وسط حالة من الحزن والصدمة وقفت أسر المصابين ضحايا الحادث الارهابي الاليم الذي وقع صباح أول أمس في كنيسة مارجرجس بطنطا أمام غرف ذويهم متألمين لجراحهم داخل مستشفي معهد ناصر يدعون لهم بالشفاء، فداخل الطابق الثاني بمعهد ناصر سيطر الحزن والالم علي غرف العشرة مصابين الذين تم استقبالهم بالمعهد عقب وقوع الحادث الارهابي بعدة ساعات لتلقي العلاج اللازم لحالتهم الطبية قف الاهالي يدعون الله أن تستقرحالة المصابين للاطمئنان علي ذويهم.. انتقلت الاخبار وتمكنت من الوصول لبعض رغم الحظر بمنع الزيارة.. البداية كانت مع كيرلس عوض 21 سنة وصبحي عوض الله غطاس 65 سنة وخليفة عطا بولس 40 سنة وايزيس توفيق 72 سنة ومينا مجدي 35 سنة.. كان الاهالي يجلسون برفقة ذويهم المصابين لمراعاتهم والاطمئنان عليهم والخوف ينتابهم حيث قالت إيزيس توفيق 72 سنة إحدي المصابات في الحادث الاليم و كان برفقتها ابن اختها المقيم معها منذ وقوع الحادث فهي سيدة عجوز توفي زوجها من سنوات ولم يرزقها الله بأبناء.. ويقول ابن أختها إيهاب عياد مدرس بمحافظة الفيوم والذي هرول مسرعا إلي خالته بالمستشفي بعدما إتصلت جارتها به لتخبره بأن خالته إيزيس أصيبت خلال إقامة الصلوات احتفالا بأحد الزعف داخل كنيسة ماري جرجس كانت إيزيس قد فقدت عينها وحدوث ورم في النصف الأيسر من الوجه بسبب دخول شظايا وأجسام غريبة داخله بسبب الموجة الإنفجارية الشديدة.. وتقول بصوت متهدج إنها رأت الموت امام عينيها وعاشته بكل مخاوفه وأخذت الدموع تنساب علي وجهها وتقول:» فرحتنا بالعيد تحولت إلي ذكري للدم والموت» ثم تركناها لترتاح.. ومن فوق سرير الآلام يرقد كيرلس عوض سليم شاب في مقتبل العمر لم تتعد سنوات عمره 21عاماً وبجواره والدته التي لم تنقطع شفتاها بالتمتمة »الحمد الله» إنها لم تفقد ابنها في ذلك الحادث الأليم، فأخذ كيرلس نفساً عميقا وإنتظر بضع دقائق ليسترجع ذكريات الحادث الأليم ويروي لنا عن تلك اللحظة المشئومة ويقول: » كنت أقف في صفوف الشمامسة نردد الألحان إحتفالا بأحد السعف علي نغمات الدف التي ترن في أرجاء الكنسية وفجأة سمعت صوت انفجار هائل ولم أري شيئاً نتيجة الدخان الهائل وبعد دقائق رأيت أشلاء الشمامسة الذين كانوا يقفون حولي والدماء تتناثر علي أغصان السعف والقساوسة صبغت ملابسهم البيضاء بدمائهم وأشار إلي أن العناية الإلهية أنقذته من الموجة الانفجارية لوجوده بقرب أحد أعمدة الكنيسة أما بيشوي الأخ الأصغر لكيرلس فقال إنه سارع إلي الكنيسة فور سماع الانفجارات للبحث عن شقيقه كيرلس ويقول بيشوي: » الدماء لطخت جداريات الكنيسة.. رائحة الموت في كل مكان.. أطفال صغار قتلي..وأصوات البكاء والعويل لاتنقطع.. ببنما أدعو الله أن أجد شقيقي بين أشلاء الضحايا »،أما صبحي عوض الله غطاس 65سنة فقال: إنه لم يكن يتوقع أنه سيعيش مثل تلك اللحظات الدامية التي كان يسمع عنها في نشرات الأخبار التليفزيونية ويقرأ عنها في صفحات الجرائد وقال انه أصيب بشظايات نارية بأذنه مما أ فقده القدرة علي السمع بنسبة 50% . ومن جانبه أكد الدكتور هاني مصطفي راشد مدير مستشفي معهد ناصر أنه تم استقبال 10 مصابين صباح أول أمس من ضحايا حادث كنيسة طنطا بينهم حالة لقيت مصرعها وأخري حالة حرجة بسبب تعرضها لكسر بقاع الجمجمة نتج عنه نزيف بالمخ حيث تم ادخالها العمليات فورا واستخراج الشظايا الموجودة بالرأس واخري عبارة عن كسر بالفخذ اليمني وهبوط حاد بالدورة الدموية وتم التعامل معها وتثبيت الكسر واستكشاف الاوردة وتخضع للمتابعة والاشراف من قبل فريق طبي كما توجد حالة أخري تعاني من انفجار بمقلة العين وتم عرضها علي استشاريين بمستشفي الرمد لعلاجها علي الفور، كما توجد 5 حالات مصابة بثقب في الاذن اليمني واليسري وبعض اصابات الخدوش والكدمات والجروح البسيطة وهم تحت الملاحظة المستمرة.