مكانه وأحيان أخري قد يكون من المسجلين خطر الذين اعتادوا السجون وبالتالي لن يفرق معهم صدور أحكام جنائية أخرى ضدهم، فالكحول يختفي وراءه الشخص الحقيقي المسئول عن البناء غير المرخص أو المخالف، حتى يختفي المالك الحقيقي عن الأنظار،
ولذلك فالعمارة تقع ولا يجدون من يحاسبونه، والمالك يجمع أمواله من قوت الغلابة ولا أحد يستطيع محاسبته، لأنه لا توجد أوراق باسمه، وكثير من الأبرياء وقعوا ضحايا هذا الكحول، ولا نعرف معنى هذا المصطلح أو من أين جاء، ولكنها ظاهرة إسكندرانية، كما أنه يستكمل باقي المخالفات من توصيل المرافق وسرقة تيار الكهرباء بدون ترخيص
ويضيف إبراهيم راتب: الشقق تباع باسم الكحول، وعندما يكتشف الحي وجود عقار مخالف ويبحث عمن يحاسبه ويبحث عمن وقع على الأوراق وهو الكحول لا يجدون له أي عنوان ولا يكون له أي أثر، فهو لهو خفي أو شخصية وهمية يأخذ فلوسه ويهرب، وهناك عمارات عديدة انهارت بسبب ذلك لأن البناء يكون مخالف في عدد الأدوار أيضا،
والغريب أن هناك صعايدة يأتون للعمل كعمال تراحيل أو بناءين والمقاولون يحولوهم لكحول، والحي لا يستطيع التعامل مع الأمر، ولذلك أصبح هناك أكثر من 27 ألف عقار غير مرخص بالإسكندرية، ولذلك فكل يوم سنسمع عن سقوط عقار، وحاليا ستكون الأمطار والنوة هما السبب ولكن الموضوع أكبر من السيول، لأنه موسم بالنسبة لهم