لم تجد مديرية آثار الفيوم طريقا أمامها لمواجهة التعديات المختلفة التي يتعرض لها «حمام أثري»،سوي تحرير المحاضر في قسم الشرطة،وكان المحضر هذه المرة ضد رئيس مجلس مدينة الفيوم، بعد أن وجد مفتشو الآثار أثناء القيام بعملهم بلوادر المحافظة تقوم بوضع المخلفات وأكوام القمامة داخل «الحمام» الموجود في منطقة كيمان فارس مما أدي إلي ردم أجزاء كبيرة منه، وتم إبلاغ شرطة السياحة وتحرير محضر تعد لرئيس المدينة وإرساله لشرطة السياحة والآثار بحيث يتم تحويله إلي النيابة بتهمة مخالفة قانون حماية الآثار،وكان أحمد عبد العال مدير عام الآثار في المحافظة قد سبق وحرر محضرا ضد مدير إدارة المواقف،الذي أقام موقفا لسيارات مركز أبشواي بجوار الحمام. وكان د. خالد العناني وزير الآثار والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم قد تفقدا موقع الحمام أثناء زيارة الوزير للمحافظة في أبريل الماضي وأكد الوزير أنه سوف يرسل لجنة من أحد مراكز البحوث المتخصصة لمعاينة الموقع والمواقع الأثرية الأربعة الأخري في منطقة كيمان فارس والتي تعاني من نمو الحشائش بصفة مستمرة وارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي فيها من المباني المحيطة. وتعد منطقة كيمان فارس التي يوجد فيها «الحمام» محل الشكوي هي الباقية من مدينة «شدت» والتي كانت عاصمة مصر في عصر الدولة الوسطي من الأسرة الثانية عشرة وتعني كلمة «شدت» الأرض التي شدت من المياه واسمها الحديث كيمان فارس وكانت سميت أرسينوي وهو اسم زوجة الملك بطليموس الثاني في العصر اليوناني وسميت كروديلوبوليس أي مدينة التمساح وهي مدينة مهمة في التاريخ المصري،وتمتد أطلالهاعلي مساحة أكثر من 300 فدان وتضم أطلال معبد أمنمحات الثالث وأطلال معبد بطليموس الثاني وأطلال حمامات رومانية وتم تسليم الأرض سنة 1970 للأملاك الأميرية مع الاحتفاظ ب5 مواقع وهي معبد بطليموس والمعبد الشمالي والحمام الكبير والصغير والحمام الجديد وتم تسليم الأرض للمحافظة سنة 1980وبدأت في الظهور مبان للجامعة والتعاونيات ومدارس مبارك كول والفرنسية وغيرها من المباني الحكومية،دون صرف صحي مما أدي إلي تسرب مياهها إلي المناطق الخمسة ونبتت عليها الحشائش ولم تقم محافظة الفيوم بعلاج المشكلة ،التي ظلت تتفاقم،ولم يتم عمل الصرف الصحي إلا في سنة 1995 وكان عبارة عن محطة صغيرة بجوار مبني جامعة الفيوم،وتقوم الآثار سنويا بإزالة الحشائش،ولكنها تنبت مرة ثانية،أما بالنسبة لمياه الصرف،فلم تستطع المحافظة حلها ووصلت قمة المفارقة في قيام مجلس المدينة بإلقاء القمامة بجوار هذه المناطق المهمة وكأنها خرابات وفجأة ودون سابق إنذار قام رئيس مدينة الفيوم بردم منطقة الحمام الكبير وفقا لما أكده البلاغ ،رغم أنه من ضمن المواقع الخمسة التي تتبع الآثار. محمود عمر