جمال محمد جمال طفل صغير في عمر الزهور لم يتعد عمره 8 سنوات فهو تلميذ بالصف الثاني الإبتدائي يعيش حياته وكأنها فيلم صامت كما كانت صناعة أفلام السينما قديما .. فهو لا يشعر بملذات الحياة التي من أبسطها سماع صوت أمه التي اشتاقت لسماع كلمة »ماما » من بين شفتيه تلك الكلمة التي تنتظرها كل أم من طفلها فجمال فرحة والديه الأول ولد بضعف سمعي شديد في أذنيه مما أفقده القدرة علي السمع والكلام وتقول والدته إنها اكتشفت حالة ابنها بعد مرور 14شهرا من ولادته وذلك لعدم قدرته علي الإنتباه لمصدر الأصوات.. فذهبت به إلي الطبيب بمستشفي »دكرنس» فكان تشخيصه لحالة »جمال»إنه يعاني من ضعف في السمع ويحتاج إلي عملية زرع قوقعة بالأذن اليسري وهو في سن صغيرة حتي يتمكن من تعلم الكلام ولا يتخلف عن دراسته ولكن بسبب ضيق ذات يد والد »جمال» والذي يعمل سائق تاكسي فهو يستيقظ في الصباح الباكر ولا يعود إلي منزله إلا في ساعات متأخر بعد عناء يوم طويل من اللف بالشوارع وسط زحام الطرق وأصوات كلاكسات السيارات المزعجة وإرتفاع درجات الحرارة كل ذلك من أجل أن يعود ليكفي حاجة أسرته الصغيرة المكونة من أربعة أفراد زوجته ربة المنزل وابنه جمال المريض وابنته الصغري جني وأمه المسنة التي تحتاج إلي أدوية الضغط والسكر ومع كل ذلك الجهد والعمل لا يتبقي من كفاح محمد سوي الفتات من الأموال بعد دفع فواتير الكهرباء وإيجار الشقة والذي يصل إلي 700جنيه شهريا غير أن الأسعار في ارتفاع متزايد ألهبت الجيوب والذي لا يتبقي منه مايكفي لعلاج جمال طفله الصغير الذي اعتزل الحياة في سن صغيرة فهو يجلس حزينا وسط أقرانه الصغار وفي عينيه دموع حبيسه علي حاله ولا يعلم ما يدور حوله فأحاديثه كلها عبارة عن إشارات ونظرات عيون يفهمها فقط من أمه التي تعلمت لغة الإشارة من أجل مساعدة طفلها ليواكب الحياة ..فجمال يحتاج لعملية زرع قوقعة بالأذن اليسري وهذه العملية تتكلف 140 ألف جنيه وهو ما يفوق قدرة والده بسيط الحال .