في الساعات الأولي من صباح اليوم يقام حفل الأوسكار ال 89 لتعلن الجوائز السينمائية الأهم عالميا التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما.. تبدأ فعاليات الحفل الأسطوري الذي تنقله قناة »AB»« الأمريكية لأكثر من 225 دولة في الخامسة فجر اليوم الإثنين بتوقيت القاهرة السابعة مساء الأحد بتوقيت لوس أنچيلوس، قبله بثلاث ساعات تقريبا يتابع مئات الملايين من عشاق الفن السابع علي كوكب الأرض توافد نجوم وصناع السينما علي مسرح دولبي الشهير الذي يتوسط شارع »walk of fame» أشهر شوارع هوليوود مقبلين بفرحة تداعبهم أحلامهم في الفوز بالفارس الذهبي، يتهادون علي السجادة الحمراء التي يتجاوز طولها أكثر من 152 مترا يصطف علي جانبيها مدرجات المعجبين الذين حجزوا مواقعهم منذ ساعات. يقدم الحفل الإعلامي الشهير ومقدم البرامج الساخر چيمي كيميل الذي سيضفي بروحه المرحة بهجة علي أجواء الحفل الذي يقام في ظل جدل كبير يسيطر علي المجتمع الأمريكي عامة وصناع السينما والترفيه خاصة بعد قدوم الرئيس الأمريكي ترامب وأسلوبه وقراراته المرفوضة تماما من فناني ونجوم هوليوود المناهضين لترامب وحزبه الجمهوري والمؤيدين بشكل مطلق وتاريخي للحزب الديموقراطي، بالتأكيد سيكون هناك تعليقات ساخرة حول اتجاهات ترامب العنصرية وموقفه من الأقليات والملونين والمرأة وحفل الأوسكار بكل ما فيه من مرشحين كل ذلك سيكون مسرحا مناسبا للسخرية من الرئيس، رغم تهديد مؤيديه بإغلاق الشاشات ومقاطعة الحفل إذا ما تطاول النجوم علي رئيسهم، ولا شك أن إدارة الحفل ومديري شبكة AB» قد نبهوا الجميع بتخفيف حدة كلماتهم إضافة إلي تحديدها بأقل من دقيقة حتي لا يخسروا متابعين وبالتالي إعلانات وملايين الدولارات. ترامب يتحدي هوليوود لكن تعليق مستفز للرئيس الأمريكي في رده حول ما إذا كان سيشاهد حفل الأوسكار فكانت إجابته لا لأنه مشغول بما هو أهم استضافة »Governors Ball» في نفس الليلة واستقباله بواشنطون للمحافظين من كل الولايات هو حدث يراه أكثر أهمية ! وأعتقد أن ذلك التصريح الذي أعلنه المتحدث الاعلامي للبيت الأبيض شون سبيسر سيكون له تأثير كبير في إشعال همة نجوم هوليوود لمهاجمته بعنف، خاصة وأن أحداثا سخيفة وقعت قبل الحفل بساعات أشعلت من جديد الغضب علي قرارات الرئيس تجاه اللاجئين منها منع السوري خالد خطيب المرشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي من دخول كاليفورنيا أول أمس رغم حصوله علي فيزا. يتضمن الحفل خمس أغنيات المرشحة لأفضل أغنية، فيقدم جستين تمبرليك أغنية فيلم »Trolls» ويقدم المغني البريطاني ستينج أغنية فيلم »The Foley Story» وتقدم أولاي كارفالو أغنية فيلم »Moana»، في حين يقدم جون ليجند أغنيتي فيلم »La La Land» بدلا من إيمي ستون وريان جوسلينج المرشحين لجائزتي افضل ممثلة وممثل وأغنيتهما »»ity of Stars» الأقرب لاقتناص الجوائز. الذهب لمن؟! تشير التكهنات إلي استحواذ فيلم »لا لا لاند» علي عدد كبير من الجوائز الأهم اليوم علي رأسها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج ليحقق المخرج الشاب دميان شازيل (32 عاما وشهرا واحدا) رقما قياسيا كأصغر مخرج يفوز بالاوسكار حتي الآن، وأفضل ممثلة لإيما ستون وأفضل موسيقي وأفضل تصوير وأفضل أغنية، وكان الفيلم الرائع قد حصد جوائز بافتا منذ أسبوعين علي رأسها أفضل فيلم ومخرج وممثلة، وقبلها حصد النصيب الأكبر من جوائز العام في مقدمتها الجولدن جلوب الذي فاز بسبع جوائز منها محققا رقما قياسيا.. أما أفضل ممثل فغالبا تصدق التوقعات ويفوز بها دينزل واشنطون عن دوره في »Fences» وتفوز السمراء فيولا دافيس عن دورها في نفس الفيلم بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة لتصالح الأوسكار أصحاب البشرة السمراء ويفوز ماهرشالا بأوسكار أفضل ممثل مساعد عن فيلمه الرائع »Moonlight» أو الأسمر ديف باتل ذو الأصول الهندية عن دوره في »Lion» ليكون ردا علي أي دعاوي للعنصرية أو التمييز ضد الملونين أو الأقليات أو المسلمين خاصة وماهرشالا علي مسلم أسود فربما تتجه الأكاديمية لهذا الاختيار السياسي أكثر منه فنيا في الواقع خاصة وأن الحظوظ متساوية في جوائز التمثيل هذا العام. علي كل الأحوال تعودنا المفاجآت أحيانا كثيرة جدا من الأوسكار فلنتابع معا وقائع الحفل المنتظر فجر اليوم، متجهين بأنظارنا صوب لوس أنجيلوس التي تزينت استعدادا لاستقبال صناع السينما وعشاقها الذين توافدوا لمتابعة الحفل أمام المسرح علي الشاشات الضخمة في حين ينتظر الملايين في منازلهم بشغف ومتعة إعلان الجوائز علي شاشات التليفزيون.