قد يتصور البعض ان تغاضي الحكومة عن بعض التجاوزات التي يشهدها الشارع المصري ناتج عن ضعف الجهات التنفيذية في تنفيذ القوانين ويري البعض الآخر ان الحكومة قادرة علي فعل اي شيء لو ارادت ذلك ولكنها تطبق سياسة التوازنات لانها تري ان المواطن المصري مازال يعاني من آثار ثورة يناير التي ساهمت بصورة مباشرة في تردي الأوضاع الاقتصادية وخاصة ان الثورة ساهمت في سيطرة الاخوان علي حكم مصر وأدي ذلك إلي تراجع اداء الدولة المصرية علي كافة المستويات..حكومة الدكتور شريف اسماعيل تحاول جاهدة ان تحقق طموحات واحلام ثورة 30يونيو ولكنها اصطدمت بواقع أليم نتيجة لتراكمات عشرات السنين من إهمال وفساد وأوضاع اقتصادية سيئة جدا ومع ذلك فهي تقود برنامجا اصلاحيا مؤلما جدا ولكنه الحل الوحيد لإبقاء الدولة المصرية صامدة ومتطورة..قد تكون نتائج الإصلاحات الاقتصادية بطيئة ولكنها برامج إيجابية تدفع الدولة المصرية للأمام.. اختلف مع البعض في ان المواطن لم يشعر بنتائج الإصلاح..قد يكون ارتفاع الأسعار هو الشغل الشاغل للمواطن البسيط الذي يبحث عن المأكل بأقل التكلفة وهو ما تحاول الحكومة توفيره بقدر المستطاع في المنافذ الرسمية بخلاف ما يتم صرفه علي البطاقات التموينية..ولكن علينا ان ننظر إلي خطط الإصلاح الاقتصادي من الجوانب الإيجابية لأننا سنكتشف اننا منذ إطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي ومعدلات النمو في ارتفاع مستمر إلي جانب زيادة الصادرات وتراجع الواردات وايضا زيادة حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية بالإضافة إلي إقامة واستكمال المشروعات القومية الكبري في جميع محافظات مصر..الامر الذي يؤكد ان الدولة تسير في طريق التنمية الحقيقي..قد يكون ميراث الحكومة الثقيل من القوانين العقيمة احد اهم معوقات الانطلاقة الحقيقية الامر الذي يتطلب سرعة تعديل القوانين وخاصة قوانين العقوبات ضد المتلاعبين بقوت الشعب او المهربين والذين يتعاملون في مشروعات الاقتصاد غير الرسمي..هناك نقطة أساسية اري انها الخطر الأكبر علي مصر وهي الاٍرهاب..دعونا نعترف ونتعايش مع واقع ملموس وهو اننا دولة رغم ان مواردها محدودة الا انها دولة من أقوي وأشجع دول العالم التي تواجه الاٍرهاب الأسود وتتحمل ما ينتج عنه من خسائر بشرية ومادية..نعم الحكومة تبذل جهدا كبيرا علي قدر الإمكانيات ولكن اعتقد ان هذه المرحلة تحديدا تتطلب تفاعل كل فئات الشعب مع الواقع الحقيقي..ليس مطلوبا في هذه المرحلة الحرجة ان نبتكر الحيل والخطط لإرهاق الحكومة وان نحاول ان نقلل من الجهد الذي يبذل للعبور من عنق الزجاجة ولكن المطلوب ان نوفر المناخ المناسب ونعد القوانين الداعمة والمساندة للدولة المصرية التي نحارب الفساد والارهاب ومطالبة باستكمال خطط التنمية وتوفير بيئة صحية متكاملة للمواطن من تعليم وصحة وخدمات وأمن وخلافه..اتابع جهد بعض وزراء الحكومة عن قرب واكتشف انهم يعملون بأكثر من الإمكانيات المتاحة لتحقيق خطط الدولة ولكن المرحلة كما قلت ليست عمل وزير او مسئول فقط وإنما هي عمل جماعي يحتاج إلي تفاعل جميع فئات المجتمع لتحقيق نقلة حقيقية في كل شيء لوحدات سيشعر بها المواطن ونكون نجحنا جميعا في العبور بمصر إلي بر الأمان بعيدا عن المزايدات .. ليس عيبا ان نكون دولة فقيرة او محدودة الموارد ولكن العيب ان نعرف طريق التحول ولا نسير فيه..الدولة المصرية مرت بفترات عصيبة علي مدار التاريخ ونجحت في تخطي الأزمات والصعاب بفضل وحدة شعبها ولذلك نحن مطالبون ان نساند الدولة وتلاشي التفاعل مع السلبيات والتركيز علي الإيجابيات لأن ثمار التنمية سوف يستفيد منها الجميع اما ثمار الجشع والاستغلال والتلاعب فستكون نتائجها سلبية علي الجميع..علينا ان نساعد الدولة المصرية بالجهد والعمل والصبر والاخلاص لانها ملك للجميع..الهدم اسهل وأسرع من البناء وبما أننا دولة تبني نفسها من جديد فعلينا ان نتحمّل صعاب البناء لأننا أصبحنا دولة تعتمد علي مواردها الحقيقية وهو ما كنّا نحتاج اليه من عشرات السنيين.