افتتحها وزير التعليم العالي.. أبرز المعلومات عن جامعة كفر الشيخ الأهلية (صور)    هآرتس: نتنياهو يعتزم طرح خطة لضم أجزاء من غزة لإنقاذ حكومته    مقتل شخصين وإصابة آخرين في هجوم طعن في لندن    هل تصدق رواية الزمالك في تقديم لاعبه معالي.. وما علاقة بنشرقي؟ (فيديو)    أول تعليق من محافظ سوهاج على حرائق برخيل (صور)    وزير الثقافة يعزي ويؤازر خالد جلال من كواليس عرض "حواديت" بعد وفاة شقيقه    السيسي يوجه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام الطبي الفوري للكابتن حسن شحاتة    عودة انقطاع الكهرباء في مناطق بالجيزة وخروج كابل محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة    المعمل الجنائي يعاين حريق شقة في المريوطية    رابطة الأندية: بدء عقوبة "سب الدين والعنصرية" فى الدوري بالموسم الجديد    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    الكشف الطبي على 540 مواطنًا بقرية جلبانة ضمن القافلة الطبية لجامعة الإسماعيلية    بمناسبة اليوم العالمي.. التهاب الكبد خطر صامت يمكن تفاديه    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    هندسة المنوفية الأولى عالميًا في المحاكاة بمسابقة Formula Student UK 2025    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    السفارة الأمريكية: كتائب حزب الله تقف وراء اقتحام مبنى حكومي ببغداد    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    12 راحلا عن الأهلي في الانتقالات الصيفية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    منال عوض تتابع ملفات وزارة البيئة وتبحث تطوير منظومة إدارة المخلفات    تصعيد خطير ضد الوجود المسيحي بفلسطين.. مستوطنون يعتدون على دير للروم الأرثوذكس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد شمس الدين الحجاجي الأستاذ بجامعة القاهرة:أدعو إلي تأسيس الحزب الملكي الديمقراطي
مصر في حاجة إلي رجل يملك ولا يحگم
نشر في الأخبار يوم 16 - 04 - 2011

انكسرت مصر ىوم كسرت الملكىة ..و الملكىة تمثل أسطورة مصر فى تارىخها القدىم والحدىث عذاباتنا وأشواقنا مختلطة.. وأكثر مشاكلنا لا تخفي ، لا علينا ولا علي أحد.. تشخيصها أوتشريحها لا يحتاج إلي المزيد.. الذي نحتاجه الآن وغداً هو مصابيح تنوير ومشاعل استنارة.. كفانا وقوفا وبكاء علي الأطلال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لابد أن نتحرك وفي كل اتجاه علي طريقة (قدر لرجلك قبل الخطو موضعها) نبحث عمن يحمل مصباحا.. عن اضاءة ساطعة باهرة.. عن رأي جاد ورؤية واضحة.. عن حل واقعي بعيدا عن التهويمات والعواطف والكلام الإنشائي الذي أصابنا بالتخمة..
في هذه المحاورة يعلن فيها أستاذ جامعي قدير أطروحته، وقد اشتعل رأسه شيبا من الثقافة والسياسة والمجتمع وقضاياه داخل أجواء الحرم الجامعي وخارجه أيضا، لديه من الخبرة العلمية والعملية الكثير والثمين، شاهد وعايش عشرات التجارب العالمية في العديد من مختلف بلدان العالم شرقا وغربا.
إنه الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة.. يعلن رؤيته باختصار شديد جدا في كلمتين.. حل مشاكلنا يتجلي في النظام الملكي للحكم.. ملك مصري يملك ولا يحكم.. والهدف هو أن تغل يد الحاكم، فقد لاقينا الأمرين من (الرئيس)الذي يجمع في يده كل السلطات ويتحول إلي (فرعون) ومعه (هامان) و(قارون).. يدعو إلي تأسيس حزب ملكي ديمقراطي وقد بدأ خطواته الجادة في هذا الاتجاه.. الذي يبدو أنه سيثير علامات استفهام شتي، يطفئها الدكتور الحجاجي في هذه المحاورة المثيرة للجدل الإيجابي.
كيف تنظر إلي الثورة الآن بين الفعل المضاد والاستمرارية واللحظة الراهنة والمستقبل المنظور؟.
بالتأكيد هي ثورة غير مسبوقة، لكنها ثورة لم تحقق أهدافها، وليس من السهل ذلك، ودور المجلس العسكري دور خطير جدا وهو حماية الأمة، واختراع امكانيات جديدة لكي يصبح جيشنا أقوي الجيوش في المنطقة العربية، بل ومنطقة الشرق الأوسط كلها، الجيش يدافع عني لكن لا يحكمني، ومازالت ثورة 52 يناير تواجه مأزقا من أخطر المأزق، فالقيادة التي توجه البلد تملك من الحكمة ومعها الخوف من الحركة السريعة التي لا يمكن لثورة أن تكون دون حركتها الثورية السريعة القادرة علي الحركة مما ادي إلي كثير من المواجهات التي تحدث داخل ربوع مصر كلها، فالتغيير بطئ حتي في المؤسسات التي لا يمثل التغيير فيها أي خطر، مثل الجامعات المصرية التي أصبحت تمثل تخلفاً علمياً بقيادات سلبت السلطة من أعضائها واعجزتهم عن القدرة علي الحركة والإبداع فالثوار يجب أن يحكمهم ثوار أولاً ومن بعدها يأتي دور الحكماء، وهذا لم يحدث.
لقد أدي تردد الحركة لأن يجد أعداء الثورة وقتا لتهريب أموالهم وحرق الوثائق المهمة التي تكشف الفساد وضياع الادلة علي فسادهم، والاخطر من ذلك أن القوة المخربة التي ساهمت في خراب كل مؤسسات الدولة في عهد حسني مبارك هي نفسها التي فتحت باباً للفتنة الطائفية، وتركت هذه الفتنة تستفحل دون أن يوضع حل سريع لها، وأنا أعرف وعلي يقين ان هذه الفتنة المصنوعة والمفتعلة لن تستمر، فقد تغير وجه مصر في فجر يوم 52 يناير1102 ومازال يتغير، حتي اننا لا نستطيع أن نحدد الشكل الذي ينتهي إليه هذا التغير
ليس للثورة قيادة، ولم يكن لها منذ الشرارة الأولي؟
أصلا.. ليس في مصر قيادات كان ينبغي أن تؤهل، لأن حسني مبارك أجهض بل ضرب كل القيادات، وحين نذهب إلي أبعد من ذلك تاريخيا، نجد جمال عبدالناصر لم يترك لفرد أن يكون قائدا، ومات عبدالناصر وليس عندنا إلا نائبه، وكان من الممكن أن يقيله في أية لحظة، ثم مات السادات ولم يكن لدينا أحد يمكن أن يقود مصر إلا نائبه حسني مبارك، وانتهي مبارك وليس له نائب، وليس في مصر شخصية يمكنك أن تلعب دورا، لقد فرغ البلد من قيادته. فمن الطبيعي أن يصبح بلا قيادة، في أجواء الثورة ظهر د. البرادعي ظهر مطالبا بالتغيير، لكن النظام القديم دمر الرجل وتاريخه، أما عمرو موسي فهو رجل حسني مبارك، ولم يصنع شيئا عظيما طوال وجوده كأمين للجامعة العربية فهو يمسك العصا من المنتصف، انه يريد عشر سنوات تمهيدية بل يريد أن يحكم مصر بدون برلمان، وأن يملك كل السلطات والصلاحيات في يده، لا أقول لك اختر هذا أو ذاك، لدينا طابور طويل من المرشحين، فليتقدم من يشاء، والشعب هو الذي يختار
ما الآليات التي تستمر بها الثورة؟
ليس بالضرورة أن تستمر اذا تحققت أهدافها، إن هدفها الآن تغيير النظام من أوله إلي آخره. حتي الآن النظام ككل لم يتغير. خذ مثلا: الجامعة لم تتغير، فأكثر قياداتها كانوا أعضاء في أمن الدولة والمخابرات، حتي وزير التربية والتعليم لم يستطع حتي الآن أن يتخذ قرارا بالانتخابات داخل الجامعة، نحن في ثورة ومع ذلك لا يستطيع اتخاذ القرار بإقالة مجالس العمداء.
ما الذي يحول دون ذلك؟
شيء في نفسه وفي ذهنه. أو في ذهن الحكومة أو ذهن المجلس العسكري للقوات المسلحة.. ما هو؟ لا أعرفه! إن كثيرا من أساتذة الجامعة ساهموا في صنع النظام البائد، لا يوجد عميد في جامعة مصرية قبل 52 يناير إلا وتم تعيينه بناء علي رغبة أمن الدولة وبناء علي رغبة الحرس الجامعي، ولو تعلم أن مظاهرات 4891 بجامعة القاهرة كانت من أجل إلغاء الحرس، ومن المفارقة أنها ولدت قيادات للدولة ضد المظاهرات(!) منهم علي سبيل المثال (فتحي سرور) رئيس البرلمان السابق مع عدد كبير ممن صاروا رؤساء للجامعات، حاولوا ضرب المظاهرات، وقد استخدمتهم الدولةلأنهم أظهروا اخلاصهم لها.
مظاهرات 4891
لماذا تتوقف كثيرا وتستشهد كثيرا بمظاهرات 4891في الجامعة؟.
في عام2891 عدت من أمريكا بعد أن قضيت عدة أعوام في تدريس الادب العربي هناك، وقدت مظاهرة من أعظم المظاهرات في جامعة القاهرة في 12 نوفمبر 4891، كانت مظاهرات منظمة بدقة واستطاع أكثر من شخص وقف ضدها أن يحصل علي مناصب في الدولة منهم د.فتحي سرور ود. حلمي نمر وبعض الأساتذة الذين أصبحوا فيما بعد إما رؤساء او نواب رئيس جامعة او عمداء واذكر احد المدرسين المساعدين الذين كانوا يعملون بالمخابرات ضدي أصبح عميدا الان يشار إليه بالبنان، وقوومت من أكثر من تنظيم وكانت التهمة إني قادم من أمريكا ولم يكن يعنيني ما يقال، فقد جئت من أمريكا مفلسا وكثير من أصدقائي يعلمون ذلك فقد كنت أستاذا محترماً هناك، وقد فكرت ان ننقل هذه المظاهرة الي المناطق الشعبية في بولاق الدكرور وبين السرايات والجيزة لتصبح ثورة ولكن المناخ العام لم يكن مهيئا لذلك والتنظيمات السياسية مفككة ، تألموا لان شخصا قدم من الغرب في حوالي عامين إستطاع أن يحرك جامعة القاهرة فوقفت قوي كثيرة ضدي، هذ المظاهرات أعطت وعيا للحكومة بضرورة أن تبطش بالطلبة والأساتذة الشرفاء، مع انها كانت تهدف إلي حرية الطلاب ومعايشة مشكلاتهموإطلاق حرية انتخابات الاتحادات الطلابية، ومنع الحرس واخراج أمن الدولة من الجامعة بعد أن وطنته الدولة، وكنت قائدا لهذه المظاهرات، وقد خاطبت الرئيس السابق برسالة طلبت فيها أن يتحول من رئيس جمهورية إلي زعيم بمعني أن يقترب من الناس ويعيش معهم وبينهم، كنه كان كل يوم يتحول إلي موظف مستبد داخل الدولة. حتي انه زور أول انتخابات رئاسية تمت في عهده، واقتنعت تماما بأنه يجب أن نتحول إلي النظام الملكي الديمقراطي علي طريقة النظام البريطاني، الملك يملك ولا يحكم.
ديكتاتورية الحكام الثلاثة
النظرة إلي حكامنا الثلاثة (عبدالناصر، السادات، مبارك) إما نظرة بيضاء أو سوداء، لماذا؟
الديكتاتور هو الديكتاتور، مهما صنع فهو كذلك!
ألم نشارك نحن الشعوب في صناعة الطغاة؟
هل كنت تملك أن تقاوم عبدالناصر وسجونه، لقد قضي علي الاخوان المسلمين والشيوعيين في وقت واحد، اذن أنت قتلت اليمين واليسار، والسادات ضرب مجموعة بمجموعة في لعبة خطيرة جدا، ونسي ان (الاسلام السني) لا يمكن أن تملكه، فليس فيه (خوميني) الناس فيه أصحاب رأي، واستمر حسني مبارك يلعب نفس اللعبة لصالحه هو شخصيا، أحيانا يتفاهم مع الأحزاب مثل حزب التجمع فيحوله إلي أداة من أدواته، ثم تلاعب بالاخوان يقاومهم ويقاومونه، وعندما سمح لهم بالتمثيل البرلماني (88 عضوا) لم يسمح لهم بأن يفعلوا شيئا حتي ان الناس وجهوا اللوم القاسي لهم، فماذا يفعل الاخوان أمام مبارك ورجاله، لم يستطع أحد أن يقول لا!.
كيف تقرأ معالم الخريطة الحزبية المصرية الآن، اذا جاز لنا أن نقول أن لدينا أحزابا؟!
الآن مصر تتكون من جديد وأكبر خطأ أن الشباب يبني نفسه بأكثر من ائتلاف والمفروض أن يكون ائتلافا واحدا هو 52 يناير، حزب الوفد الآن في أزمة لكن يجب أن تتغير قياداته، أما حزب التجمع فقد فقد ذاته من زمن، وعليه أن يعيد تشكيله ليس باسم التجمع ولكن باسم الحزب الشيوعي المصري، فالشيوعية قائمة وموجودة،و(تروتسكي) لايزال قويا في أمريكا، والشيوعيون الأمريكيون تروتسكيون، وكذلك في مصر عليهم أن يتحركوا، والاخوان موجودون وسيتواجدون أكثر كحزب وكتنظيم، وأنا ضد الدعوة بحل الحزب الوطني ، لأنه انتهي وحده، وثمة أحزاب أخري تتشكل الآن، لكن علي كل حزب أن يكون له مبادئ، الأحزاب القائمة لا مبادئ محددة لها.
هل توافق علي أحزاب دينية.. اسلامية ومسيحية؟
لا أرفض أي حزب، اذا كانت الناس تريده، مصر لن تكون دولة دينية أبدا، أي حزب ديني لن يحصل علي أكثر من 01٪ أو 51٪، لأن مصر بلد التسامح لا التعصب، ومصر ليست ايران ولن تكون.. ما نراه من (بلطجة) سببه الكبت والقهر عبر ستين عاما، الناس أعطت أصواتها للاخوان عام 5002 لأن الاخوان هم الذين كانوا يقاومون حسني مبارك ونظامه، كانوا هم القوة الفاعلة، مع الأخذ في الاعتبار الحركات الأخري مثل (6 ابريل) و( حركة كفاية) وغيرهما، والتيارات الدينية لا تخيفني ولا تقلقني علي الاطلاق، أجلس دائما مع الناس وأصحاب التيارات اسلامية ومسيحية فلا أجد أبدا هذا التشدد الذي يتحدثون عنه، لكن هنا شيئا خطأ في مسألة الحقوق. كل هذا سينتهي في ظل الدعوة إلي الملكية المصرية.
إنها شهوة الرئاسة
في الأجواء الراهنة.. تجري حوارات كثيرة تاركة الجزئيات المهمة التي يمكن أن تدفع إلي تماسك مصر أليس كذلك؟.
الحديث الذي يشغل الصفوة هو: ما شكل الجمهورية؟ من رئيس الجمهورية القادم ؟ البعض يري أن تكون مصر جمهورية رئاسية ، أي أن يقبض رئيس الجمهورية كل السلطات في يده، ويري أخرون أن تكون جمهورية برلمانية ، وأصحاب هذا الرأي غير قادرين علي التأثير في القوة المسيطرة علي القيادة الحالية حتي أن لجنة تغيير الدستور لم تناقش المادة الخاصة بسلطة رئيس الجمهورية في الوقت الذي كثر فيه الطامحون لرئاسة الجمهورية، وقد استرعي إنتباهي »عمرو موسي« وهو يتحدث عن رئاسة الجمهورية ويمن علينا بأنه سيقبلها إذا طلب منه الشعب ذلك وإنه سيرشح نفسه إذا كانت الجمهورية رئاسية وأن تسبق انتخابات مجلسي الشعب والشوري، أي ان يصبح رئيساً للجمهورية في يده كل الإختصاصات المطلقة دون رقابة من أحد هذه الشخصية القوية معروفة بقوتها المسيطرة ولا تقل قوة عن قوة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ولكن بلباس ناعم، وبهذا يمكن أن تتكرر الحلقة من رؤساء جمهورية أصحاب سلطة مطقة لا يمكن كبحها أو إيقافها إلا بثورة أخري مثل ثورة 52 يناير وقد نحتاج الي وقت طويل لبناء هذه الثورة التي قد تأخذ سنوات وسنوات وقد تنجح أو لا تنجح .
أسماء كثيرة مطروحة و الطامحون كثيرون وكل يوم تخرج علينا الصحف بأسماء كثيرة حتي ان هناك طابوراً طويلاً يتربص بمصر ليحصل أي منهم علي منصب رئاسة الجمهورية؟
لا شك أن رئاسة الجمهورية سلطة ضخمة تدفع بشهوة الكثيرين إلي الطموح بامتلاك هذه السلطة المستبدة. إن الحكم مسئولية شاقة جدا وأمانة يجب ألا نعطيها بأيدينا الا لمن يستحقها وألا نعطيه الحق في ان يتحكم في هذا الوطن
يملك ولا يحكم
والحل...؟
أري ان الحل الأن في بناء ملكية دستورية في ملك يملك ولا يحكم ، أن يكون رمزاً لمصر . مجرد رمز ، وان يختاره الشعب بالانتخاب الحر، و أن يكون البرلمان هو السلطة الفعلية القادرة علي إختيار رئيس الوزراء سواء كان بأغلبية حزب في البرلمان أو بائتلاف برلماني، وأن تكون مدة البرلمان أربع سنوت وبعده يعاد الانتخاب، ليس هذا فقط، ولكن أن تكون هناك إنتخابات حرة في كل محافظة لاختيار محافظيها، وكذلك إنتخاب رؤساء مجالس المدن والقري وأن يكون صاحب السلطة فيها هو المجلس النيابي المحلي المنتخب بالإرادة الحرة، ولقد طالبت منذ عام 9891 بتكوين حزب ملكي برلماني علي النظام الإنجليزي يكون الملك فيه يملك ولا يحكم، والتقيت برئيس مجلس الشوري السابق المرحوم الدكتور مصطفي كمال حلمي وبعد أن إستمع الي بإنصات أبلغني بأن هذا غير دستوري فالدستور المصري لا يسمح بإقامة حزب ملكي مع العلم بأن عضو اللجنة التأسيسية للحزب الملكي ليس له الحق في أن يرشح نفسه ليكون ملكاً وأن الذي يقبل ترشيحه للملك يكون ممن إستطاع أن ينجح في ان تنتخبه محافظة من المحافظات ليكون محافظا عليها أو أن يكون مقبولا من أكثر من ربع عدد البرلمان، فنحن نريد نظاما هادئا لا يدفع الي البلطجة و تدمير وحدة مصر وأظن ان المسلمين والمسيحيين وجميع أبناء مصر شباناً و شيوخا العاملين والمهمشين فيها بحاجة الي النظام الملكي الدستوري لملك يملك ولا يحكم، ليس تاجراً ولا جامعا للمال والسلطة ولا مدلس سياسة.
مصر ملكية بطبعها
ما كل هذه الثقة في الملكية؟ وما دلالتها؟ وما جذورها؟ ولماذا هذا الإصرار؟.
مصر ملكية بطبعها والاسطورة المصرية في كل عقائدها ارتبطت بالملك ولا يجب ان نتصور ان فرعون كان مستبداً ففرعون ممثل للارض وممثل للنيل يوم ان يختل فرعون في تحقيق العدل يختل الوطن، ومن ثم فاسطورة مصر اسطورة ملكية تجعل الملك الرمز الأسمي للعدل ، الذي يقسم حين يتولي الملك ب»الماعت« وهو الإله الذي يمثل العدل والحق ، الإله الذي ليست له صورة فالأسطورة المصرية القديمة بنيت علي العدل حتي إنه حين اختلف الإله حورس والإله ست في من له الحق أن يحكم مصر قامت محكمة من الألهة لتقرر ذلك، فالعدالة هي التي بنيت عليها الأسطورة المصرية، فمصر لم تنس أسطورتها، لقد كسرت مصر يوم ان كسرت فيها الملكية، بل لقد دمرت مصر حين فقدت ملكيتها وإستعادت مصر قوتها حين إستطاع بعض الولاة ان يكونوا لأنفسهم قوة تعادل الملوك مثل ما حدث للدولة الطولونية والدولة الإخشيدية ، أما ما حدث في عصر الدولة الفاطمية فهي تمثل أزهي فترات العدل في العصور الوسطي والحكم فيها أقرب الي أسطورة مصر القديمة ، عاش فيها المسلمون من سنة وشيعة ومسيحيين ويهود في ظل العدالة التي عاشتها مصر في عصر ما يمكن أن يسمي بالملكية المصرية ، وبعدها جاءت فترات إضمحلال وخيبة أمل ولم تتوقف هذه المرحلة الا مع الفترة القصيرة من حكم علي بيك الكبير، وحين وقف ليستقل بمصر كانت مصر كلها معه والذي يجب ان نعرفه انه منذ علي بك الكبير حتي هزيمته وقفت شخصية مصر بقوة متميزة داخل الدولة العثمانية واستطاعت ان تأخذ استقلالها الداخلي وكانت قوتها لا تمد حتي دخل نابليون بونابرت، ثم إنتهت لتبدا الملكية المصرية في عصر محمد علي.
لقداستقرت الملكية استقراراً كاملاً في وجدان الشباب المصري وحين قاموا بثورة 2591 سكت الكثيرون عنها وعن الحديث فيها، فكان عبد الناصر يحمل احلام الوطن والمستقبل فتنازل المصريون عن الملكية تنازلاً مؤقتاً وفي حقيقة الامر عبد الناصر كان ملكاً ولكنه لم يستطع خلق الحس الجماعي الذي يخلق الديمقراطية وما حدث كلنا نعرفه، واستفاد السادات بعدها من فترة عبد الناصر وسمح بتكوين الاحزاب فانفجرت روح الديمقراطية واتسعت لكن معظم هذه الاحزاب لم تكن ممثلة لهذا الشعب وهذا الوطن لذا كانت الصورة باهتة والتطور بطئ ولا يمكن ان يستمر إلا بأن يتحول النظام الجمهوري في مصر إلي نظام ملكي.
لكني كمصري معاصر أنفر من ان اكون »مملوكا«؟
انت لن يملكك أحد، الذي يملكك الآن وغدا هو رئيس الجمهورية، يتحكم فيك كيف يشاء، لكن الملك في النظام الملكي مجرد رمز، والملك سيكون مجرد رمز مثل الملكة اليزابيث في انجلترا، إن اية اسرة مالكة تبدأ بشكل ديمقراطي انتخابي، الملكة الاولي في المانيا وجدت بالانتخاب، وفي انجلترا كانت الملكية بالانتخاب من الصفوة، وكذلك انتخاب محمد علي في مصر اختارته الصفوة ودفعت ثمن ملكه، وكذلك في السعودية.
ربما يتساءل البعض هل يمكن أن تكون الملكية بالانتخاب؟
بلي.. فمعظم الملكيات بالانتخاب مثل الملكية الألمانية وبعض بدايات الملكيات الاوروبية وحتي ملكية الأسرة العلوية في مصر، فقد حكم محمد علي مصر برأي الشعب وبواسطة الشعب ودفع الشعب ثمن ملكيته لمصر، وإني لأتمني أن تكون مصر دولة ملكية دستورية لا علاقة لها بملكية اسرة محمد علي السابقة و لا بالنظام الجمهوري اللاحق لها.
البرلمان هو الذي يحكم
المشكلة اننا نعاني دائما : في الجمهوريات استبداد، في الملكيات استبداد، في الخلافة استبداد؟.
انا مع النظام الملكي الديمقراطي، الملك يملك ولا يحكم. نقيم انتخابات حرة ينتخب فيها المحافظ ورئيس مجلس المدينة وعمدة القرية، بعد أن تتم هذه الانتخابات من هؤلاء الناس يمكن للمصريين ان ينتخبوا الملك لمرة واحدة، يملك ولا يحكم، هو وأسرته، وابنه يكون ولي العهد، ويستمر الملك خمسين سنة، وبعدها نجري استفتاء علي الملكية.
إذا كنا تعبنا وهرمنا من حكم استمر ثلاثين عاما، فما بالك بالحكم المؤبد أضعافا مضاعفة؟
لن نتعب.. لسبب، لأن الذي يحكم في الحقيقة هو البرلمان، وما الملك إلا مجرد رمز.
وما الفرق بين الملك ورئيس جمهورية محددة سلطاته ويكون مجرد رمز، ما قيمة الملك هنا؟
نحن لا نآمن ألا يتغير بعد حين، بالتفاهم مع آخرين، أو أن يجري استفتاء ليحكم، ثم نجد انفسنا امام ديكتاتور وطاغية من جديد، النظام الملكي يحول بينه وبين أن يحكم
»الملكي« تحت التأسيس
هل تريد أن (تغل) يد الحاكم بهذه الدعوة؟
تماما.. فالبرلمان هو الذي يحكم كل خمس سنوات.
علمت أنك بدأت خطواتك الفعلية لتشكيل الحزب الملكي الديمقراطي يتبني هذه الدعوة؟
نعم.. انا أشكل الحزب وادعو اليه منذ سنوات، ورغم ما قاله لي المرحوم د. مصطفي كمال حلمي وقد تقبل الفكرة ، لكنني كنت مؤمنا بقيام الثورة، واعلنت ذلك في محاضراتي بالجامعة والندوات التي اشارك فيها، واذكر ايضا ان قال لي احد المثقفين ان حسني مبارك يتمني ان يكون يملكاي قلت نعم لكنه لا يتمني ان يكون ملكا لا يحكم، ولو تحقق ذلك فسيموت لانه يريد الملك والحكم معا، الناس الان تعرف انني اشكل حزبا ملكيا وتشجعني علي ذلك، وسأتقدم بطلب الي المجلس العسكري لتأسيس الحزب الملكي الديمقراطي الاتحادي، إن في الدستور فقرة تقول ان نظام الحكم في مصر ديمقراطي. لماذا يمنح الدستور ما يجعل الرئيس مستبدا ايضا؟ اسأل لماذا كل هذه السلطات و(احنا قرفانين)من الرؤساء ومن قيادتهم طوال ستين عاما، لماذا ندخل هذه الدوامة، وكلمة ديمقراطي لم تحدد لا جمهوري ولا برلماني، بمعني ان نظام الحكم في مصر يمكن ان يكون ملكيا ديمقراطيا. وهذا ما جعلني اتحمس اكثر للتقدم يطلب تأسيس الحزب الملكي الديمقراطي، والدستور الحالي يؤيد ذلك واصحاب القرار الآن يعلمون جيدا ان من المحتمل ان يكون في مصر نظام حزب ملكي ديمقراطي
الملكية قادمة قادمة
هل انت مستعد لعواصف شتي حول الدعوة الي »الملكية«؟
انا مستعد لمناقشة اي رئيس حزب يريد ان يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية واسأله: ايهما تفضل ان تكون في دولة رئيسها ملك يملك ولا يحكم، أم تكون رئيس جمهورية تحكم فقط؟.
نعم أتحسب كل شيء.. الملكية قادمة.. ليس شرطا انا الذي أؤسسها لكنها الاجيال المقبلة انا مؤمن ان النظام المصري القادم هو النظام الملكي الديمقراطي وفي ضوئه لن نخاف ابدا..!.
ما سبب استيقاظ هذه الحلم الآن؟
لقد جاءت ثورة 52 يناير و أسقطت الظلم والاستبداد وكشفت النظام العفن الذي حكم مصر طويلاً، واشعر الأن أنه قد أن الاوان لتعود مصر ملكية ولنعلن عن حزبنا الملكي سواء استطعنا ان نحقق هذا في عام أو أكثر او لم نستطع ولكن علي الاقل أن نحدث شعبنا عن الديمقراطية والحكم الحر ونعيده الي أسطورته عن العدل و حق الإنسان في الحياة و في حكم نفسه وأن يعود الي تراثه القديم وإلي المعاصرة الحديثة في ملكية ديمقراطية معاصرة تستطيع أن تبني الانسان وتمنحه حريته وكرامته بملك هو إبن من ابناء الشعب يملك ولا يحكم و لكن يكون أبناء الشعب هم الحاكمون.
هل تتوقع تحقيق حلمك بين الحقيقة والخيال.. بين الممكن والمستحيل.. بين التصور والتصديق.. بين الحلم والواقع؟
أنا لا احلم بالمستحيل ولكني اعرف ان الامة المصرية يجب ان تقف في هذا الوجود برمزها الملك الذي يملك ولا يحكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.