إرهابي بحزام ناسف حاول دخول المبني.. وفجر نفسه عندما استوقفته قوات الأمن البابا تواضروس ترأس القداس.. وكلَّف وكيل الكنيسة باستكماله بعد تفجير طنطا التحفظ علي كاميرات المراقبة وتجميع أشلاء الإرهابي وقف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يترأس قداس »أحد السعف» في الكنيسة المرقسية الكبري بمحطة الرمل، أكد أهمية هذه المناسبة الدينية ليس بوصفها حدثا تاريخيا فقط، لأنه يجب علي كل مسيحي أن يستمد منها معانيه الروحية. فجأة جاءته أخبار تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، فترك القمص رويس مرقص وكيل الكنيسة ليستكمل باقي الصلوات. لم يكن أحد يتوقع أن تكون الكنيسة المرقسية بالإسكندرية مستهدفة هي الأخري، ففي الساعة الواحدة إلا ربعا وقع تفجير أسفر عن مصرع 16 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة، وإصابة 35 آخرين. في لحظات قليلة تحول المكان إلي ساحة للدماء، بعد أن تسببت الموجة الانفجارية في تناثر أشلاء الضحايا، وتحطم واجهات المحلات والعقارات في المنطقة التجارية المواجهة. أكد مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية أن أفراد الخدمة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة تصدوا لمحاولة اقتحام أحد العناصر الإرهابية للكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف، وأثناء ضبطه قام بتفجير نفسه مع أفراد الخدمة، مما أسفر عن استشهاد الرائد عماد الركايبي والعميد نجوي الحجار، 5 أفراد أمن الاسكندرية بينهم شرطيتان، وقرر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية تشكيل فريق بحث علي أعلي مستوي، لتحديد هوية صاحب الجثة، وتحديد الخلية الإرهابية التي ينتمي لها، وضبط المتهمين والمحرضين والممولين. وتم التحفظ علي الكاميرات لتفريغها، وبيان خط سير المتهم، وتحديد ما إذا كان هناك متهمون آخرون في موقع الحادث. وأكد المصدر تطابق نوع المتفجرات في حادثي طنطاوالاسكندرية، مما يشير إلي أن التنظيم الإرهابي واحد، وأضاف أن المواد المستخدمة في التفجير شديدة جدا مما أدي إلي وقوع عدد كبير من الضحايا. ضابط شرطة يفدي الكنيسة في نقطة التفتيش الأمنية الأولي التي وضعتها مديرية أمن الاسكندرية لتأمين الكنيسة المرقسية، اتخذ كل من الرائد عماد الركايبي وزملائه مواقعهم في حيطة وحذر، حتي اشتبهوا في شخص يحاول اجتياز الحواجز الأمنية ودخول الكنيسة، فتصدي له »الركايبي» محاولا منعه قبل أن يفجر الإرهابي نفسه. وأوضح محمد مصطفي، صاحب محل ملابس بشارع كنيسة الأقباط ان الأمن تمكن من إيقاف الإرهابي إلا أنه قام بتفجير نفسه في أفراد الخدمة الأمنية خارج أبواب الكنيسة مما تسبب في سقوط قتلي ومصابين وتحطيم نحو 15 محلا من جراء الموجة الانفجارية. بينما قال أحد سكان العقار المواجه للكنيسة ان العقار تصدع وحدثت شروخات من جراء الانفجار وقاموا بإخلائه من السكان خوفا من انهياره في أي لحظة. ولم يختلف المشهد داخل الكنيسة عن خارجها حيث تسببت الموجة الانفجارية في خسائر بالممر الداخلي المؤدي للكنيسة، وانتشرت آثار دماء الضحايا علي سعف النخيل والصلبان المصنوعة من جريد النخيل. ووسط الدماء والمياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه توافد المئات من أسر الضحايا إلي مقر الكنيسة لتتعالي الصرخات والعويل، خوفا علي مصير ذويهم والاطمئنان عليهم. وقامت قوات الأمن بغلق أبواب الكنيسة لتأمين مئات الأسر والعائلات المتواجدة بداخلها، بينما قام ضابط البحث الجنائي بمعاينة موقع الحادث وجمع بقايا جثة الإرهابي والمواد المتفجرة. وفي موقع الحادث تعالت هتافات الأهالي: »يارب، وأكد تكلا عاطف »23 سنة» : صديق أحد الضحايا ان الحادث يمضي في سيناريو معروف لتفتيت وحدة مصر وإحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وانتقد عدم إعدام الإرهابيين حتي الآن. أما يوسف ناصف، فطالب بتشديد الأمن والحماية المسبقة علي دور العبادة المسيحية والكنائس. وأعلن د. مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية، ان الحادث الإرهابي أسفر عن مقتل 16 مواطنا وإصابة 35 آخرين حتي الآن، وأشار إلي أنه تم نقل المصابين والمتوفين إلي مستشفيات مصطفي كامل العسكري والميري الجامعي.. وأضاف انه تم الدفع ب 14 سيارة إسعاف مجهزة متواجدة بموقع الحادث، وتم إخلاء عنبر كامل بالمستشفي الأميري الجامعي لاستقبال المصابين. وأعلن د. محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، رفع حالة الطوارئ القصوي بجميع أجهزة المحافظة لمتابعة الحادث الإرهابي. وأدان الحادث، وأكد أن هذه الأحداث الإرهابية يجب ألا تنال من وحدة وقوة النسيج الوطني المصري وأن المصريين كانوا وسيظلون يدا واحدة أمام يد الإرهاب الغاشمة. معاقبة المقصرين وشدد علي جميع المسئولين بضرورة تكثيف جميع الجهود لمعرفة المتسبب في هذا الحادث، وأكد أنه سيتم معاقبة جميع المقصرين في هذا الحادث الأليم الذي لا يعد سوي فعل من الأفعال الخسيسة والدنيئة التي يمارسها أعداء الحياة والوطن بين الحين والآخر. وأضاف المحافظ أن الحادث لن يزيد مصر إلا تصميماً علي مواصلة استئصال الإرهاب من جذوره، وأكد وقوف الشعب المصري خلف قيادته السياسية صفا واحدا للقضاء علي الإرهاب الأسود الذي يحاول أن يزعزع استقرار الوطن ويعوق عملية التنمية والبناء.