في الصميم

تصريح بالقتل..!!

علي مدي سنوات قبل الثورة، ومنذ الكشف عن صفقات القمح الفاسد، كنت أطالب بأن تتولي المؤسسات العامة مسئولية استيراد القمح والسلع الغذائية الأساسية، كالزيت والسكر والتي تتحمل الدولة مسئولية توفيرها للمواطن بأسعار معقولة، ومع ذلك تترك استيرادها لمستوردين فاسدين يلهفون الجزء الأكبر من الأموال المخصصة للدعم ويلقون في بطون المصريين بالزبالة من الأطعمة الفاسدة ومعها كل الأمراض المستعصية!!
اليوم يكشف المستشار جودت الملط رئيس جهاز المحاسبات أنه أرسل قبل أكثر من عامين لفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق تقريرا يكشف ان زير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد هو الذي طلب أن يتولي القطاع الخاص شراء القمح لمصلحة الهيئة العامة للسلع التموينية التي كانت تقوم بنفسها بهذه المهمة، وان رئيس الوزراء أحمد نظيف اعتمد القرار الذي فتح الباب لكي يحقق بعض المستوردين الحظوظين المليارات من الثروة الحرام، ولكي يأكل المصريون الغلابة الخبز ممزوجا بالحشرات!!
والقصة حلقة من مسلسل طويل بدأ منذ سنوات طويلة حين أكل الناس لحوم الحدادي والغربان علي أنها فراخ، ولم تنته بفضيحة وقوف وزير المالية السابق بطرس غالي مع مافيا اللحوم المستوردة لإفشال الصفقة التي عقدتها الوزيرة فايزة أبوالنجا لاستيراد اللحوم الاثيوبية بأسعار رخيصة وفي استثمار سياسي يفيدنا في ملف مياه النيل.
وانتهي الأمر بنجاح مافيا اللحوم المدعومة من وزير المالية وغيره من وزراء الزمن الرديء واستمر الغلابة يأكلون لحوما انتهت صلاحيتها لأن صلاحية الفساد كانت مستمرة!!
حاكموا كل المسئولين عن هذه الجرائم، وصادروا المال الحرام الذي جاء عن طريق تسميم المصريين بالغذاء الفاسد، وأعيدوا مسئولية استيراد السلع الغذائية الأساسية للمؤسسات العامة.
فما حدث أن مسئولين فاسدين أعطو لمستوردين أكثر فسادا تصريحا بقتلنا بالغذاء الفاسد، وقد فعلوها بلا ضمير، وبلا حساب حتي الآن!!