سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقائع اليوم الثاني لمبارك في مبارك يعاني حالة اكتئاب .. وسوزان تحولت إلي »عروق« تمشي علي الأرض
زوجتا علاء وجمال لم تزورا مبارك أمس .. وأنباء عن رحيلهما إلي القاهرة
احتياطات أمنية مشددة امام مستشفى شرم الشيخ بعد ليلة متوترة مليئة بالتفاصيل والتحركات والكواليس ، عاشتها مدينة شرم الشيخ اول أمس ، خيم الهدوء علي المدينة امس ، وبدا ان كل الاطراف استسلمت للامر الواقع ، فالرئيس السابق حسني مبارك قابع حتي الان بجناح كبار الزوار بالدور الرابع بمستشفي شرم الشيخ الدولي ، وتقيم معه بصفة دائمة زوجته سوزان مبارك ، بينما غادرت هايدي راسخ زوجة علاء مبارك ، وخديجة الجمال زوجة جمال مبارك جناح الرئيس السابق مساء اول أمس ، ولم تقوما بزيارته طوال يوم امس ، وهو ربما ما يرجح أنهما توجهتا الي القاهرة لمتابعة التفاصيل الخاصة بحبس زوجيهما في سجن طرة. ورغم حالة الهدوء ، الا ان الاجهزة الامنية اتخذت احتياطات أمنية مشددة بالمدينة ، وانتشرت كمائن الشرطة علي مداخل المدينة والطرق الرئيسية بها لفحص هويات القادمين الي المدينة ، وسط مخاوف من ان تنجح اعداد كبيرة من المتظاهرين في الوصول الي شرم الشيخ وتنظيم تظاهرات حاشدة بها أمام المستشفي الذي يحتجز به مبارك.. يأتي ذلك في الوقت الذي احكمت قوات الشرطة من سيطرتها علي المستشفي والمنطقة المحيطة بها ، بينما لم تشاهد سوي مركبة عسكرية واحدة بالقرب من مهبط الطائرات الذي يقع خلف المستشفي في المنطقة الفاصلة بين مستشفي شرم الشيخ الدولي ، ومجمع شرم الشيخ القضائي الذي لم يفتتح رسميا بعد ، وجرت به وقائع التحقيق مع علاء وجمال مبارك قبيل ترحيلهما محبوسين الي القاهرة. حالة الرئيس السابق وكشف مصدر طبي بمستشفي شرم الشيخ الدولي ان الحالة الصحية للرئيس السابق مستقرة تماما ، وان حالة القلب لا تدعو الي القلق ، نافيا ما تردد من انباء عن حاجته الي الانتقال الي مستشفي اكبر ، مؤكدة ان حالته الصحية لا تستدعي اكثر من ملاحظة طبية عادية للغاية ، وان اي قرار بنقله الي مستشفي آخر سواء كان عسكريا او مدنيا ، لن يكون قرارا بناء علي اعتبارات طبية ، وانما يقوم علي اعتبارات اخري. وكشف المصدر الذي رفض نشر اسمه ان الفريق الطبي المرافق للرئيس السابق هو الذي يقوم بالكامل علي رعايته صحيا ، وان أخصائي الرعاية المركزة بالمستشفي يمر علي جناح مبارك مرة واحدة يوميا للتوقيع علي تقرير المتابعة الخاص به كما تقضي لوائح المستشفي ، دون ان يقوم بتوقيع الكشف الطبي عليه ، وان الوحيد الذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق من خارج فريقه الطبي هو د. السباعي احمد السباعي كبير الاطباء الشرعيين ، والذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي مبارك لأسباب تتعلق بالطبيعة القانونية للرئيس السابق كمحتجز احتياطيا. صمت عميق واشار المصدر الي ان الرئيس السابق - بحسب بعض المقربين من المعالجين له- يعاني من حالة صمت عميقة ، وانه لايتبادل الحديث مع المحيطين به الا نادرا ، وانه لم يتحدث طوال يوم أول امس الا مع المحامي فريد الديب الذي زاره في جناحه في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم الاربعاء ، وظل داخل الجناح نحو اربع ساعات ، واضاف ان تلك العلامات ربما تكون بوادر حالة اكتئاب قد يعاني منها الرئيس السابق ، وهي حالة طبيعية تصيب بعض كبار السن عند تعرضهم لضغوط نفسية وعصبية شديدة ، وهو ما ينطبق علي حالة مبارك .. مشيرا الي ان ادارة المستشفي خصصت احد كبار الموظفين الاداريين بها ليكون همزة الوصل بين اسرة الرئيس السابق وادارة المستشفي ، وان هذا الموظف (مدير ادارة) لا يغادر تقريبا جناح الرئيس السابق، منذ دخوله الي المستشفي عصر الثلاثاء الماضي. وأفاد المصدر أن سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق ، شوهدت للمرة الأولي من قبل بعض العاملين بالمستشفي خارج الجناح الذي تقيم به بمرافقة زوجها ، ووصفها من شاهدها بأنها كانت تعاني حالة هزال شديد ، وانها فقدت الكثير من وزنها ، وبدا عليها الاعياء ، ونقل المصدر ل"الأخبار" عمن شاهدوها قولهم أنها "تحولت الي عروق تمشي علي الارض"، وان وجهها بدا مجهدا جدا ، وانها ظهرت أكبر كثيرا من سنها الذي كانت تبدو عليه قبل تنحي زوجها . هدوء حذر ميدانيا ، خيم الهدوء الحذر علي المنطقة المحيطة بمستشفي شرم الشيخ الدولي ، واحكمت قوات الأمن سيطرتها علي محيط المستشفي ، وواصلت نشر اعداد كثيفة من جنود الأمن المركزي حول اسوار المستشفي ، خاصة الباب الرئيسي المطل علي طريق السلام ، والذي تجمع امامه أول امس عشرات المتظاهرين المناهضين للرئيس السابق ، الا ان اعداد المتظاهرين تراجعت بصورة كبيرة أمس ، ولم تزد عن حالات فردية كانت تجئ لمتابعة ما يجري أمام المستشفي ثم تسارع الي المغادرة ، خشية تجدد الاشتباكات مع بعض افراد البدو الغاضبين من تلك التظاهرات ، والذين قاموا بالاشتباك مع عشرات المتظاهرين عصر اول أمس ،وقاموا بالتعدي علي المتظاهرين بالضرب وقذفوا المتظاهرين بالحجارة وبالحواجز الأمنية المعدنية التي وضعتها الشرطة لمنع نزول المتظاهرين الي نهر الطريق وابقائهم واقفين علي الرصيف المقابل للمستشفي ، كما تعدو علي سيارات وسائل الإعلام المتواجدة أمام المستشفي، ورغم الهدوء الذي اعقب تلك الاشتباكات ، الا ان المتظاهرين عادو الي التجمع امام المستشفي في الحادية عشرة من مساء أول أمس ، بعد تردد انباء عن وجود تحركات داخل المستشفي استعدادا لإخراج مبارك منها ونقله الي مكان آخر ، وهو ما دفع عشرات المتظاهرين الي التجمع مرة أخري ، ومع تزايد العدد ، في نحو الساعة الثانية عشرة مساء ، وقعت مناوشات بين البدو الذين تجمعوا علي احد جانبي الطريق ، بالقرب من مستشفي شرم الشيخ الدولي ، وبين المتظاهرين الذين احتلوا الرصيف المقابل للمستشفي علي الجانب الاخر من الطريق ، وتدخل بعض ابناء سيناء لتهدئة الموقف ، الا ان بعض البدو العاملين في السياحة هددوا باستخدام الجمال التي اصطحبوها معهم ، وربضوا في أحد الشوارع المجاورة للمستشفي ،وهو ما اعاد الي الاذهان مشاهد موقعة الجمل ، الا أن التوتر انتهي بعد اقناع المتظاهرين بالانصراف بهدوء بعد منتصف الليل. وتجددت شائعات قرب نقل الرئيس السابق من مستشفي شرم الشيخ الدولي الي جهة اخري مع الساعات الأولي من صباح أمس ، عندما حلقت طائرة مروحية تجمع بين اللونين الابيض والاحمر ،وغير معروف الجهة التابعة لها ، حول محيط المستشفي في السابعة من صباح امس ، الا انها لم تهبط في المهبط المجهز لطائرات الهليكوبتر خلف المستشفي ، واكتفت بالدوران عدة مرات حول المستشفي ثم غادرت المنطقة ،وهو ما دفع بعض المواطنين المقيمين بجوار المستشفي الي الاعتقاد انها تحاول الهبوط لتقل الرئيس السابق الي مكان أخر. احتياطات أمنية وفي السياق ذاته ، اتخذت اجهزة الأمن بمدينة شرم الشيخ احتياطات امنية مشددة ، وعادت أكمنة الشرطة التي كادت ان تتلاشي بعد تنحي مبارك الي الظهور مرة أخري في شوارع المدينة وبالقرب من بوابة المدينة علي الطريق القادم من القاهرة ، وتزايدت تلك الاحتياطات الامنية ، مع تصاعد المخاوف الامنية من نجاح عدد من المتظاهرين من الوصول الي شرم الشيخ ، وتنظيم مظاهرات كبيرة بالمدينة امام مستشفي شرم الشيخ الدولي ، حيث يقبع الرئيس السابق، علي الرغم من تراجع منظمي "جمعة الزحف الي شرم الشيخ" عن قرارهم بالقدوم الي المدينة ، لكن مصادر امنية أكدت ل"الأخبار" أن اجهزة الشرطة بمديرية أمن جنوبسيناء تتخذ جميع التدابير الاحترازية ، استعدادا لأية احتمالات ، وهو ما دفعها الي تكثيف التواجد الأمني علي الطرق الرئيسية بمدينة شرم الشيخ وعلي مداخلها الرئيسية . وامتدت الاحتياطات الأمنية الي الطرق المؤدية الي مدينة شرم الشيخ ، فتم زيادة عدد الاكمنة الثابتة عند مدخل نفق الشهيد احمد حمدي ، ومنطقة ابو رديس ا ورأس سدر ،كما تم زيادة كثافة كمائن الحراسات القريبة من مقر اقامة الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته بمنتجع الجولف، علي بعد نحو كيلومترين من مطار شرم الشيخ الدولي، علي الرغم من عدم اقامته به حاليا ، وتم امس وضع كمين اضافي علي الطريق المؤدي الي فندق "جولي فيل الجولف" القريب من فيلا الرئيس السابق ، رغم انه طريق سياحي رئيسي لرواد الفندق وملاعب الجولف الملحقة به، وقام افراد الأمن بتلك الاكمنة بفحص أوراق اثبات الشخصية لكل من يدخلون الي تلك المنطقة ، وبخاصة من المصريين