شرم الشيخ أسامة السعيد وحازم بدر: وسط حالة من الغموض والترقب، واصل الرئيس السابق حسني مبارك اقامته الجبرية في الجناح الخاص بمستشفي شرم الشيخ الدولي لليوم الخامس علي التوالي، انتظارا لتنفيذ قرار النائب العام بنقل مبارك الي احد المستشفيات العسكرية. .. أشعل قرار النائب العام فور صدوره حالة من القلق والترقب بين ابناء شرم الشيخ، وممثلي وسائل الاعلام الذين جاءوا لمتابعة تفاصيل اقامة الرئيس السابق بالمدينة، وطوال يوم أول أمس الجمعة، وليلة أمس السبت، بات عدد من مراسلي وسائل الاعلام ليلتهم امام المستشفي، ترقبا لنقل الرئيس السابق إلي مستشفي عسكري وهو ما لم يحدث حتي مثول الجريدة للطبع، وترددت الكثير من الشائعات عن نقله وزوجته فجرا بطائرة عسكرية، وقد عززت تلك الانباء خروج زوجة الرئيس السابق بعد عصر يوم الجمعة من المستشفي في سيارة مرسيدس رمادية اللون، وغابت لعدة ساعات، ثم عادت الي مستشفي شرم الشيخ مساء بصحبة احدي زوجات ابنيها. حالة مبارك مستقرة في المقابل كشف مصدر طبي بمستشفي شرم الشيخ الدولي ان الحالة الصحية للرئيس السابق مستقرة تماما، وانه يتناول بانتظام بعض الادوية الروتينية، وان الفريق الطبي المصاحب له هو الذي يشرف علي العلاج بشكل كامل، وان دور المستشفي يقتصر علي مرور طبيبي القلب والرعاية المركزة بصفة يومية للتوقيع علي التقرير الطبي الخاص بالرئيس السابق، ونفي المصدر ما تردد عن تدهور الحالة الصحية للرئيس السابق. وفيما بدا أنه نوع من المناورة، تمهيدا لتنفيذ عملية النقل في اي وقت، قامت ادارة المستشفي بتحريك العديد من سيارات الاسعاف بكثافة من وإلي المستشفي، وهو ما تسبب في حالة من الارتباك لمتابعي الموقف امام المستشفي ظنا في ان تلك التحركات قد تكون بداية لتحرك السيارات التي تقل الرئيس السابق الي احدي القواعد العسكرية، تمهيدا لنقله الي وجهته التالية. وعلي عكس حالة التوتر التي سادت المشهد خارج المستشفي، افاد مصدر من داخل المستشفي ل»الأخبار« ان حالة من الهدوء التام خيمت علي الموقف بالقرب من الجناح الذي يقيم به الرئيس السابق، وإن لم يلحظ أية تحركات غير معتادة من جانب طاقم الحراسة، الذي يحكم السيطرة تماما علي كل المخارج والمداخل المؤدية الي الدور. تواجد أمني كثيف وفي السياق ذاته عززت قوات الأمن المركزي من تواجدها في محيط المستشفي، ودفعت بقوات اضافية لمراقبة بقية أسوار المستشفي من مختلف الجوانب، بعد أن اقتصر تواجد قوات الشرطة في الايام القليلة الماضية علي تأمين البوابة الرئيسية فقط، حيث تم تسيير دوريات راكبة لتأمين الجانبين الايمن والايسر لسور المستشفي، بينما تركت مهمة تأمين السور الخلفي للمستشفي، في المنطقة الملاصقة لمهبط الطائرات لمجموعة من جنود الشرطة العسكرية، التي اكتفت بالتواجد في تلك المنطقة تاركة مهمة تأمين المستشفي لقوات الشرطة.. كما تم تقليل مدة ورديات الخدمة لجنود الأمن المركزي الي ساعتين فقط، بسبب ارتفاع درجة الحراراة وطول ساعات الانتظار امام المستشفي، خاصة بعد اصابة عدد من الجنود بالاجهاد والاعياء. وشدد الامن من اجراءاتها داخل المستشفي، وفي فحص اوراق الداخلين إليها، حتي من المرضي والزوار. وكانت الاجهزة الامنية قد تواجدت بكثافة لتأمين صلاة الجمعة، في مساجد شرم الشيخ الكبري، وبالاخص في مسجد المصطفي اقرب المساجد الي المستشفي الذي يعالج به الرئيس السابق.. فقد كان من المتوقع أن تخرج تظاهرات من جانب الشباب الرافضين لاستمرار بقاء مبارك في شرك الشيخ، وشوهدت عدة ناقلات جنود عسكرية، والعشرات من جنود الشرطة العسكرية الذين شاركوا في تأمين الصلاة بالمسجد، وفي ختام الخطبة تطرق الامام الي التظاهرات التي نظمها عدد من شباب المدينة الرافضين لبقاء مبارك بها، مطالبا بأن تكون غضبة الشباب من أجل الاسلام، وليس من أجل المطالبة بمحاكمة أو بقاء هذا او ذاك، ضاربا المثل بأن هناك الكثير من القضايا الحيوية التي لم يتلفت اليها شباب الثورة علي حد قوله، ومنها العدوان الاسرائيلي علي غزة، وحرق المصحف الشريف في الولاياتالمتحدة. وعقب الصلاة تجمع عدد محدود للغاية من ابناء شرم الشيخ قبالة المستشفي.