الفيوم من المحافظات التي يوجد بها آثار من مختلف العصور التاريخية، وفيها استخدم الإنسان الأول الحجارة في إشعال النيران وأول محاولات صنع »السكاكين«، ودارت عليها كل العصور الفرعونية والعصر العتيق والانتقال الأول والدولة القديمة والوسطي والحديثة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، وكانت سلة الغلال لمختلف العصور، حتي جاء الإنسان الحديث ليطمس معالم هذه المحافظة بالبناء فوق مدينة كاملة وهي مدينة كيمان فارس والتي كانت فيما مضي عاصمة للفيوم أيام الدولة الوسطي. العالم الأثري أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم السابق يشير إلي أن مدينة كيمان فارس الأثرية أو «شيدت»، كانت عاصمة الفيوم إبان حكم الدولة الوسطي في عهد الأسرة ال 12 في فترة حكم الملك امنمحات الثالث، واهتم بها الملك بطليموس الثاني وأقام معبده فيها وسمي المنطقة باسم زوجته «أرسينوي»، وجاء الرومان وأطلقوا عليها اسم «كوركودايل بوليس» أي مدينة التمساح، وظلت أطلالها قائمة حتي تم البناء علي هذه المدينة أيام د. حمدي الحكيم محافظ الفيوم الأسبق، الذي استند في قراره علي محضر تسليم ابتدائي عام 1970، ولم يستجب لقرارات الآثار وشرطة السياحة والآثار آنذاك ومحاضر التعديات التي قامت بها منطقة آثار الفيوم، وصدر بعدها قرار وزاري عام 1993 يفيد بالتنازل عن هذه المواقع للمحافظة باستثناء خمسة 5 مواقع تم تسويرها بسور حديدي، الأول هو موقع الحمام الكبير بجوار مدرسة مبارك كول والحمام الصغير غرب التعاونيات ومعبد بطليموس بجوار نادي القضاة ويتم الآن عمل حفائر به ومعبد الشمالي في شمال عمارات التعاونيات وموقع الحمام الروماني الذي تم استرجاعه بجوار عزبة فرحات. وحذر عبد العال من خطورة الوضع الحالي للمناطق المتبقية من كيمان فارس، حيث تهددها مياه الصرف الصحي والحشائش البرية، مشيرًا إلي أن منطقة آثار الفيوم تقوم بوقف أي أعمال مجاورة لمناطق الآثار، موضحا أن سيد الشورة المدير العام للآثار الحالي قد قام بعمل محضر لوقف البناء بجوار الحمام الروماني بهذه المنطقة.