[email protected] لكل إنسان أولوياته وحينما أنظر إلي المسرح السياسي ، وإلي الشارع المصري أحس أن الأولويات قد تغيرت بالنسبة لي في الأسابيع الأخيرة ولم يعد الأهم بالنسبة لي هو ما تم الاستيلاء عليه من أموال الدولة من جانب قيادات النظام السابق ، لأن هذا هو الشغل الشاغل للقضاء والنيابة ورجال القانون. أما الأولوية المطلقة بالنسبة لي كمواطن فهي حالة الفوضي والتمرد والبلطجة وخط الفتنة الطائفية ، أي باختصار كل ما يهم المواطن من شعبنا في حياته اليومية ، لا سيما حينما ينعدم لديه الشعور بالأمن والأمان والاستقرار .. ليذهب الجميع يدفعون بعجلة الإنتاج إلي الأمام ، ولنتصد للبطالة ولنعمل سويا علي رفع الاحتياطي بالبنك المركزي بجهودنا جميعا ، هذه هي التحديات التي هي أهم من صيحات التعصب والاحتجاج والتخريب بقنا. وقفة تأمل من شعب مصر بأكمله للسلفيين وللنيران والحرائق التي أشعلوها بقنا ، وليقل لهم الجميع بصوت لا يرتعش قفوا مكانكم من أنتم ؟ من أعطاكم الحق لضرب الشرعية في مقتل ؟ منذ شهرين كنتم في السجون وخرجت أصوات شعب مصر الحر وشباب 25 يناير يطالبون بالإفراج عن الجميع وأنتم منهم ، لينعم الجميع بالحرية والديموقراطية ، ولم يمر وقت طويل حتي علت أصواتكم أنتم السلفيون تطالبون برفض الآخر ، وترفعون عصا التمرد وتتحدون هيبة الدولة ، وتحطمون وتخربون الطرق والمواصلات ، وتدخلون الذعر في قلوب إخوتنا من أقباط مصر. وحين تهتفون "إسلامية إسلامية" فعن أي إسلام تتحدثون ؟ عن إسلام محمد (صلي الله عليه وسلم) حيث لا إكراه في الدين ؟ أم عن إسلام الإمام الغزالي إسلام الوسطية والسماحة ؟ أم عن إسلام الدكتور الطيب شيخ الأزهر رجل الحوار والسلام والعلم واحترام الآخر ؟ أدعو شعب مصر الواعي ، وشباب 25 يناير أن ينزلوا إلي الشوارع بأسلوب منظم ، وقانوني ، وحضاري لإقامة السدود أمام سيل الفوضي وضرب الاستقرار ، وليكن شعار الجميع "لا للسلفيين ونعم لهيبة الدولة ولقيم ومبادئ ومنهج 25 يناير" .. إن لشباب 25 ينايرالجرأة والوعي ليقولوا في وجهكم: "نعم لقد أسقطنا النظام ، ولكن سنحمي الدولة التي هي مظلتنا جميعا". الحرية الحقيقية أيها السادة هي احترام حرية الآخرين والاعتراف أن الحكم بين الجميع هو لسلطة القانون وللشرعية الدستورية . الحرية الحقيقية هي عكس الفوضي التي سمحت لكم باحتلال أشرطة السكك الحديدية بين قنا وأسوان وعطلت حركة ومعيشة الأهالي وانتقصت من قوتهم ومن لقمة العيش . وبمناسبة هيبة الدولة فإنني أقولها بكل الوعي للأخ والصديق رئيس وزراء مصر: "إنني أرفض أن يأتي نجوم السلفية كوسطاء لحل مشاكل الأمن والاستقرار" أريد أن أري وأن يشعر الجميع أن عصب الدولة قادر علي إعادة الأمن والاستقرار ، وقادر علي الحكم بين الناس بالعدل دون اللجوء لتحكيم قبلي في يد قيادات دينية متطرفة . وإلي أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة أقول: "تحية وشكرا للتنبيه علي أن القوات المسلحة لن تسمح بالعبث بمقدرات هذا الوطن من خلال الفتنة الطائفية". الوجه الآخر ورفض التعميم في الأحكام عودت نفسي علي رفض التعميم في الأحكام حتي بالنسبة لنفس الشخص ولمعظم الناس منا وجهان وجه قابل للنقاش والاتهام وأحيانا الرفض ، ووجه آخر قد يكون للخير فيه نصيب وهذا ما أريد أن أتعرض له اليوم للكلام عن شخصيات يريد أن يجمع الناس علي إدانتهم ورفضهم ، ولدي الشجاعة الأدبية لأن أتكلم عنهم : (الوجه الآخر للدكتور فتحي سرور) الوجه الأول للدكتور فتحي سرور يهم قضاة مصر ورجال النيابة والقانون ولن أتدخل بكلمة فيما يقومون به من مهام ، أما الوجه الآخر للدكتور سرور الذي عرفته خلال مشوار عمري فقد كان بابا مفتوحا للمحتاجين والفقراء وطرقت بابه شخصيا أكثر من مرة وبذل جهدا كبيرا في تلبية مطالبهم سكنا ومساعدة وما زالت "الحاجة فاطمة" هذه الفقيرة المسنة التي أنقذ حياتها فوجدت بعد جهد جهيد مكانا تأوي إليه. (الوجه الآخر للواء سمير فرج) اللواء سمير فر ج له أيضا وبدوره موضوعات تحت التحقيق أجهلها ولن أتكلم عنها حتي ولو أدهشتني احتراما مني مرة أخري للقضاء والنيابة والقانون ولكن دعوني أتكلم عن الوجه الآخر للرجل الذي جعل من الأقصر واحدة من أجمل وأهم عواصم العالم ، وأشهد الله أنه استثمر علاقاته المتينة بالقيادة السياسية لتحقيق ما هو مطلوب لمشروعات الأقصر للتنمية والتجميل كما أنني كنت شاهدا علي واقعة معينة استسمحه للكشف عنها وهي أنه في الزيارة الأخيرة للسيدة سوزان مبارك إلي الأقصر كان الوحيد الذي تجرأ أن يصارحها بمهزلة الانتخابات التي قام بها أحمد عز ، بل وأبلغها أنه لم يلتق بمحافظ واحد إلا وأبلغه أن أحمد عز لم يستشر واحدا منهم في المرشحين الذين اختارهم وفرضهم علي جميع الأطراف شعبيا وحكوميا . والكل يعلم أنه بالنسبة إليها أن كل هجوم علي أحمد عز هو هجوم علي ابنها جمال مبارك الذي حماه من البداية إلي النهاية.