تتكرر دعوة الرئيس إلي ضرورة تجديد الخطاب الديني.. ومع كل مطالبة للرئيس تتباري الفضائيات والصحف في مناقشة أزمة الخطاب الديني.. وتنتهي الضجة إلي لا شيء ويبقي السؤال قائما.. من المسئول عن الأزمة التي يعاني منها الخطاب الديني؟ هل هو ضعف الإمكانات؟ أم لتراجع دور الأزهر وتعطيله في فترات ماضية بسبب تضييق أنظمة سابقة عليه؟ أم للصورة السلبية للداعية في الأعمال الدرامية؟ أم بسبب انشغال الدعاة بكسب العيش وإهمالهم لرسالة الدعوة؟ وهل يأتي يوم يكون فيه انتقاء الدعاة بنفس معايير قبول القضاة وضباط الشرطة والجيش؟وهل الداعية الذي يمارس الدعوة بدون تصريح يعتبر شخصاً ينتحل صفة غير رسمية يعاقب عليها القانون؟.. ودعاة الفضائيات ينتحلون صفة يعاقب عليها القانون. الكثير من التساؤلات يجيب عنها الشيخ محمد زكي أمين عام اللجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر في هذا الحوار. الخطاب الديني يفشل حين يقوم به غير المؤهلين دور الأزهر لم يتراجع.. وتضييق أنظمة سابقة عليه سبب تعطيله الخطاب الديني في أزمة.. والرئيس طالب في أكثر من مناسبة بضرورة تجديده.. ما رأي فضيلتكم.. في هذا الموضوع؟ دعوة رئيس الجمهورية بارك الله فيه ورزقه البطانة الخير التي تساعده علي أمر الدين والدنيا والاخرة وعلي القيام بمسئولياته بما استخلفه الله عز وجل ليحقق لأمته ما تصبو اليه آماله لإعادة الأمة المصرية بالذات لسابق عهدها ومجدها هي ثورة للدين لا علي الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة عند الارهابيين والمتطرفين لأن الفكر المتطرف لا يقل خطورة عن الفكر المتحلل فالفكر المتحلل الذي يدعو للفحش والقبح ينشر الفاحشة في شعب الطهر والعفاف خطورته خطورة الفكر المتطرف الذي يستبيح الانسان ودمه وماله وعرضه. ما هو تقييم فضيلتكم لأداء الدعاة المتواجدين علي الساحات الاعلامية من فضائيات وصحافة واذاعة.. وهل هم دعاة معتمدون من الأزهر ام دخلاء عليه؟ - الخطاب الديني له أهله فما رأيكم فيمن جعل من نفسه داعية ومفتياً وهو غير متخصص وغير مؤهل ولم يكن علي علم واف بمقاصد الشريعة الإسلامية واهدافها وغاياتها بل ليس له دراية باللغة وأسرارها وآدابها والوقوف علي مكنون سرها؟ ان العلم الديني من أولي خصائصه التلقي »فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه» هؤلاء ليسوا متخصصين ولا تلقو العلم عن علماء ربانيين موصولين بالله عز وجل ولم يؤذن لهم من الجهة المناط بها شئون الدعوة ورسم سياساتها وتطوير وسائلها. علي من تقع مسئولية فشل الخطاب الديني في تحقيق رسالته؟ - نحن ضيعناه بسبب اختيارنا بغير المصوب وغير الحقيقي.. وبقيام غير الدعاة علي الدعوة. ما علاقة الدعوة بأن يعين لها رجل من هنا أو هناك ربما كان غير داعية وربما كان ذا تاريخ مشبوه ربما وربما.. والان نسأل عن الخطاب الديني وتجديده؟ هناك الدعاة الأكفاء يملؤون ساحات الأزهر ويملؤون الدنيا معرفة ونورا..نبدأ من القيادة اختيار قيادة دعوية خبرت الدعوة وعملت فيها من البداية إلي النهاية. معني هذا أن القائمين علي امر الدعوة أو القيادة الدعوية ليسوا علي مستوي المسؤلية؟ - لا بد ان تكون هناك قيادة دعوية ومحبوبة من الدعاة ومؤثرة وقدوة.. اذا جئنا بغير هذا فنحن نهدم اول لبنة.. ثانياً تأهيل الدعاة من جديد ليقوموا بمهامهم الدعوية خير قيام في قيادة الوطن أو الأمة القيادة الروحية التي تصنع منه أمة مبدعة ومنتجة وعلي خلق. خط الدفاع الأول ما المطلوب للحصول علي داعيه مؤهل؟ - نريد مشروعا دعوياً كبيرا تحت مظلة الأزهر الشريف تخطيطاً وتأهيلاً وتمويلا يرعي الدعاة ويرتقي بأدائهم حضارياً وعلمياً ودينياً وإبداعياً.. لماذا؟ لأن الداعية هو خط الدفاع الاول الذي يبني العقيدة ويزرع الانتماء للدين والوطن وهو صمام الامن النفسي عند كل نائبة ونازلة. من أين يبدأ إعداد الداعي؟ - من الأزهر الشريف كعبة العلم والعلماء من هنا وما ادراك ما هنا من القبلة العلمية والروحية للعالم الاسلامي كله لطلاب الحقيقية والباحثين عنها ان الذي جعل العتيق مثابة للناس وامنه جعل الكنانة المباركة كوثرا »الأزهر الشريف». أيهما أثر في الاخر.. الوهن الذي اصاب الازهر وتراجع دوره في السنوات الاخيرة هو ما أدي إلي وجود أزمة في الخطاب الديني.. أم العكس؟ - دور الأزهر لم يتراجع ربما في فترات سابقة عطل هذا الدور بسبب عوامل خارجية من تضييق الأنظمة السابقة علي الأزهر وعلمائه ودعاته والدنيا كلها تشهد هذا وتعرفه ومحاربة الدعاة المؤثرين في الشعوب وفي الأمم خوفاً من الحكام الظالمين خوفاً علي مستقبلهم وعلي مصيرهم فتضييق الخناق القديم علي المؤسسات المعنية بالدعوة إلي الله عز وجل ربما اضعف قوة التأثير لدي الناس. ما شكل المساعدة التي تنادي بها فضيلتك؟ - كل في مجاله يساعد.. الإعلام يساعد بنشر الفكر الأزهري الوسطي السمح الا يترك منابره ومنافذه لغير دعاة الأزهر الشريف حتي القانون يقول هذا.. لابد وان تستقي وزارة الثقافة ووزارة الاعلام مادتها الدينية من الأزهر الشريف وان يكون هناك تناسق وانسجام بين المؤسسات المعنية بالعقول والفكر وتربية الشباب وتعليمهم بين المؤسسات المعنية بالدعوة إلي الله عز وجل ان تجتمع علي قلب رجل واحد تحت قيادة واحدة واعية داعية.. لابد من تضافر الجهود لا بالسب والتطاول علي رموز الأمة وتصنيف الأزهر بأنه مر بعصور تقهقر فيها وتأخر فيها ابداً لم يتأخر الأزهر بل تأخرت الناس. غياب القانون تشهد الساحة العديد ممن يطلقون علي أنفسهم دعاة أو داعية وهم ليسوا دعاة وليس لهم علاقة بالدعوة أين موقف الأزهر من هؤلاء؟ - نحن نحتاج إلي تشريع صارم وحاسم وعلي وجه السرعة بإصدار قانون يجرم الدعوة بدون عمل أو بدون وظيفة رسمية أو بدون تصريح رسمي بدلا من ترك بعض دعاة الفضائيات ينتحلون صفة يعاقب عليها القانون. لماذا لم يتقدم الأزهر بمشروع قانون بهذا المعني؟ - الأزهر ينصح ويوجه. ليس مشرعاً ولم يكن في أي وقت من الأوقات قاضياً وانما من خلال المسموح له ان يدعو إلي الله علي بصيرة يوجه ويرشد ويعظ ويعلم ويوفد مبعوثيه وعلماءه ودعاته إلي كل مشارق الأرض ومغاربها لنشر صحيح الدين والوقوف صداً منيعاً في وجه المحرفين والمغالطين وتفنيد سفههم وفكرهم. أكاديمية للدعوة نصيحة تقدمها للدعاة؟ - أولاً قبل ان اقدم النصيحة للدعاة أقدم النصيحة للمسئولين عن الدعاة بأن يعاد تأهيليهم من جديد من خلال اكاديمية خاصة بالدعاة من خلال مناهجها ووسائلها وآلياتها من خلال علمائها الربانيين ودعاته الصادقين ورعاية الأزهر الشريف لها وان تكون تحت مظلة الأزهر الشريف تختص بالدعاة تكويناً ليقوم الدعاة بمسئولياتهم الدعوية خير قيام في توجيه الشعب وتوعيته وتعميق صلته بالله عز وجل ولكي ينهض بمهامه الاستخلافية ويوطد علاقته بخالق الكون. هل يقتصر دارسوها علي خريجي الأزهر فقط ام يمكن ان تضم غير خريجي الأزهر؟ - لا شك كما قلنا ان خريجي الأزهر لهم سماتهم يكفي ان علمهم موصول السند كل معارفهم التي يتلقونها عن اكابر علماء الأزهر الشريف.. وسندها موصول بالله وبسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وبارك عليه فيضمن المجتمع العلم الصحيح لأن هناك علما مغشوشا ولذلك مهمة العلماء الذين سيشرفون بالانتماء إلي هذا الصرح العلمي الدعوي الكبير الذي يكون تحت مظلة الأزهر الشريف وشيخه ووكيله وكل المساعدين والعاملين مهمتهم اولاً نشر صحيح الدين وتصحيح الصورة المشوهة للإسلام من خلال أدعياء السوء والفتنة ومسح الغبار الذي لصق بالاسلام وتفنيد شبه المارقين وكشف عوار وتحصين المجتمعات من شرورهم وآثامهم تزكية للنفوس وطهارة للقلوب وقياماً بمهام الاستخلاف في الأرض وعبادة لله الواحد القهار هذا الصرح الكبير ان شاء الله سيكون من خلال العالم الأزهري الذي تلقي العلم عن العلماء الربانيين لأنه في هذا الصرح العالمي الكبير الذي يصبح الداعية فيه متخصصاً يحمل شهادة تخصص في الدعوة والوعظ والخطابة يكون ترجمة صادقة لحقائق هذا الدين فلابد ان يكون ازهرياً ملماً بالعلوم الأزهرية الشرعية واللغوية لينهض بمهام رسالته. إلي ان تتأسس أكاديمية الدعاة.. ما المطلوب الآن لمعالجة القصور لدي بعض الدعاة؟ - نعينهم علي اداء رسالتهم حتي لا ينشغلوا عن امر الرسالة بالعيش والرزق وننزلهم المنزلة اللائقة وألا نجعلهم مسخة يستهزأ بهم في وسائل الإعلام والدراما الرخيصة بل نوفر لهم وسائل الحياة الكريمة والمقصود بالحياة الكريمة أن نجعل لهم كادراً خاصاً يفي بمتطلبات حياتهم حتي لا ينصرف الداعية عن دعوته ورسالته بحثاً عن عمل آخر وربما كان يشغله عن اداء مهامه الدعوية في تزكية المجتمع وتحصين الوعي وتعميق الفكر.. ألم نجعل لغير الدعاة كوادر محترمة لماذا لم نجعل لهم كادراً خاصاً وربما رأيناهم في مشاهد غير كريمة في أعمال ممتهنة في أعين الناس لا تناسب الداعية فيحتقر امر الداعية في نظر الناس ومتي احتقر الناس الداعية لا يسمعونه ولا يتعظون بموعظته ولا يتفاعلون معه بل ينزل من أعينهم عندما يرونه في عمل ممتهن ربما لا أذكر الأعمال الممتهنة التي يمارسها الكثير ربما خفية وربما كانت علانية.. وقد نجد داعية يركب التوك توك أو يركب الدراجة لكي يصل إلي مسجده في آخر القرية أو في آخر النجع. ولابس الجبة والطربوش؟ ويجب ان تشكل للدعاة نقابة تقدم لهم الخدمات وتدافع عن حقوقهم وتأمين صحي بل تكون لهم حصانة لأن مهمتهم مواجهة الفساد والمفسدين والمخربين والتكفيريين بل الإرهابيين. الصلاحية النفسية أسس اختيار الداعية؟ - أولاً لابد وان يكون اختياره معتمداً علي صلاحيته النفسية والفكرية والشرعية واللغوية بعيداً عن تدخل القوي العاملة ويتم ذلك من خلال مسابقات يعلن عنها وتكوين لجان الاختبار من يرسلهم جهاز التنظيم والإدارة من أوائل الخريجين رغم ان الوظائف المادية يختار لها الأفضل في الناس والأنقي حسباً ونسباً وتجري عليهم التحريات السرية وغير السرية ويشترط عليهم الحصول علي أعلي الدرجات بحجة انه سيعمل في جهاز تراه الدولة حساساً ثم يقدم للجنة عليا تضم كبار المتخصصين للنظر في صلاحيته »مضمونه وشكله» فما بالكم بالداعي إلي الله ان صحت دعوته صح المجتمع.. لما تبقي في لجنة سباعية اللي ينظر للسانه واسنانه المكسرة ولنطقه ولصمته ولحركاته ولانفعالاته أليس الأولي أن يكون هذا مع الداعية ولا أي داعية ناجح كده نجيبوهم ويكون فتنة للمجتمع والله يقول: »الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ان الله سميع بصير» شوفتي الشرطة يختاروا لها كيف الأجهزة اللي بعد الشرطة يختارولها كيف والوسايط والمحاسيب. كيف وصلنا إلي هذه الحال من الدعاة المتواضعين في الامكانات الفكرية؟ - المجتمع كله مسئول عن الوقوع في هذه الهوة خاصة من قصروا في القيام بواجبهم نحو تأهيل الدعاة وتكوينهم تكويناً يكون الداعية من خلاله ملماً بثقافات العصر. - الانتقاص من شأن الدعاة من خلال المشاهد الدرامية ووضع العلماء في مشاهد غير لائقة وغير كريمة مثل محمود عبدالعزيز في فيلم الكيت كات لما يلبس عمة وطربوش ويرقص وفي يده كأس الخمر دا داعية يسمعه الناس وهو لابس عمة وطربوش ولابس قفطان وشال حرير ديكور محترم انتوا عايزين دعوة وتجديد خطاب ديني.