عندما تأتي المصائب فإنها لا تأتي فرادي.. ولكن هناك فرقا بين من يقنط من رحمة الله وبين من يتمسك بالامل ويحمد المولي عز وجل فالحاجة وفاء كانت تعيش في تبات ونبات وسط اسرتها المكونة من زوج وثلاثة اولاد.. فجأة اصبحت مفردات التعاسة والشقاء تسيطر علي هذه الاسرة البسيطة.. بعد ان تعرضت الام الي وعكة صحية كادت ان تفقد حياتها بسببها. فقد بدأ الوجع يعرف طريقه الي المعدة وسط تأكيدات الاطباء بان المرارة هي المسئولة عن ذلك.. ولكن الفحوصات والاشاعات الطبية سرعان ما اثبتت خطأ تشخيص الاطباء وانقذت الام من ازالة المرارة السليمة.. لان الخطأ كان مركزه الكبد.. نعم الكبد الذي هاجمه فيروس سي والذي جعل نسبة التليف تصل الي ما فوق المليون.. ولكن لم تفقد الحاجة وفاء الامل في شفائها.. ومع تلقيها لعلاج الانترفيرون لمدة عام والذي بلغت تكلفته 80 الف جنيه اكرمها الله بالشفاء تماما من هذا المرض اللعين واصبح الفيروس في مرحلة الخمول التام. وما ان بدأت الفرحة تدب من جديد في منزل اسرة وفاء مبتهجين بشفائها وعودة الصحة تاج مرة اخري فوق رأسها.. اطلت ازمة اخري اعادت الكآبة والحزن ليعششا في كل ركن من اركان المنزل.. فقد سقطت الحاجة وفاء علي ركبتها علي احدي درجات السلم اثناء دخولها شقتها.. وبدأ الالم يضرب من جديد في جسد الحاجة وفاء ولكن هذه المرة في ركبة إحدي القدمين.. مما اضطرها الي الخضوع لعملية جراحية بتكلفة خمسة آلاف جنيه بعد ان اثبتت التقارير الطبية والاشعة اصابتها بقطع غضروفي في القدم وتمزق في الاربطة.. وقد اجريت العملية الجراحية بالفعل وقال الاطباء مبروووك للحاجة وفاء علي نجاح تلك العملية.. واستغربت الحاجة وفاء من موقف الاطباء علي تهنئتها بنجاح العملية خاصة ان الالم والوجع مازالا يسيطران علي الركبة. فهي الوحيدة التي تشعر به.. وبالفعل صدقت وجهة نظرها عند تغيير الطبيب والذهاب الي طبيب اخر اكد لها انها تحتاج الي تركيب مفصل لان المفصل القديم صلاحيته انتهت ولا يصلح للعمل مرة اخري.. المفصل الجديد تكلفته 50 الف جنيه. ولكن من أين تأتي بهذا المبلغ؟! الحاجة وفاء تحمد الله في كل ثانية علي ما نزل بها من مرض.. واثقة ان الفرج سيأتي من عنده ومن عند اصحاب القلوب الرحيمة الذين قد يعيدون الحركة مرة اخري الي الحاجة وفاء بعد ان اصبحت طريحة الفراش تماما.. وبيانات وفاء لدي »المحرر« .