مهما صور لي خيالي حجم الفساد والافساد الذي حدث خلال نظام الرئيس السابق حسني مبارك لم يكن ليصل الي ذهني هذا الكم والكيف الذي تنشر عنه يومياً الجرائد ويبث عبر الفضائيات، فجأة صحونا من سبات عميق علي العديد من البلاغات. بلاغات عن إهدار المال العام، بلاغات عمن افسد الحياة السياسية، ومن تربح من منصبه، بلاغات عن الاستيلاء علي أراضي الدولة وغيرها. ورغم ان العديد من هذه البلاغات احيل المتهمون فيها الي المحاكمات الجنائية عن جرائم يعجز اللسان عن التعبير عنها، جرائم في حق الانسانية والبشرية كلها.. جرائم تسد عين الشمس كما يقولون. ولكن عندما شاهدت الحوار الذي أجرته قناة دريم مع جمال السادات الابن الوحيد للرئيس الراحل انور السادات ورده الذي يتسم بالروية والحكمة حتي رده عن فتح ملف قضية اغتيال والده واصراره علي عدم توجيه اتهام للرئيس السابق مبارك دون وجود أدلة جديدة. هنا قفز الي ذهني حجم البلاغات الكبير امام النائب العام الذي اصبح متخماً بالعديد منها.. صحيح لابد من محاسبة الفاسدين عما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري كله ولكن لابد من التروي والتأكد من المستندات والادلة حتي لا يعرقل حجم البلاغات الكبيرة سير العمل ونتهم العدالة بأنها تسير ببطء.