ظن بعض الاعلاميين والكتاب انه بعد العبارة التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بأدب جم لشيخ الأزهر في احتفال يوم الشرطة " تعبتنى يا فضيلة الامام " أن الرئيس أبدى غضبه من الدكتور أحمد الطيب على الرغم من أن الرئيس حسب تفسير علماء مقربون من الشيخ ما كان يعنى وقتها الا مداعبة تهدف لرغبة الرئيس فى الاسراع بانجازمسألة ما يسمى بتجديد الخطاب الديني ولكن انطلقت على الفور وبعدها بساعات قليلة انطلقت حملة اعلامية وصحفية بهجوم عاتى على الشيخ الطيب الى حد أن اتهمت احدى المذيعات الشهيرات على قناة فضائية شيخ الأزهر بالتقصير فى مسألة تجديد الخطاب الدينى بل وتطوعت بتفسير ماقاله الرئيس بأنه " فاض به الكيل " كما طالب أحد الكتاب واعلاميى آخر الشيخ الطيب بالاستقالة من منصبه علاوة على ما شنته احد الصحف الخاصة من حملة هجوم ضارية ضد الشيخ والتى سبق أن نشرت 11 مقالا بالصحيفة تحت عنوان "فساد الأزهر" العام الماضى الى حد ان هناك قضايا منظورة فى المحاكم بين المشيخة والصحيفة حتى الآن هذا الى جانب هجوم منظم من العديد من الاعلاميين وكتاب المقالات فى الصحف ضد الازهر وشيخه الجليل ظنا منهم أن ما فعلوه يرضى الرئيس وهم فى الحقيقة بعيدين كل البعد عن كل ما نعرفه عن الرئيس السيسى الذى يكن كل التقدير والاحترام لكافة مؤسسات الدولة والقائمين عليها ومن بينهم مؤسسة الأزهر وشيخها الموقر . ولاشك أن الهجوم على شيخ الأزهر أعاد الى الأزهان ما تعرضت له المشيخة والشيخ خلال فترة ما بعد ثورة يناير 2011 وكيف تحدى الشيخ كل الهجوم الذى تعرض له والذى كان يستهدفه هو شخصيا وتذكرت مواقف الازهر وشيخه فى الانحياز الى جانب الشعب خاصة عندما تحدى جماعة الاخوان ومنع سيطرتهم على جامعة الأزهر وعلى منصب المفتى ويوم أن غادر جامعة القاهرة التى شهدت مراسم حفل تنصيب الرئيس الاخوانى محمد مرسى ولم يستمع لخطابه وأدار لهم ظهره كما تذكرت يوم وقوفه الى جانب مصر ورجالها المخلصين بعد ثورة الثلاثين من يونيو ويوم وقف يساند الرئيس أثناء القاء خطابه التاريخى الذى أعلن خلاله خارطة الطريق . وعلينا بعد تطاول بعض الاعلاميين والكتاب على شيخ الأزهر أن نعلم أن من حق الانسان أن يختلف مع أى أحد يخالفه فى الرأى ولكن من خلال حجج واسانيد وليس من خلال اتهامات جزافية وأن نعلم أنه ليس من حق أى اعلامى أن يتجرأ ويتطاول ويوجه الإهانات وينفعل على شيخ الأزهر كما حدث من بعضهم وأن ذلك يعد بعيد تماما عن حدود الأدب واللياقة وعلينا أيضا أن نعلم أن الشيخ قام بواجبه كاملا فى مواجهة التكفير والتطرف ومازال يعمل مع علماء الازهر الاجلاء على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وأن مناهج الأزهر تربى عليها غالبية عظماء ومفكريها فى مصر والعالم الاسلامى وأن الازهر ليس وراء ما تتعرض له مصر من تطرف وتكفير وأعمال إرهابية وأن تعاليم الاسلام بريئة من هؤلاء الارهابيين . وأعتقد أن البيان الذى صدر عن هيئة كبار العلماء في الأزهر برئاسة الشيخ الطيب الثلاثاء الماضى كان موفقا للغاية والذى اعتبر أن موجة الانتقادات التي طالته مجددا في أعقاب تفجير كنيستى الاسكندرية وطنطا ما هي إلا " عبث بحاضر مصر وتاريخها وريادتها وخِيانة لضمير شعبها وضمير الأمة كلها " وتأكيده "وقوف الأزهر الشريف إلى جانب الكنيسة المصرية في وجه كل من يعتدي عليها أو يمسها بسوء وأن ما وقع من تفجيرات آثمة استهدفت مواطنين أبرياء ودورا للعبادة أمر خارج عن كل تعاليمِ الإسلام وشريعته".