عواصم - وكالات الأنباء: وضعت الحكومة السورية شروطا كي توافق علي تحقيق دولي في مذبحة خان شيخون، وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس أن دمشق "لم ولن تستخدم السلاح الكيميائي ضد الشعب والأطفال، ولا حتي ضد الإرهابيين"، وذلك إثر اتهامات دول غربية لدمشق بالوقوف وراء هجوم يعتقد أنه كيميائي علي بلدة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب البلاد. وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق، إن الطيران السوري استهدف فقط مستودعا للذخيرة والأسلحة الكيماوية في إدلب، يخص جبهة النصرة، قائلا إن داعش وجبهة النصرة يقومان بتخزين السلاح الكيماوي في المناطق السكنية. ووضعت الحكومة السورية شروطا لأي تحقيق دولي في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 86 شخصا علي الأقل، قائلة إنه يجب ألا يكون "مسيسا" ويجب أن يبدأ العمل عليه في دمشق. وقال المعلم إن تجارب بلاده السابقة مع التحقيقات الدولية لم تكن "مشجعة" مضيفا أن سوريا لن تدرس فكرة إجراء تحقيق إلا بعد معالجة مخاوفها. وقال المعلم إن هناك دولا معروفة بالتآمر علي الشعب السوري تقف وراء اتهام دمشق باستخدام الكيماوي. وذكر أن أهداف هذه الحملة بدأت تتحقق في تغيير موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه سوريا. وتتطابق تصريحات المعلم مع ما أعلنته روسيا، حليفة النظام السوري عبر تأكيدها أن الطيران السوري قصف مستودعا لفصائل معارضة يتضمن "مواد سامة". ووصف الكرملين أمس الهجوم بأنه "جريمة وحشية" لكنه قال إن استنتاجات واشنطن بشأن الواقعة لا تستند إلي بيانات موضوعية. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن الوقت قد حان لتعيد روسيا التفكير بعناية في دعمها المستمر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتضاعف دول غربية في مجلس الامن جهودها الهادفة إلي التصويت علي مشروع قرار ترفضه موسكو ويطالب بالتحقيق في الهجوم الذي أثار تنديدا دوليا واسعا، وذلك بعدما هددت واشنطن بالتحرك بشكل احادي في حال فشل الاممالمتحدة. وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس إنه يجب استصدار قرار في الأممالمتحدة قبل أي تحرك منفرد في سوريا.. في الوقت نفسه، قال وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت إن باريس لا تزال تسعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا مضيفا أن المفاوضات الدبلوماسية لها الأولوية علي أي عمل عسكري. وتوقع إيرولت أن تتم محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد بشكل علني. وقال إنه سيأتي اليوم الذي يحكم فيه القضاء الدولي علي الأسد باعتباره "مجرم حرب". وأضاف، "يجب ألا تبقي هذه الجريمة دون عقاب في مطلق الأحوال". وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن عدم صدور قرار من مجلس الأمن بشأن هجوم سوريا الكيماوي فضيحة. وقال يان إيجلاند منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية إن الأممالمتحدة طلبت من أمريكاوروسيا وإيران وتركيا التوصل إلي هدنة إنسانية في سوريا لمدة 72 ساعة وحرية دخول المساعدات للمناطق المحاصرة. وأعلنت تركيا أمس ان نتائج عمليات التشريح التي اجرتها علي بعض ضحايا الهجوم أثبتت ان "نظام الاسد استخدم اسلحة كيميائية".. من جهة أخري، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة (فيسيرني ليست) الكرواتية نشرت أمس إن بلاده ليس أمامها من خيار سوي الانتصار في الحرب الأهلية وإن الحكومة لم تستطع التوصل إلي "نتائج" مع جماعات المعارضة التي شاركت في محادثات السلام الأخيرة. ولم يوجه للأسد أي سؤال عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في خان شيخون وفقا لنص المقابلة الذي نشرته الوكالة العربية السورية للانباء (سانا).