من ينتصر في معركة عودة الدوري؟! سؤال يطرح نفسه وبقوة في ظل الصراع العنيف المشتد بين الراغبين في عودته والمتمسكين بالغائه.. وعلي الرغم من ان المعركة تبدو غير متكافئة بين طرفي النزاع، خاصة وان الجبهة الراغبة في العودة تقف في صفها الحكومة بعد ان صدر قرار الاعلان عن العودة من مجلس الوزراء بل وعلي لسان رئيسه د. عصام شرف فيما ان الساعين للالغاء مجموعة من الاندية المشاركة في المسابقة وليس كل الاندية.. اما اتحاد الكرة المسئول الرئيسي عن البطولة والذي يتظاهر بالوقوف علي خط الحياة، فمسئولوه لديهم رغبة كبيرة في عودة النشاط لما يتوقعونه من خسائر مادية ومعنوية ضخمة جدا في حالة الالغاء. واذ كان اعلان مجلس الوزراء عن عودة الدوري في موعده المحدد سلفا يوم 31 فبراير فيه ضمانة أمنية ومالية للاندية المتخوفة من العودة في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر حاليا الا ان هناك مجموعة ليست بالقليلة تقاتل وبكل قوة رافضة عودة البطولة مهما كانت الضمانات. مبررات منطقية واذا كان المطالبون بعودة الدوري لم يعلنوا علي الرأي العام دوافعهم لعودة الدوري باعتبار ان مبررات العودة لها ابعاد سياسية اكثر من كونها فنية او مادية، فان الرافضين لقرار العودة، لديهم من المبررات والدوافع المنطقية مايدعم حجتهم ويقوي موقفهم، وبالطبع فان اهم واقوي دافع هو مطالبتهم بالحصول علي مستحقاتهم المالية المتأخرة لدي اتحاد الكرة، وهي المستحقات الخاصة بحقوق البث، والذي يزيد ويقوي من موقف هذه الاندية هنا هو علمهم بأن اتحاد الكرة قام بتحصيل مبالغ من القنوات الفضائية المتعاقدة علي بث الدوري دون ان يقوم بتوزيع هذه الحقوق.. كما يري هؤلاء المعارضون لقرار العودة ان هناك تباطؤا من مسئولي الجبلاية في تحصيل مستحقاتهم نظير البث.. واذا كان هذا الامر متعلق بشأن مادي بحت، فان المخاطر والمشاكل الفنية التي تتوقعها هذه الاندية في حالة العودة فلا حصر لها، يكفي فقط الاشارة الي غياب الحافز التنافسي نظرا لما ينويه من إلغاء الهبوط.. المستفيد الوحيد وبعيدا عن طرفي النزاع الاصليين وهما اتحاد الكرة والاندية فهناك طرف ثالث يقف عن بعد يراقب عن كثب الموقف، هو القنوات الفضائية الخاصة التي يضع اصحابها ايديهم علي قلوبهم خوفا من الغاء المسابقة حيث انها قامت اصلا من اجل متابعة مباريات الكرة عموما، والدوري الممتاز خصوصا وهذا الذي يفسر الضغوط الرهيبة التي تبذلها هذه القنوات من اجل عودة المسابقة.. وعلي الرغم من ان الفترة الباقية علي الموعد المحدد لعودة المسابقة وهو يوم 31 ابريل الجاري تقل عن اسبوع، الا أن اتحاد الكرة لم يعلن حتي الآن جدول المباريات القادمة، وهو امر يكشف حجم الدربكة التي يعيشها الاتحاد قبل العودة الرسمية للمسابقة.. والذي يكشف حالة الدربكة اكثر واكثر هو القرارات المتضاربة غير المحددة التي تصدر من الاتحاد من اجل المسارعة باستئناف الدوري، ومن هذه القرارات مثلا الغاء الهبوط، وهو مايعني الاكتفاء بلعب مسابقة الدوري الممتاز فقط والغاء بقية الدوريات الاخري باعتبارها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمسابقة الام.. الممتاز.. وسواء قرر اتحاد الكرة استئناف الدوري مع الغاء الهبوط، وألغي بقية المسابقات الاخري، او قرر نظام الهبوط ولعب الموسم القادم الدوري بنظام المجموعتين فإن الخسارة ستقع في كل الاحوال.