ولد الامام محمد عبده في قرية محلة نصر- محافظة البحيرة عام 1266ه -1849م- ويعد الامام محمد عبده واحداً من أبرز المجددين في الفقه الاسلامي في العصر الحديث. وكان ابوه صاحب مكانة ملحوظة في القرية فأرسله كسائر ابناء قريته إلي الكتاب حيث تلقي دروسه الأولي علي يد شيخ القرية وبعد اتمامه القرآن الكريم ارسله والده إلي الجامع الاحمدي بطنطا ليجود القرآن بعد ان حفظه ويدرس شيئا من علوم الفقه واللغة العربية ثم انتقل الامام من الجامع الاحمدي إلي الجامع الازهر عام 1282ه -1895م- حيث درس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية واستمر يدرس في الازهر اثني عشر عاما حتي نال شهادة العالمية عام 1294ه- 1877م- وقد التقي بجمال الدين الافغاني ووضعا معا اسس الاصلاح الديني في العالم الاسلامي وكل ما كان يشغلهما من خلال دعوتهما للاصلاح هو يقظة العالم الاسلامي في مواجهة الغرب الذي يرغب في الاستيلاء علي مصادر الثروات الطبيعية والبشرية في ديار الاسلام الممزقة التي يحكمها الجهل- كذلك قاما بتوجيه دعوتهما إلي العقل المسلم ينفيان عنه الخرافة والتواكل والدروشة ويحررانه من عبودية الشكليات. وقد انضم الشيخ محمد عبده إلي صفوف المعارضة للمطالبة بالحريات الدستورية. وكان ذلك في عهد الخديو اسماعيل ومالبث أن خلع اسماعيل وتولي ابنه الخديو توفيق والذي شعر بخطر الرجلين فقام بعزل جمال الدين الافغاني ونفيه إلي باريس واشتدت معارضة محمد عبده للخديو الجديد ثم ضد الاحتلال الانجليزي.. فنفي إلي بيروت فتوسط له الزعيم سعد زغلول باشا لدي الخديو للعفو عنه والسماح له بالعودة إلي مصر ورغم وفاة الامام محمد عبده يوم 11 يوليو 1905 الا ان افكاره ظلت حية ويري الكثيرون أنها كانت أحد اسباب اندلاع ثورة 1919 وذلك بعد رحيله بحوالي أربعة عشر عاما.