في غياب الرقابة والقانون يمكن أن يحدث كل شيء.. بل تراق دماءوتزهق أرواح.. وناس تروح السجن كمان!! هذه السيدة العجوز وهي تجر حمارها لم تجد وسيلة لتحدي القانون أوضح ولا أقوي من هذا.. قادت حمارها ليس في طريق فرعي أو جانبي ولكن في شارع الهرم الرئيسي.. السياحي.. الذي تنفق الدولة عليه ربما سنويا عشرات الملايين لتطويره وتجميله.. إذ ربما يجذب سائحا من بلاد الله الواسعة في زمن عزت فيه السياحة.. هذه السيدة، وكما يبدو من ظلها وحمارها في الصورة.. اخترقت شارع الهرم الرئيسي جهارا نهارا.. بل في عز الظهر، وكمان عكس الاتجاه.. وهي تمر علي فنادق وكازينوهات شارع الهرم.. الواحد تلو الآخر.. وبعد أن تخطت أيضا مبني ديوان عام محافظة الجيزة بكل ما يحيط المبني الكبير من حراسة وسيارات شرطة.. حتي قسم شرطة الطالبية برجاله وجنوده وقياداته وسياراته المصفحة أمامه، لم يمنع أو يخيف هذه السيدة وحمارها من المرور أمامه وتحدي القانون (!!) وكأن هذا كله لا يهم أحدا.. أو أن أرواح الناس في الشوارع لا تزعج أحدا.. بلاش كلام عن صورة مصر.. والحضارة والاهرامات.. والسياحة.. كل هذا لم يعبأ هذا الحمار وصاحبته العجوز.. هذا يذكرنا بالكابتن صالح سليم رئيس النادي الاهلي الراحل عليه رحمة الله والذي تمر هذه الايام الذكري الخامسة عشرة علي رحيله ، كان معبرا حين قال لي ذات مرة، أغرب حاجة حاليا في البلد إن اللي ماشي صح وملتزم بالقانون يبدو عند ناس كثيرة هذه الايام أنه مخالف وغلطان. وغبي وفاهم الدنيا غلط..!!بسبب إن اللي ماشيين غلط حوله هم الأغلبية!! وكأننا لم نتعظ أو نستفد من تعرض الفنان نادر أبو الليف هذا الاسبوع لصدور حكم قضائي بحبسه عامين وغرامة خمسة آلاف جنيه لانه تسبب بسيارته في موت طفل كان يقود أيضا عربة كارو ويسير بها عكس الاتجاه، ولولا تدخل الكابتن أحمد حسن كابتن منتخب مصر السابق للتوسط والتصالح بين أبو الليف وأسرة هذا الطفل ضحية الفوضي والتسيب والاهمال والحمار عكس الاتجاه، كان زمان أبو الليف بيغني في طرة!!