تختلف الإسكندرية عن باقي محافظات مصر، ولعل ما يميزها مهنة «الكاحول»، والتي يهيمن عليها عدد كبير من أبناء الصعيد. وإذا سألت أي صعيدى بالإسكندرية ماذا تعرف عنها يقول: "الصعايدة هما اللي بنوها"، وهي جملة ليست عفوية وإنما يقولها الصعيدي لمعرفته ببواطن الأمور وحقيقة من بنى مئات الآلاف من الأبراج التي تتواجد على أرض المحافظة بارتفاعات شاهقة، لأنهم ببساطة يأتون إلى الإسكندرية للعمل كعمال تراحيل أو بناءين ثم يتجهون إلى مهنة «الكاحول». يقوم أصحاب العقارت المخالفة بكتابة عقود تمليك العمارات لأشخاص وهميين يطلق عليهم «الكاحول» ليس لهم محل إقامة معلوم وفي أحيان أخرى تكون بطاقاتهم مزورة ويحصلون على شيكات على بياض وسط غياب من قانون يُجرم ويغلظ عقوبة «الكاحول» الذي يستخدم في بناء العقارات المخالفة لتظل كافة محاضر المخالفات أو الإزالات مجرد حبر على ورق لا يمكن أن يتم تنفيذه بسبب عدم معرفة مالك العقار الحقيقي. وعن أشهر «كواحيل» الإسكندرية يتحدث المحامي عزت مكاوي ل «التحرير»، قائلًا إن حي شرق كان به أشهر «كاحول» خلال الأعوام الماضية، وهو أحد بائعي الكبدة ويدعى «سمير. أ»، وكان يمتلك عربة في منطقة كيلوباترا "زنانيرى" حتى أصبح خلال أشهر قليلة صاحب محال للجزارة بنفس المنطقة. تحول سمير إلى أكبر ثري في المنطقة بعد أن أصبح شريكا لمقاول معروف في المنطقة، واستوليا على منزل بشارع بني نوفل بعد أن سافر صاحبه إلى إحدى الدول العربية في بعثة عمل ثم عاد ولم يجد منزله القديم الذي كان يقيم فيه منذ عام 1964، وكانت المفاجأة استيلاء المقاول على المنزل وهدمه وبناء عقار مكون من 16 دور سكني وعندما طالب بحقه في الشقة التي كان يقطن بها أفاده المقاول بأنه اشترى المنزل من شخص وتنازل له عنه وعليه البحث عن ذلك الشخص حتى يطالبه بحقه وأنه غير مسئول عن المنزل القديم، وعندما بحث المواطن سمير فؤاد عن الشخص وجده «كاحول» ثم علم بعد ذلك بأنه صاحب عربة الكبدة.