«الله أكبر.. الله أكبر.. يا جمال.. يا مبارك.. سجن طرة في انتظارك.. يا جمال قول لأبوك.. الشعب المصري بيكرهوك» هكذا هتف المتظاهرون الذين أحاطوا بمستشفي شرم الشيخ الدولي صباح أمس عقب قرار النائب العام بحبس الرئيس المخلوع ونجليه علاء وجمال 15 يوما علي ذمة التحقيقات في التهم المنسوبة إليهم بالتحريض علي قتل المتظاهرين. وعمت الفرحة الشوارع والميادين وخرجت السيارات احتفالا بحبس مبارك ونجليه، بينما اعتدي بدو من سيناء علي المتظاهرين أمام المستشفي وسيطرت الأجهزة الأمنية علي الموقف سريعاً. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس وصل علاء وجمال نجلا الرئيس المخلوع إلي سجن طرة لينضما إلي عدد كبير من رموز النظام البائد أحمد نظيف وصفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد عز وأحمد المغربي وزهير جرانة. وبينما نفت مصادر بمطار شرم الشيخ ما تردد حول وصول فريق طبي ألماني علي طائرة خاصة لعلاج ومتابعة الحالة الصحية لمبارك، كثفت أجهزة الأمن إجراءاتها حول المستشفي الذي يعالج فيه الرئيس المخلوع بعد تزايد أعداد المتظاهرين الذين رفعوا لافتات «ارحل عن شرم الشيخ». وأكد مصدر طبي بمستشفي شرم الشيخ أن مبارك ما زال في جناح خاص بالدور الثالث، حيث توجد غرفة العناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية وتم وضعه تحت الملاحظة بعد أن كانت حالته مستقرة خلال الساعات السابقة وأن الفريق الطبي المعالج يتابع حالته الصحية عن كثب. ونفي المصدر هبوط أي مروحية عسكرية بالقرب من المستشفي استعداداً لنقله إلي المركز الطبي العالمي أو مستشفي القبة العسكري القريب من مطار ألماظة حيث من المقرر أن يقضي فترة الحبس الاحتياطي. وكان الرئيس المخلوع قد دخل المستشفي في الخامسة من مساء أمس الأول إثر تعرضه لانخفاض ضغط الدم ودخل المستشفي سيرا علي الأقدام بعد نزوله من السيارة الخاصة التي كان يستقلها بصحبة عدد من الأطباء وهيئة التمريض وتم إلحاقه بجناح خاص بالدور الثالث وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وبعد ساعتين بدأت التحقيقات مع مبارك في غرفته بالمستشفي وفي الحادية عشرة و45 دقيقة مساء بدأ نجلاه علاء وجمال للتحقيق في المجمع القضائي بحي النور بمدينة شرم الشيخ خلف المستشفي، حيث كان جمال يستقل سيارة مدير الأمن حمراء اللون وتحمل رقم 6 وسيارة أخري بيضاء بداخلها علاء واتجهوا إلي الدور الثاني بالمجمع، حيث تم التحقيق وسط حراسة أمنية مشددة خوفا من اقتحام المواطنين الذين تجمعوا بالخارج.. وفي الرابعة فجرا خرج اللواء محمد الخطيب مدير أمن جنوبسيناء لتهدئة المواطنين وأذاع عليهم قرار المحققين بحبس علاء وجمال مبارك لمدة 15 يوما، حيث تعالت التكبيرات والهتافات «يا حرية هللي هللي.. حكم الفرد خلاص هيولي». من جانبها اتخذت أجهزة الشرطة إجراءاتها للتمويه ولتأمين السيارة التي استقلها نجلا الرئيس السابق لتشتيت انتباه المواطنين الغاضبين ثم دخلت سيارة ميكروباص شرطة سوداء اللون إلي المجمع القضائي واستقلاها الشقيقان جمال وعلاء، ولكن تم رشق السيارة بالحجارة وتحطيم زجاجها وأسرعت متجهة إلي المطار حتي تم ترحيلهما في الخامسة فجر أمس إلي سجن طرة. وخيم الحزن علي سوزان مبارك وهايدي زوجة علاء وانخرطاً في بكاء شديد أثناء تواجدهما بجوار الرئيس السابق. وفي سياق متصل نقلت بوابة الأهرام الالكترونية عن مصادر مطلعة أنه جري التحقيق مع سوزان مبارك بمقر جهة سيادية عليا. وتناول التحقيق معها تهما تتعلق بالفساد المالي بشأن حساب خاص بترعات مكتبة الإسكندرية وأمورا تتعلق بمهرجان القراءة للجميع. ومن المقرر أن يبدأ جهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل التحقيق قريبا مع مبارك وزوجته ونجليه علاء وجمال في تهم أخري تتعلق بالتضخم الهائل للثروة واستغلال النفوذ والحصول علي عمولات ومنافع من صفقات مختلفة.