محمد صفاء عامر مازال بيننا في مصر الان اعداء للثورة اناس ضايق النور المبهر للحرية ابصارهم وازكم نسيمها الحرية الرقيق انوفهم ويريدون العودة بنا الي كهوف الاستبداد واقول لهم ان النسور والصقور من شباب مصر لن يقبلوا العيش كالفراخ علي الارض بعد ان عرفت اجنتهم كيف تحلق....... بهذه الكلمات بدا المؤلف والكاتب الدرامي محمد صفاء عامر اشهر من كتب عن صعيد مصر اعمالا درامية رسخت في اذهان الجميع نصبته المتحدث غير الرسمي باسم الصعيد والذي بحثنا عما يدور في راسه فكانت السطور التالية . كيف ترصد المشهد السياسي في مصر؟ تحمل تفاصيل المشهد السياسي امورا منها ما يدعو الي الحيره أوالتناقض واحيانا الدهشة فماذا عما يحيرك؟ اكثر ما يحيرني هو اقامة الحوار الوطني القائم حاليا دون ان يمثل فيه اصحاب الثورة الحقيقيين وهم الشباب المصري واعتقد أن لكل ثورة منظرين ومنفذين ثم يأتي دور المستفيدين من نتائجها وكل ما اخشاه ان يكون المستفيد من ثورة الشباب والشعب المصري بشكل عام الانتهازيون وعلينا جميعا استئصالهم حتي نحافظ علي الثورة، كما اتعجب ايضا من استمرار وجود قانون الطواريء وعدم استخدامه في الاحداث السلبيه التي تشهدها البلاد ومنها افعال السلفيين من أقامة الحد وحرق وهدم الاضرحه وغيرها من الافعال التي توجه الي الامن من بلطجة او غيره والتي تمثل خطر ما يطلق عليه البعض الثورة المضادة واظن ان مباراة الزمالك والافريقي التونسي وما شهدته من احداث مؤسفه تمثل جرس انذار علي قدره هؤلاء علي تحريك الجماهير وناقوس خطر خاصة أن عدد من الفاسدين سياسيا مازالوا احرارا ولديهم تلال من المال يستندون اليه في ارتكاب جرائمهم والسؤال اذا لم نستخدم قانون الطواري ضد هؤلاء فما هو سبب وجوده ؟ كما يحيرني ايضا استمرار غياب الشرطة عن اداء واجبها بالشكل المناسب والحازم لحماية البلاد وبالتالي حماية مكتسبات الثورة. اذا كان هذا ما يدعو للحيرة فما هي معالم التناقض في رأيك؟ تتضمن تفاصيل المشهد السياسي امورا تدعو للدهشة من تناقضها فمثلا وجود اشخاص يعلنون انهم يتشيعون للحريه والديمقراطيه ومنهم الناصريون المؤيديون في نفس الوقت للناصريه رغم ان ناصر كان نموذجا للديكتاتور الا اننا قاضيناه بحريتنا علي لقمه العيش. اما بالنسبة للخطوات التنفيذية علي ارض الواقع فانني اخذ علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي تحمل مسئولية حكم البلاد في الفترة الانتقاليه الاسراع في مواطن البطء والبطء في مواطن الاسراع فمثلا اتحفظ كثيرا علي تقديم محاكمات الفساد المالي علي الفساد السياسي الذي اراه اخطر وكنت اتمني ان يكون الاسراع في محاكمة الفاسدين سياسيا مع الفاسدين ماليا وعدم بدء المحاكمات بالذيول لأن المعروف ان السمكه تفسد من رأسها. اما الاسراع في مواطن البطء فيتمثل في اجراء تعديل لعدد من مواد دستور 1791 بسرعه ثم الاستفتاء عليها ثم الاعلان الدستوري والغريب في ذلك ان اجراء التعديلات الدستورية علي دستور 1791 اعاده الي الحياة ثم جاء المجلس الاعلي باعلان دستوري ليميته واعتقد ان الافضل كان اقامة الاعلان الدستوري منذ تولي حكم البلاد لتنظيم الحكم واستفتاء المواطنين عليه بصفتك صعيدي واشهر من كتب دراما الصعيد ما ردك علي من يقول بأن المد الثوري لم يصل الي الصعيد بالشكل الكاف؟ اعتقد ان المد الثوري قد وصل الي الصعيد وربما لم يكن بنفس القدر في القاهرة باعتبارها عاصمه البلاد وهذا امر طبيعي سواء بسبب البعد الجغرافي او الثقافي ولا تنسي ان الصعيد الاكثر تضررا في مصر بعنصري الجهل او الاميه والفقر ولكنني اؤكد بأن محافظات قنا واسيوط وسوهاج قد شهدت مظاهرات كبيرة ضمن الثورة. هل تعتقد بأن القبيلة والعصبية كانت من عوامل انحسار الثورة في الصعيد؟ صحيح ان الصعيد مازال تحت سيطرة الفكر القبلي ولكن هذا الحكم ليس علي مطلقه فهناك جيل من الشباب الواعي المثقف وعلي كل ابناء الصعيد الان ان يشاركوا في زياده الوعي. وماذا عن دورك انت خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية؟ من جانبي سأقوم خلال الفترة القادمه بجولة بمحافظات الصعيد بصحبه د. محمد البرادعي الذي اراه الانسب من بين مرشحي الرئاسة وذلك للدعاية له لانني اعتقد ورغم وجود عدد من الحركات التي كان لها الفضل في تفجير الثورة انه كان صاحب الصوت الاعلي واغفال دوره الان نوع من انكار الجميل واظن بانه قادر علي ان ينقل لنا نموذج الديقراطية الغربية التي عايشها في حين يقتصر معرفه الكثيرين علي الديمقراطية الغربية عند حد السمع. لماذا تغيب كتاب الدراما عن الحوار الوطني رغم ان القاعدة أن يمثل فيه جميع طوائف المجتمع؟ بالفعل لم يشهد الحوار الوطني مشاركه اي من كتاب الدراما لاننا لم ندعي الا اننا نحرص علي طرح افكارنا من خلال وسائل الاعلام سواء المكتوب أو المرئي والمسموع فهل تعتقد ان علينا ان نقتحم جلسات الحوار للمشاركة وهو امر لا يحزنني اكثر مما يحزنني غياب شباب الثورة انفسهم. المح في نبره صوتك ما يشير الا ان الثوره قد سرقت؟ »يجيب مسرعا« لا ولكنني اخشي عليها خاصة مع استغلال البعض للدين وكما شاهدنا في الاستفتاء حيث اصبح القول ب »نعم« مع الدين و»لا« نقيض ذلك والحديث عن ضروره الحفاظ علي المادة الثانية علي طريقة استخدام الاخوان المسلميين كفزاعه في النظام السابق. هل هذا معناه انك لا تحرص علي وجود المادة الثانية في الدستور بعد تغيره؟ انا لا افهم الفقره الاولي من المادة الثانية التي تقول بأن دين الدولة الاسلام لان الدولة شخص معنوي او شخص اعتباري لا يدين بدين لأن الدين مرتبط بتكاليف شرعيه يؤديها الشخص الطبيعي فهل ستصوم الدولة وتصلي او تحج ولذلك انا اري ان هذه الفقره مظهريه ولذلك اتحفظ عليها اما الفقره الثانية التي تنص علي ان الشريعه الاسلامية مصدرا للتشريع فانا معها واؤيدها ولكن بشرط الفهم الصحيح للدين الاسلامي كنظام قانوني عالمي. معني كلامك انك ضد الاخوان المسلمين والسلفيين؟ انا لست ضد الاخوان ولا اخشي علي مصر منهم لان »الأخوان المسلميين« الان غير من كانوا بالماضي ومنهم شباب مثقف ودارس بالخارج وواعي جيدا لمعاني الدوله المدنيه والديمقراطية والحرية خاصة وان رجال الحرس القديم الاكثر تشددا قد اصبحوا اقليه بعد تغير الكثير من مفاهيم الاخوان.. اما السلفيون فيمثلون الخطر الحقيقي لانهم كما قال شيخ الازهر هم خوارج العصر الحديث وانا مندهش من انحسار دور الازهر علي المشهد السياسي فليس المطلوب ان يحكم الازهر ولكن عليه العوده لدوره القوي في التاكيد علي وسطيه الاسلام. في ظل مخاوفك كيف تري المستقبل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ لست متشائما علي العكس فانا متفائل جدا للمستقبل ولكن بشرط ان نعطي هذا الشباب الخلاق فرصة للتواجد في الحياه الحزبية وبلورة افكاره واعتقد ان جميعا مطابلين بمساندة القوات المسلحة والقضاء والثقه الكاملة فيهما لانهما الحصن الباقي للدفاع عن الثورة وحمايتها والحفاظ علي مكتسباتها.اما بالنسبة للانتخابات البرلمانية فاعتقد ان الوضع الامثل بالنسبة الي مجتمع الصعيد الذي يشهد القبليه والعصبيه وفي مصر بشكل عام هو نظام الانتخاب بالقائمة النسبية وليس النظام الفردي وعلي خبراء القانون الدستوري وبقيه النخبة من المثقفين ان يبحثوا في الفتره القادمه عن نظام الحكم الامثل هل يكون رئاسي او برلماني واعتقد اننا في حاجة الي مزيج من الاثنين لان نظام الحكم الرئاسي علي مطلقه لا يناسبنا لان ثقافتنا الموروثة منذ الفراعنه تميل الي فكره تأليه الحاكم وتحويله الي فرعون . تقديم عمل درامي عن الثورة الان امر واجب لرصد الواقع ام انتهازيه فنيه؟ اعتقد انه اقرب الي الانتهازية الفنية لان الكاتب الدرامي يختلف عن الشاعر فابداع الاخير يأتي من تعبيره الانفعالي، اما الكاتب الدرامي فيحتاج الي وقت لهضم التجربة ودراسة جميع ابعادها واتذكر ان اديبنا العالمي نجيب محفوظ رحمه الله لم يكتب عن ثوره 9191 الا بعد مرور 02 عاما عليها والاسراع بكتابه اعمال عن الثوره خطأ كبير وسنكرر مأساه ما حدث بعد حرب اكتوبر عندما ظهرت سلسله افلام تافهة لا ترتقي لمستوي الحدث واظن ان ثورة 52 يناير الاعظم في تاريخ العالم وليس مصر فحسب تستحق الكتابة بشكل يليق بها .