عمة المتهم الشحات : لو عرفت إنه إرهابيا لمزقته بيدي صمت.. حزن.. أبواب مغلقة.. ووجوه تختبئ خلف النوافذ، تتطلع بعيون يملأها الخوف من مصير مجهول هكذا رأينا المشهد داخل قرية الأشراف البحرية في قنامسقط رأس القيادي الإرهابي عمرو سعد عباس زعيم خلية تفجيرات كنيسة الإسكندرية. »الأخبار» انتقلت إلي القرية، تجولت في شوارعها الصغيرة.. الجميع من الأهالي يلتزم الصمت، كلما سألنا عن منزل الإرهابي، فوجئنا بصمت، أو تهرب من الإجابة واستطعنا الوصول إلي المنزل الذي ضم داخل جدرانه الإرهابي القاتل.. وكانت المفاجئة أن المنزل مغلق بالأقفال ولا أحد يسكنه، سوي الأشباح.. اقتربنا من بعض الجيران الذين يقطنون حول منزل الإرهابي، في محاولة لمعرفة أي معلومات عن الإرهابي القاتل، جميعهم اجتمعوا علي أمر واحد، قالوا: عمرو سعد كان شخصا غامضا، لا نعرف عنه أي شيء.. علاقاته معنا كانت في أضيق الحدود.. ولم نكن نراه إلا قليلا.. وفي كثير من الأحيان لم نكن نعرف إن كان في المنزل أم خارجه. وأضاف جيران الإرهابي : كان دائم الظهور في تظاهرات جماعة الإخوان.. وكنا نراه حتي 30 يونيو، حتي قامت الثورة، فلم نره بعد ذلك.. اختفي نهائيا، وسمعنا أنه انتقل لمحل إقامة أخري، ومن وقتها لم نسمع عنه أي شيء، إلي أن فوجئنا باعلان بيان وزارة الداخلية والذي كشف ان عمرو سعد هو قائد الخلية التي فجرت كنيسة الإسكندرية. جانب آخر كشف عنه جيران عمرو، عندما أشاروا إلي أن الانتحاري محمود حسن مبارك والذي هو أحد ابناء القرية الذي هجروها منذ الصغر، كان دائم التردد علي منزل الإرهابي عمرو من وقت لآخر. وأعرب أهالي القرية عن رفضهم لهذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء. تركنا المكان ولم نترك القرية، حيث توجهنا بحثا عن منزل سلامة وهب الله عباس المحامي، وهو أحد المتهمين.. أمام المنزل، تبرعت امرأة بالطرق علي بابه، لنفاجأ بعمته تخرج علينا وهي تصيح بأعلي صوتها: »عاوزين منا أيه.. أنتو مش قبضتم علي سلامة.. عايزين أيه تاني» ورفضت السيدة وشاب خرج معها لايتجاوز العشرين من عمره التحدث بأي كلمة.من قرية الأشراف، انتقلنا إلي قرية الشويخات بقنا.. المسافة تقترب من نحو خمسة كيلو مترات بين القريتين.. ووصلنا، لنجد المشهد لا يختلف فالأهالي أغلقوا أبواب منازلهم، واحتموا خلف النوافذ الصغيرة، يترقبون بأعينهم غرباء يدخلون قريتهم لأول مرة. في منزل المتهم عمرو مصطفي، استقبلنا شقيقه محمد 35 سنة قال ان شقيقه عمرو اختفي فور إعلان بيان وزارة الداخلية، قال لنا إنه سيسلم نفسه، ولم نعرف عنه شيئا وإلي أين ذهب.. منزلنا تحول الي صراخ.. أمي لم تستطع تحمل ما سمعته سقطت مغشيا عليها من هول المفاجأة.. كلنا في المنزل لا نصدق أنا عمرو إرهابيا وأنه شارك في تفجير كنيسة الأسكندرية وقتل الابرياء. ومضينا في شوارع القرية الضيقة، حتي استوقفنا منزل كتب عليه »منزل شحات حسين محمد وهو اسم يشابه اسم احد المتهمين في تفجير الكنيسة.. طرقنا باب المنزل والذي اقتطع منه جزء صغير لمحل بقالة صغير.. وخرجت علينا سيدة قالت إنها عمة المتهم علي الشحات، وأنها عرفت باتهام ابن شقيقها من بيان وزارة الداخلية، حيث أكدت أنها لو كانت تعلم بأنه ينتمي لأي جماعة إرهابية لمزقت جسده بيدها. والتقينا زوجة المتهم علي الشحات واسمها أسماء وتلقب بأم عبدالرحمن قالت: زوجي معروف عنه أنه عصبي المزاج ولكنه مواظب علي أداء الصلوات في أوقاتها داخل المسجد. وأضافت أسماء: اهلي عقب علمهم بانتمائه لجماعة إرهابية قاموا بإغلاق الدوار الخاص بالعائلة ووضعوا عليه الأقفال رافضين مقابلة الآخرين وأشارت الزوجة إلي إلقاء القبض علي زوجها في المنزل وأنه يتم التحقيق معه الآن أمام جهات التحقيق.