هو الرئيس اوباما بنفسه.وليس أحد غيره. الذي حذر من مخاطر تحويل الازمة الليبية الي عراق جديد .هو الذي تحدث عن آلاف القتلي من العراقيين والامريكيين .ونحو تريليون دولار. وزمن استغرق 13 عاما لاسقاط نظام صدام حسين. وقال بالحرف الواحد"هذا امر لايمكننا تحمل تكلفته في ليبيا".ومع ذلك فالتحالف الغربي يخوض نفس التجربة. وبنفس الاساليب. دون اي استفادة من اخطاء الماضي القريب .ويحولون ليبيا الي عراق آخر. رغم اننا لم نتجاوز الازمة السابقة.ونعيش في تداعياتها. المتغير الوحيد. ان امريكا لاترغب في ان تتصدر المشهد السياسي .او تتولي قيادة العمليات العسكرية. تاركة ذلك الدور لصاحب "الدبلوماسية الاستعراضية"ساركوزي. الذي يبحث عن فرص اعادة ترشيح نفسه لدورة رئاسية جديدة في فرنسا. خاصة ان امريكا كما اعترفت علي لسان وزير الدفاع روبرت جيتس .بعدم وجود مصالح حيوية لواشنطن في ليبيا سوي تأثير احداثها علي مااسماه "الاستقرار الهش للثورة في مصر وتونس" تاريخ العالم العربي القريب .يكشف لنا عن وجود نموذجين للتغير في المنطقة .الاول ثورات شعبية. تنجح فيها الجماهيرو الحشود الملتزمة بسلمية تحركاتها.في الضعط علي الانظمة حتي اسقاطها.. والثورة المصرية والتونسية افضل دليل. والنموذج الثاني ماحدث في العراق. والذي لعب فيه العامل الخارجي دور الحسم وكان سبب واساس التغيير فالذي اسقط نظام صدام حسين ليس الحصار الجوي المفروض علي شمال العراق الكردي والجنوب الشيعي منذ عام91 وحتي عام 2003 ولاحتي قرارات العقوبات الاقتصادية وتجميد الارصدة المالية. ولم تفلح كل هذه الوسائل في ازاحة النظام فكان قرار الغزو العسكري .وذهب صدام ولم يستقر العراق حتي الآن، دولة ضعيفة منهكة. وحدته الوطنية مهددة.. تخرج احتجاجا علي انقطاع التيار الكهربائي رغم انه دولة نفطية وتملك كل مقومات التقدم والاذدهار. ويبدو أن ليبيا تسير علي نفس الطريق .بدات الاحداث في 81 فبراير الماضي . مر شهر ونصف دون حسم .وتحولت الامور الي مظاهر حرب اهلية ومعالم. فتحقيق النصر لايتم عبر فرض حظر جوي. كما نص القرار1973 وتوجيه ضربات جوية. والامور مازالت تراوح مكانها. وعمليات الكر والفر مستمرة. في بداية الاسبوع كانت المعارضة تتحدث عن السيطرة علي مسقط رأس القذافي في سرت. وقبل نهاية الاسبوع استعادت القوات الحكومية كل المدن التي فقدتها.. واتخذت الاحداث توجها جديدا. فالبحث يدور حول شروط وقف اطلاق النار من جهة. ومدي امكانية البدء في تسليح المعارضة من قبل قوات التحالف. والقضية مثار خلاف شديد. فهناك من يوافق علي هذه الخطوة مثل فرنسا وبريطانيا. ومن يتأني ويدرس ويلمح الي ذلك مثل الولاياتالمتحدة .وهناك من يرفض ويهدد بالخروج من التحالف. مثل ايطاليا وبلجيكا والنرويج.. وكان من اللافت ماقاله الامين العام لحلف الاطلنطي اندريه راسمسون الذي اشار الي ان الحلف "موجود هناك لحماية الشعب الليبي وليس تسليحه". الايام القادمة ستحدد صورة الاوضاع في ليبيا. وان كانت الامور لاتدعو الي التفاؤل بأي حال من الاحوال. فتقسيم ليبيا بمعرفة الغرب يتم علي الارض بعد قصر وجود المعارضة علي اجزاء من المناطق الشرقية وسيطرة القذافي علي الغرب والجنوب. والامل في تفعيل مبادرة الاتحاد الافريقي للحل، وهو الجهة المقبولة من النظام الليبي بعد ان خرجت المجموعة العربية من الساحة ولم يعد لها اي تأثير سوي في توفير الغطاء السياسي لقوات التحالف.