تحت أعماق مياه البحر الأحمر،يستعد خبراء الآثار للغوص لإزاحة الستار عن بقايا أسرار أقدم ميناء في العالم..حيث تنطلق اليوم »الأربعاء» بعثة آثار مصرية إلي منطقة »الجرف» لاستكمال مهمة الكشف عن الميناء الأثري الذي يرجع تاريخ إنشائه إلي عهد الملك خوفو باني الهرم الأكبر أي منذ 4 آلاف سنة مضت،ويقع الميناء علي ساحل البحر الأحمر علي بعد 24 كم جنوب الزعفرانة و119 كم من مدينة السويس وكان يؤدي قديمًا إلي مناجم الفيروز بسيناء. وكما يوضح الدكتور محمد مصطفي عبدالمجيد، المشرف العام علي إدارة الآثار الغارقة بمصر،ورئيس البعثة المصرية المتجهة للجرف ل»لأخبار»: سوف تستمر البعثة الجديدة حتي 7 مايو المقبل،وستقوم هذه المرة بتوثيق ورصد المنطقة الأثرية ورفعها طبوغرافيًا وتصويرها بطريقة »الفوتوجرامتري» ثلاثية الأبعاد لإتاحة استكمال دراستها لاحقًا وتوثيقها»،ويقول:»سنعمل كفريق مكون من 10 غواصين أثريين علي معرفة حدود الحاجز الحجري الغارق الذي يتخذ شكل حرف L، و باقي محتويات حوض الميناء،والكشف عن أي سفن غارقة محتملة، ويشير إلي أن الميناء هو واحد من أربعة مكونات رئيسية لموقع وادي الجرف. وكان يسهل الاتصال بشبه جزيرة سيناء وربما كان نقطة انطلاق أيضاً إلي بلاد بونت القديمة أو القرن الإفريقي، وعن كيفية التعامل مع الآثار المكتشفة يشير عبد المجيد إلي أن القطع الكبيرة سوف يتم الإبقاء عليها تحت المياه،بينما سوف يتم انتشال القطع صغيرة الحجم وحفظها ودراستها،ويلفت إلي أنه خلال العام الماضي كشفت البعثة المصرية خلال المرحلة الثانية من الرصد عن وجود 21 مرساة أي خطاف وذراعين من الأحجار منتظمة الشكل،بالإضافة إلي العديد من الأواني الفخارية التي ترجع لعصر الملك خوفو. وكانت بعثة فرنسية مشتركة بين جامعة السوربون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، قد كشفت عام 2011الجزء البري القريب من الميناء لاكتشاف مغارات وادي الجرف التي ذكرتها نصوص الرحالة من القرن 19 علي البر،ليظهر احتمال وجود ميناء بعد أن كشفت حركة الجزر الشديدة عن آثار أحجار في المياه،وكان قد تم العثور فيها عام 2013 علي برديات فرعونية توضح طبيعة العمل بموقع الميناء.