ليس غريبا أن تتناول الصحف المختلفة والاعلام الامريكي بشكل عام خلال هذه الفترة موضوع اصرار الرئيس دونالد ترامب على مواجهة التطرف والارهاب الذى يحمل صبغة اسلامية مواجهة حقيقية ومحاربته بشكل قوى للقضاء عليه لكن هناك بعض القرارات التى تعد مجحفة بل وظالمة خاصة عندما يقرر منع رعايا سبع دول عربية واسلامية من دخول بلاده وذلك من منطلق حرصه على حماية الولاياتالمتحدة من الارهاب علاوة على موقفه الرافض لنشاط جماعة الإخوان المسلمين فمنذ تولي ترامب الرئاسة يريد مسؤولون في إدارته أن يتم إدراج الجماعة ضمن لائحة الجماعات الإرهابية كما تتعرض إدارته لعدة ضغوط من قبل بعض أعضاء الكونجرس لتنفيذ ذلك إلا أن رغبتهم هذه تواجه عقبة كبيرة وهى تقارير المحللين في وكالة الاستخبارات المركزية التى تحذر من أن ذلك من شأنه أن يدفع المسلمين للانضمام لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" خاصة بعد أن حذر خبراء الوكالة من أن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية قد "يغذي التطرف" ويسبب ضررا في علاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها وذلك وفقا لملخص تقرير استخباراتي لأجهزة الاستخبارات وصانعي القرار نشرته صحيفة "بوليتيكو" الامريكية فى نهاية الشهر الماضى الا أن البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات رفضا التعليق على ذلك وقتها وليس معروفا حتى الآن ان كانت الادارة الأمريكية ستسير فى طريقها بشكل قانونى وسياسى لاعتبار جماعة الاخوان جماعة ارهابية أم ستأخذ بعين الاعتبار تحذيرات تقارير خبراء وكالة المخابرات المركزية على الرغم من حماس الرئيس ترامب لتأييد مثل هذا القرار خاصة وأنه طالما انتقد جماعة الإخوان في الماضي حتى أنه هاجم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مرارا وتكرارا لاستضافته سنة 2012 الرئيس المصري الاخوانى الأسبق محمد مرسي كما نشر ترامب فى فبراير من نفس العام على حسابه على تويتر أن "أوباما وضع ميزانية تقدر بحوالي 800 مليار دولار لدعم "الربيع العربي" ونحو 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية لدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر معبرا عن كراهيته للاسلام الراديكالي المتطرف. ولعل ما ذكره المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إريك تراجر الذي يعتقد أن إدارة ترامب تملك الأسباب الكافية لاعتبار جماعة الإخوان من بين المنظمات الإرهابية المتطرفة انه ايديولوجيا تعتبر هذه الحركة أقرب للجماعات المحرضة على الكراهية وبالتالي فإن قلق الإدارة الأمريكية يعد مبررا كافيا واصفا الجماعة بأنها لا تمثل الحركات السياسة السلمية كما تدعى وأن السياسيين الذين ينشطون ضمنها ليسوا بالمعتدلين ويعتبرون من داعمي الإرهاب ومن المتعاونين مع الإرهابيين كما أنهم يسمحون للإرهابيين باعتلاء منابرهم ونشر الكراهية بدعم الافكار المتطرفة والعدائية والتكفيرية للمجتمع . ومن المؤكد أن قرارا أمريكيا باعتبار الجماعة منظمة ارهابية يشكل لها ضربة قاصمة من الممكن أن تعجل بنهايتها خاصة وأن الدول الأوربية التى تمثل حضنا دافئا للجماعة ستجد أن القرار الأمريكي يمثل لها حرجا شديدا لابد من أن تسير فى ضربه لحظر نشاط الجماعة ولكن علينا الانتظار لنرى هل ستتمكن الادارة الأمريكية من تنفيذ ذلك أم لا ؟