(طوابير تصطف منذ الصباح أملا في الشفاء.. وأطفال تعلو صرخاتهم من وجع المعاناة.. نساء وشباب وشيوخ، تركوا جبالهم وكهوفهم ومنازلهم ليتلقوا بارقة أمل في الشفاء من عشرات الامراض التي نخرت اجسادهم.. امكانيات ضعيفة داخل مستشفياتهم كانت السبب.. وعمليات رصدناها لم تجر منذ عشرات السنين كشفت المعاناة. ومع اشراقة يوم جديد، تحولت المعاناة الي امل، والضعف الي قوة، مع وصول بعثة أسبوع الشفاء بالتعاون مع مشيخة الازهر إلي مدينة الواحات البحرية محملة بأدوية ومستلزمات طبية، يصاحبها أكثر من 30 طبيبا في جميع التخصصات معظمهم اساتذة في كليات الطب. نجحت قافلة الأمل التي أطلقتها مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية بالتعاون مع مشيخة الازهر الشريف في اجراء 7100 كشف و100عملية جراحية بين كبيرة وصغيرة وقيصرية واستئصال أورام، وصرف أدوية بقيمة 300 ألف جنيه لأبناء الواحات البحرية. 60ساعة عمل متواصلة طيلة 5 أيام هي عمر قافلة الأمل التي نظمتها مؤسسة ليلة القدر بالتعاون مع مشيخة الأزهر، إلي مدينة الواحات البحرية والتي شارك فيها 100من الاطباء والاداريين.. خلال هذه الفترة لم يغلق مستشفي الواحات البحرية أبوابه، فكان الاطباء يجرون العمليات حتي صباح اليوم التالي، ويستمرون في المستشفي لاستكمال واجبهم الوطني تجاه أبناء مصر.. فالعمل كان يبدأ من السابعة صباحا وينتهي عند الثالثة. ثم يستكمل من الرابعة وحتي التاسعة.. وقد يمتد إلي مابعد ذلك في حالة وجود عمليات. وسط هذا المجهود الضخم كانت الابتسامات ترتسم علي وجوه الجميع مرضي وأطباء، لم يعكر صفوها شيء، فالكل كان يقدم رسالته متحملا مشقة السفر ومعاناة العمل المتواصل ل 12 ساعة أو يزيد، بل ان بعض الاطباء ظل ليوم عمل كامل، حتي في فندق الاقامة كان أبناء الواحات البحرية المرضي منهم يتوافدون لتلقي العلاج وصرف الدواء. في تمام الساعة السابعة صباحا مع اشراقة يوم جديد ، كانت الطوابير تمتد امام مستشفي الواحات البحرية، السيارت تنقل المرضي من المدينة والقري الجبلية المحيطة بها، انه يوم عرس لهم، فالقافلة اعلنت قبل مجيئها عن تقديمها الكشف والعلاج واجراء العمليات للمرضي. معاناة وشفاء »عشرات السنوات وأنا اعاني من ضعف النظر، ونظرا لغياب الأطباء فقدت الرؤية، هكذا وصف لنا محمود عبدالعليم 80عاما، مأساته مع المرضي، اشار الي ان المستشفي لا يوجد به طبيب عيون، وكلما حضرت للكشف يخبرني الموظف انه لايوجد طبيب رمد، ويضيف «الحمد لله« سمعت عن القافلة الطبية، طلبت من ابني نقلي إلي المستشفي، وأنا هنا من الساعة السابعة، والحمد الله قام الطبيب بالكشف علي عيني وأعطاني دواء لمساعدتي علي الرؤية.. وقال محمود أتقدم بالشكر لمؤسسة ليلة القدر بأخبار اليوم، ولأطباء الأزهر. «كان موعد ولادتي منذ اسبوع، وكلما حضرت إلي المسشتشفي للولادة، يخبرني الاطباء بعدم وجود طبيب تخدير.. وطلبوا مني السفر إلي الجيزة وقطع مسافة 440 كيلو مترا للولادة هناك».. بهذه الكلمات كشفت شيماء العطار عن مأساتها.. قالت، علمت بالقافلة الطبية، طلبت من زوجي نقلي الي المستشفي فحالتي المرضية كانت في غاية الخطورة، والحمد الله حضرت الي المستشفي وقاموا باجراء التحاليل اللازمة والأشعة، وقرر اجراء عملية قيصيرية لإخراج المولود.. والحمد الله اجريت العملية وابني أمام عيني بصحة وعافية. شيماء قدمت الشكر لمؤسسة مصطفي وعلي أمين وطالبت بتكرار القافلة لان هناك عشرات السيدات مثلها يسافرن مئات الكيلومترات للولادة في الجيزة لضعف امكانيات المستشفي.«الحمد الله زال ألمي».. كلمات بسيطة عبر بها شاكر الردي 40عاما عن فرحته باجراء عملية فتاق وازالة الورم الذي طالما سبب له ألما كبيرا كلما تحرك أو رفع أي شيء ثقيل من علي الارض.. شاكر أكد ان مأساته مع المرض كانت منذ عشر سنوات وحتي الآن، وكلما ذهب للمستشفي، يكون الرد لايوجد امكانيات.. والحمد الله اجريت العملية وأزلت الفتاق وانا قادر بعد الراحة إلي العودة إلي عملي مرة اخري وطلوع النخيل وجني التمر. وجدت علاجي بسعادة بالغة استقبلتنا ايمان شوقي 33عاما، قائلة اخيرا وجدت علاجي.. واضافت، كنت اعاني من الم في الجانب الايسر اسفل القفص الصدري، كنت اعتقد انني اعاني من مرض في القلب، ولكن قام اطباء القافلة باجراء رسم قلب لي، والكشف علي وتبين انني اعاني من قولون عصبي وصرفوا لي العلاج والحمد الله جئت هنا لأشكر الاطباء ومؤسسة ليلة القدر، لان الدواء خفف جزءا كبيرا جدا من معاناتي مع المرض. وعلي سلالم المستشفي، جلس إبرهيم عبدالله 80عاما ماسكا عكازه ومتكئا يحمد الله علي شفائه.. وبسؤاله اكد انه كان يعاني من ورم كبير أسفل ظهره، وباجراء الاشعة والتحاليل من اطباء القافلة قرروا اجراء عملية استئصال الورم منذ أول يوم حضرت فيه القافلة.. وقال انه حضر اليوم للتغيير علي الجرح. يحمله والده علي يديه.. وعمره لم يتعد ال 15عاما.. محمد عبدالقادر طفل، تعرضت قدمه للكسر بسبب سقوطه من أعلي منزله.. صرخاته دفعت الأطباء إلي ادخاله بسرعة الي غرفة الاشعة، وتبين انه يعاني من كسر مضاعف.. قرر الأطباء ادخاله إلي حجرة العمليات، تم تركيب له مسامير وشريحة.. وخرج وابتسامته لاتفارق وجهه. والد محمد أكد ان ماحدث كرم من الله، وانه لولا القافلة كان زماني في طريقي للجيزة.. وأمامي 4ساعات للوصول، وتساءل كيف كان سيتحمل ابني الوجع كل هذه المسافة.. والد محمد قدم الشكر لليلة القدر ولاطباء الأزهر. أمل الشفاء صرخاته لا تتوقف.. أعلم انه مصاب بشيء في رأسه.. لانه دائما ما كان يمسك به كلما بكي ويضربه في الحائط.. هكذا وصفت مني عويس مأساة ابنها الصغير.. قالت «ابني يعاني من الم دائم في رأسه.. ولا أعرف السبب.. وعندما أحضر به للمستشفي يخبرنا الأطباء انه لا يوجد طبيب مخ واعصاب.. ويعطونني ورقة لتحويله للعلاج بالجيزة.. وتضيف، بسبب عدم وجود أطباء ذهبت بابني إلي الدجالين والمشايخ، ولكن بلا فائدة الوجع استمر والمعاناة تزيد.. وعندما علمت بليلة لقدر.. قررت احضار ابني للكشف عليه.. والحمد الله اجري الاطباء له اشعة علي المخ.. وتبين ان هناك ورما.. نصحني الأطباء بالعلاج أولا للقضاء عليه.. وبعدها سيتدخلون لازالته جراحيا. عمرها تجاوز المائة عام.. تمسك بجلباب زوجها العجوز.. ويخطوان خطوات بسيطة داخل المستشفي.. وعندما اقتربنا منهما.. وجدناهما يسألان عن عيادة الكلي.. وبسؤالهما عمايعانيانه.. قال الزوج، زوجتي تعاني من ألم في الجانب الأيسر بجوار الكلي.. وحرقان في البول، وهي تشرب ماء كثيرا، لكن الألم مستمر ولايجعلها تنام.. والمسكنات لا تقضي علي المرض. وأضاف جئنا هنا لنكشف ونأخذ العلاج، فهناك جارنا كان يعاني من هذا المرض والحمد الله كشف عليه أطباء القافلة واعطوة دواء ازال كل الاتربة المترسبة داخل جسمه وفي كليته. ابتسامتها لاتفارقها.. تحمل طفلا صغيرا بيدها.. رفضت التصوير.. لكن بسؤالها.. قالت اخيرا لن يكون هناك معاناة.. جئت هنا لولادة ابني الثالث من خلال الأطباء، بعد ان ذقت مرارة المعاناة في ولادة ابنائي بسبب «الداية».. وتضيف رفضت طلب زوجي بالولادة في البيت بسبب العادات والتقاليد، ولكن عندما علمت بالقافلة الطبية.. أقنعت زوجي بأن هناك طبيبات سيقمن بعملية الولادة.. والحمد الله.. قامت الطبيبات بتوليدي.. وابني امامك بصحة وعافية.. وناشدت هناء، وزارة الصحة بتوفير طبيبات للمستشفي، حتي لا يلجأ احد للداية، لان هناك الكثير من السيدات توفين بسبب «الداية» وكان اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة زار القافلة واستمع الي الاطباء المشاركين والمسئولين من جمعية مصطفي وعلي أمين، وأثني علي ما قامت به القافلة وتمني تكرارها أكثر من مرة.