المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات الطفولة المبكرة    وزير التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح منذ بداية الموسم.. ووفرنا التمويلات المطلوبة    تفاصيل احتفال دمياط بعيدها القومى فى ذكرى انتصارات الأجداد عام 1250م    دخان أسود يصعد من كنيسة بالفاتيكان معلنا عدم انتخاب بابا في أول تصويت    نائب روسي: الاتحاد الأوروبي أصبح خليفة للرايخ الثالث    «حسبة برما».. سيناريوهات تأهل منتخب مصر للشباب بعد نتائج مجموعات أفريقيا    بطل الجودو عبد الله فهمي: تحديت الإصابة وحققت الذهب والانتصار طعمه مختلف    نشرة أخبار حوادث القليوبية.. السيطرة على 3 حرائق وحبس شاب شرع في قتل شقيقته بسبب «السحر»    سهير رمزي عن حصرها في أدوار الإغراء: كنت بدور على الانتشار    الجمعة.. تترات درامية ومشاهد استعراضية لمواهب القدرات الخاصة بدار الأوبرا    بوسي شلبي ترد على بيان ورثة محمود عبد العزيز: علاقتنا كانت زواجًا شرعيًا وقانونيًا    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    الجمعة.. قافلة طبية مجانية بقرية صلاح الدين في البحيرة    انطلاق مباراة بي إس جي ضد أرسنال في دوري أبطال أوروبا    بإطلالة طبيعية.. مي كساب تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها    الآلاف يشيعون جثمان الطفل ضحية الطلق الناري من زملائه في كفر الشيخ    محافظ المنيا يوجه بتسريع وتيرة العمل في ملف التصالح وتقنين أراضي الدولة    البغدادي تستعرض مع وفد جمهورية تشيلي استراتيجية تمكين المرأة    بمشاركة حمدي فتحي.. الوكرة يسقط أمام أم صلال بكأس أمير قطر    غموض موقف مدافع مانشستر يونايتد من لقاء بلباو    بطل قصة حياتي.. روجينا تتغزل في زوجها أشرف زكي بحفل زفاف رنا رئيس    الفوضى تسبب لهم التوتر| 4 أبراج فلكية لديها شغف بالنظافة والترتيب    وزير الخارجية الألماني الجديد: على كل من في موسكو أن يعمل حسابا لنا    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    حريق هائل في كسارة بلاستيك بالغربية - صور    أول يوليو.. بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحى الشامل بأسوان    أفضل من القهوة والشاي- 4 مشروبات صباحية تنقص الوزن    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات كلية التربية للطفولة المبكرة    إزالة 8 تعديات على أملاك الدولة في حملات بالأقصر    أوس أوس يطلب من جمهوره الدعاء لوالدته: «ادعوا لها تقوم بالسلامة»    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    أبطال «نجوم الساحل» يكشفون كواليس العمل مع منى الشاذلي..غدا    «احنا رموز النادي بنتشتم».. نجم الزمالك السابق يكشف سر دعم شوبير ل أيمن الرمادي    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    خلافات مالية تشعل مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص بالوراق    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى صالون أكتوبر أزمة الخطاب الدينى.. التجديد أم التفعيل ؟؟؟؟
نشر في أكتوبر يوم 17 - 05 - 2015

أكد علماء أزهر وأساتذة فى شئون الدين الإسلامى والدعوة على ضرورة تجديد الخطاب الدينى من أجل استعادة الثقة بالإسلام لدى هذا الجيل والأجيال القادمة وإظهار صلاحية الدين الإسلامى لقيادة الركب الحضارى الإنسانى، مؤكدين فى الوقت نفسه أن الأزهر الشريف هو الجهة الوحيدة المنوط بها القيام بهذه المهمة.
وأوضح رجال الأزهر المشاركون فى «صالون أكتوبر» أن مسألة تجديد الخطاب الدينى لا تعنى إطلاقا إلغاء الثوابت، ولكن إدراك المقاصد المتجددة للشريعة الإسلامية، وأشار البعض الآخر إلى أن «تفعيل» الخطاب الدينى أهم وأكثر إلحاحًا فى المرحلة الحالية من «التجديد» وخاصة بعد أن تعرض المواطن لأكثر من خطاب دينى عبر وسائل الإعلام المختلفة مما جعله مشتتًا بين أحكام الدين وبين الحياة السلوكية اليومية.. وهنا تفاصيل الندوة: ? : لماذا نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى الآن؟
?? يجيب الشيخ محمد زكى الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف: بداية لابد أن نعرف أن الإسلام هو تجديد للحياة بمنحها نورًا وهدى ولولا الإسلام ما كانت الحياة حياة.. فيقول الله تعالى فى كتابه:
? ? ? ? ? پپ .. ولابد حتى يصحو الجسد أن تعود إليه الروح.. فالجسد أوشك على الانتهاء فيبحث عن الروح التى هى بمثابة المنقذ.. فيقول الله تعالى:
? ? ? ? ? پپ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? 8 88 8 ? ? ? ??»..
ولذلك لابد لهذا العالم الحائر والأمة العربية التى اختصها الله بالفضل وأرسل رسولا منها وجعل بيته الحرام عندها ورزقهم من الفضل ما يسع الزمان والمكان وحركة الإنسان خدمة لهذه الدعوة المباركة.. حيث يقول:
? ? ? ? ? البقرة: 150 ? ? ? ? ?.. وهنا يذكرهم الله بأن الرسول منهم حتى يعرفوا هذا الفضل ويكونوا أولياء له.. عطاء وخدمة لدعوة الله عز وجل لتسع الزمان والمكان والإنسان.. فلا صلاح للزمان ولا صلاح للمكان إلا بالإسلام ولذلك سيعود هذا العالم الحائر، إن لم يكن عشقا لعقيدته المباركة وشريعته الهادية وأخلاقه الفاضلة سيعودون إليه مضطرين لحل مشاكلهم المعقدة التى لا حل لها إلا عند النبى محمد y.. فقال تعالى: گ گ گ ? ? ? ? ? ? ?? ں ں ?.. وبعيدًا عن ذلك لا يوجد فلاح.. حتى يثبت العطاء وحتى يستديم الفضل والإحسان يتبعه التمكين والنصر ثم التطوير والتجديد والإبداع.. فسُنّة الله لا تعرف المحاباة ولا المجاملات مصداقا لقوله:
? ? ?? ? ? ? ? ? ?? (سورة إبراهيم)
إدراك مقاصد الشريعة
فما المراد بالتجديد؟.. المراد به ليس إلغاء الثوابت وليس انفصال الأمة عن هويتها ومصدر عزها ودينها، وإنما التجديد أن نجعل من مفهومنا لمراد الله من خلق الله فى كل زمان ومكان إعمارًا للأرض يسع كل مناحى الحياة.. تجديدًا وتطويرًا وإبداعًا وتحقيقا لسعادة الإنسان، أيا كان هذا الإنسان، وعبادة لله الواحد القهار من أن نحسن الفهم عن الله ثم نبلغ مراد الله من خلقه حسبما أراده الله عز وجل دون تزيد منا أو دون تنقيص.. وهذا لا يكون إلا إذا أوجدنا عالمًا ربانيا «موسوعة علمية»، حاويا لمقاصد الشريعة وغاياتها المتجددة، على معرفة بأسرار القرآن واللغة العربية التى اختارها الله لتكون لسانا.. فإذا فهمنا مراد الله من خلق الله كان خطابنا واقعيا وشموليا وخالدًا يسع كل حركة الحياة تصويبا وترشيدا وتجديدا وإعمارا.. فإذا لم نفهم مراد الله عز وجل كان العطاء عكس ذلك.. ولابد إذن أن نتأهل من جديد لنفهم مراد الله عز وجل ونحقق سعادة الدنيا وفلاح الآخرة بخطاب ربانى بلغة واقعية يفهمها الجيل الجديد تلائم وتوائم ما استجد من معلومات ومن قضية حديثة ومن حضارة إنسانية.. لا لنرقى بهذه الحضارة بل لنوجهها ونقودها ونرشدها ونصوب حركتها فى الحياة..
هذا الخطاب يخاطب العقل ومنافذه والقلب ومشاعره.. يخاطب الفطرة البشرية وإنسانيتها «فطرة الله التى فطر الناس عليها»، فلم يقل رب العزة «فطر المسلمين عليها».. وقال أيضا: ? ? ? ? ں ں ? ?? النساء: 63
حتى نعيد لهذا الجيل الثقة بالإسلام وبصلاحيته لقيادة الركب الحضارى الإنسانى توجيها وإرشادا وضبطا لإيقاعه وتصويبا لحركة الحياة..
? : ومن المنوط به إصلاح الخطاب الدينى؟
?? الشيخ محمد زكى: الأزهر الشريف هو المنوط به هذه المهمة ولابد للدولة كلها أن تساعده بما أتيح لها من إمكانيات ليقوم بمهمته وواجبه وينهض برسالته تفنيدًا لشبه المارقين والمتآمرين وكشفا لعوارهم ووقفا لمدهم المشئوم وتحصينا للمجتمع من آثارهم المدمرة نشرًا لصحيح الدين الوسطى السمح الذى جعله الله رحمة للعالمين.. وهذا يحتاج إلى تطوير فهم المراد من النصوص ومن الثوابت فهما يتجددان مع متطلبات الزمان والمكان.. ليس تركًا لتراث الأمة المجيد الذى تتلمذ عليه وتخرج من خلاله العلماء والفقهاء والقادة والمجددون والعباقرة أكثر من ألف سنة، ولكن نريد فهما وسطيا سمحا يحقق طموحاتنا المرجوة فى هذه الفترة العصيبة بأن ننأى بخطابنا الدينى عن الحزبية والمذهبية الواقفة الجامدة والعنصرية المشئومة فيقول y: «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية».. وحتى يكون الخطاب الدينى هكذا لابد وأن ننظر فى فنون هذا الخطاب بتحديث آلياته ووسائله لتوائم متطلبات هذا العصر الحديث تجديدًا وتطويرًا.. ويتحقق ذلك بمساعدة كل المؤسسات للأزهر الشريف لا بالهجوم عليه والتنقيص من شأن رموز الأمة وعلمائها الكرام.
إهمال رسمى للأزهر
? : طالما أن الأمر مهم لهذه الدرجة.. فما الذى جعل الجهات المسئولة عن التجديد ممثلة فى الأزهر والأوقاف تتأخر فى القيام بهذه المهمة؟
?? يجيب الدكتور عبد المقصود باشا رئيس قسم التاريخ الإسلامى بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، فيقول: لابد أن توجه سؤالك للدولة التى أهملت الأزهر والأزهريين وأهملت الأوقاف ورجال الأوقاف.. وحطمتهم معنويا وماديا منذ 1952.. فالذين يلامون هم حكومات متعددة أرادت لهذا البلد أن يتحطم، فتارة علمانية وتارة اشتراكية وتارة رأسمالية فوقع الناس فى «حيص بيص».. فإلى من يستمعون؟! إلى رجال الأزهر وأئمة الأوقاف الذين تعمدت الدولة إهانتهم.. بأن تظهرهم على أنهم من حثالات المجتمع، حتى فى المسلسلات؟! فالذى يظهر مرتديا هذا الزى المقدس يظهر فى صورة «أكروباتى» فهل تتخيل أن يأتى على الشاشة شخص فى إحدى المسرحيات مرتديا هذا الزى ويتم جذبه حتى تقع عمامته على الأرض ويضحك الجمهور؟! فهل يرضى الله هذا؟ وهل يرضى الله أن الدولة التى همشت رجال الأزهر والأوقاف تأتى بعد ذلك وتحاسبهم؟ فالأولى بالمحاسبة هى الدولة.. فإن كانوا يدركون ما فعلوه فهذه مصيبة وإن كانوا لا يدركون فهذه مصيبة أكبر.. ووصل الأمر إلى أن الفضائيات تستضيف عبر شاشاتها من يتكلمون بما لا يعرفون.. فى الوقت الذى تستضيف فيه القنوات الحكومية العلماء فى أوقات لا يستمع إليها أحد.. فلماذا لا يتعاملون مع الدين والبرامج الدينية مثل المسلسلات والأفلام والبرامج الراقصة التى يأتون بها فى وقت الذروة.. لأن هذا هو الذى يحفظ الأمن فى المجتمع الذى يحفظ بالدين وليس بالجيش ولا بالشرطة.. ولننظر إلى عمر بن الخطاب عندما تولى القضاء فى عهد أبى بكر الصديق ظل سنة كاملة لم يأت إليه من يشتكى.. فهل كان الناس يخافون من عمر فلا يأتون إليه؟ لا والله: فهؤلاء من قالوا له.. والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا.. فيقول رضى الله عنه: «الحمد لله الذى جعل فى أمة محمد من يقوم عمر بسيفه إذا أخطأ».. إنه العدل، فالوساطة أدت بالمجتمع إلى الفساد.. وأين العدل عندما يخرج علينا وزير ليقول: «ابن الزبال.. أو ابن العامل لا يحق له أن يكون قاضيا».. لماذا؟! ابن من هو..
فماذا نقصد من تجديد الخطاب الدينى؟ إنها كلمة وهمية فالأهم هو تفعيل الخطاب الدينى.. فإذا تحول الدين إلى كلام فدعك منه لأنه لم يصبح دينا فى ذلك الوقت بل أصبح جدلا.. والجدال عواقبه وخيمة..
فهل معنى التجديد أن نجعل الصلوات ثلاثًا بدلا من خمس، فالبلهاء والسفهاء هم من يحاولون تهميش دور رجال الأزهر.. فهناك أياد تريد التخريب فى هذا البلد.. ثم من هذا الذى يهاجم الإمام البخارى؟ وما هى مؤهلاته؟ لكن العيب فيمن سمح له.. فكان الأولى أن يأتوا بمن يرده.. وقد دعوته أكثر من مرة «اعقدوا معنا مناظرة إما فى قاعات مغلقة أو فى قاعات مفتوحة كما تريدون».. فصحيح البخارى به أكثر من 3500 حديث فإذا كان بينها حديث ضعيف ناقشنا فيه.. وإن لم يكن يفهمه نفهمه إياه.. ولكن أن تسب إمام الأئمة ثم تقول إنك مفكر.. فمن الذى أعطاك هذه الصفة؟
فواجب الدولة تجاه الدعوة أن تجعل مرتبات أئمة الأوقاف مثل القضاة.. فالدعاة هم من يحفظون أمن المجتمع كما قلت سالفًا فهذا عمر الذى قال فيه فارس حين رآه نائما فى ظل شجرة، وأنا لا أقول أن ينام رئيس الجمهورية تحت شجرة لا نم على ريش نعام.. لكن إذا ثبتت عليه السرقة يطبق عليه حد السرقة.
? : إذن أنت تقصد أن هناك معوقات أمام الأزهر تحول دون القيام بدوره منها ضعف المرتبات وعدم إتاحة الفرصة أمام المتخصصين فى الإعلام؟
?? د. عبد المقصود باشا: نعم.. وأنا أذكر أنه منذ سنوات أرسل إلينا رئيس الإذاعة والتليفزيون وكان على ما أذكر - أنس الفقى- بأنه يريد فى كل تخصص بالجامعة شخصين ليكونا معتمدين ومنوطين بالرد ونقل صحيح الدين من خلال الإعلام وقد كان.. إلا أن شيئا لم ينفذ حتى الآن.. وهناك أيضا من ينطبق عليهم وصف جماعات اللصوص التى تتخذ من الدين ستارًا من أجل الوصول إلى الحكم.. فلماذا تركت لهم الدولة العنان وأطلقت أيديهم فى سنوات عديدة مضت، ليس والله من أجل الدين، بل من أجل السلطة.. فبعض حكام مصر استعانوا بهؤلاء وأطلقوا لهم العنان من أجل أن يحتفظ بالحكم، بل إن هذه الجماعات سعت إلى تحطيم الأزهر لأنه يمثل بالنسبة لهم العقبة الكبيرة الحامية لصحيح الدين فى مصر.. وعندما وصلت هذه الجماعات التى تتخذ من الدين ستارًا إلى السلطة كُشف عن وجههم القبيح.
والمشكلة الأكبر أن هؤلاء يستطيعون أن يبثوا السُم فى العسل فإذا اطلعت على كتب هؤلاء المتاجرين تأسرك.. ولو وقعت فى أيدى أى شخص غير مفكر أو متخصص لانطوت عليه هذه الحيل ووقع فى حبالهم.. فلماذا يفسح لهم المجال فى الإعلام ليبثٌّوا سمومهم.. فأنا أقولها صراحة.. نحن نحتاج الحجاج الثقفى فى هذه الأيام.. فأنا لست ضد المظاهرات بشرط أن تكون سلمية.. ومن يتم ضبطه مخربًا يحاكم ويعدم.. فهؤلاء يعطونك جرعة دينية دسمة يقال له «قال الله.. وقال رسول الله» ولكنه يفسر كل شىء من وجهة نظره هو.. فلا يوجد فى الدين مجتهد مطلق، بل هناك مجتهد فى جزئية وقد يرد عليه.. فالاجتهاد مؤسسى.. ونحن نعانى أيضا من أن كل تخصص يحترم هذا التخصص فى رجاله ماعدا الدين.. لا يحترم فيه تخصص رجاله.. فأنا أزهرى منذ أن كنت فى بطن أمى، فكانت أمى كلما حملت سقط الجنين حتى جاء جدى وقال لها يا زينب أنت حامل، وإن شاء الله ولد وموهوب للأزهر.. وقد أكرمنى الله بهذا.
فبعض هذه الجماعات تستشهد بما قال ابن تيمية دون غيره وبعضهم يقول بن عبدالوهاب وبعضهم يقول لا رأى غير رأى الإمام البنا.. وهؤلاء كلهم تغطية للإمامية عند الشيعة الجعفرية والشيعة الزيدية بمسمى آخر.. فإمام الجعفرية فى إيران يقال له المرشد الأعلى وإذا قال صمت الجميع.. وكذلك مبدأ تلك الجماعات فإذا قيل بن عبد الوهاب صمت الجميع..
فهناك مؤامرات داخلية وخارجية على هذا البلد ونحن دائما ندعو «اللهم احفظ مصر من المصريين».. فالأزهر يقول ولا يستمع له «فتقضى الأمور حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم حضور».
يا من تلومون الأزهر فالأزهر جهة إرشاد وتوجيه فقط والدولة هى جهة السلطة وناشدت الرئيس مرات متعددة وقلت له: «أنت المسئول الأول عن الدين».
وفى ختام هذه النقطة أؤكد أن الأزهر لم يتأخر ولا الأوقاف إنما أريد لهم ذلك وفرض عليهم.. فإذا أردتم الإصلاح والأمان لهذا البلد مكنوا رجال الأزهر والأوقاف كما كانوا قبل ثورة 1952.. وأعيدوا الهيبة للمعلم.. فالمعلم الذى يمد يده لتلميذه لا تنتظر منه إخراج مجتمع يحافظ على قيمة إذا كان هو يهدرها ويضيعها.. فماذا لو جرمت الدولة الدروس الخصوصية.. فلوموا أنفسكم قبل أن تلوموا الأزهر.
? : كيف نتصدى لظاهرة تعدد الخطاب الدينى وما دور الأزهر والأوقاف فى ذلك؟
?? يقول الدكتور حسن خليل مدير عام الترجمة والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية إن الإدبار أو العزوف عن المؤسسات الدينية المنوط بها تجديد الخطاب الدينى يقع جزء كبير منه على القائمين بهذه المهمة، وأنا لا أدافع عن مؤسسة بعينها.. لكنها كلمة حق فالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ أكثر من 10 سنوات أعد مؤتمرًا عن تجديد الفكر الإسلامى.. وكان تجديد الخطاب الدينى أحد محاور هذا المؤتمر، الذى شارك فيه علماء من أكثر من 70 دولة إسلامية، فوجدنا أن نفس المشكلة تعانى منها كل الدول وأن هناك بلبلة فى أوساط المثقفين نتيجة عدم وضوح رؤية الخطاب الدينى، فإذا نظرنا إلى القرآن الكريم نجده حينما خاطب رسول الله قال سبحانه وتعالى ہ ہ ہ ہ ه ه هه ے ے ? ?.. ففى هذه الآية 3 مستويات.. والحكمة يقصد بها أن تكون الدعوة موجهة لطائفة من المثقفين وأهل العلم أما عامة الناس فتكون الدعوة إليهم بالموعظة الحسنة.. وتكون الدعوة بالمجادلة مع المخالفين وأصحاب الأفكار الأخرى، فعندما يراعى القرآن الكريم هذه الأنماط الثلاثة فعلى المتصدى لقضية تجديد الخطاب الدينى أن يراعى حالة المخاطب أو المتلقى، لكن للأسف غابت هذه الآلية حتى أصبحنا نجد أن الخطاب الدينىالذى يتم توجيهه لطلاب المدارس هو نفس الخطاب الذى يوجه لطالب الجامعة وهو الذى يوجه لعامة الناس، فإذا استطعنا تحديد المتلقى نكون قد قطعنا شوطًا كبيرًا، ثم بعدها يتم تزويد الداعية بآليات تعينه على القيام بمهمته، فالحديث النبوى يقول «إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها».. وهنا تظهر دقة التعبير من النبى y الذى أوتى جوامع الكلم.. فلم يقل «الذى».. لأن كلمة «من» تطبق على الجمع والمفرد.. فمن الممكن أن يكون هذا المجدد مؤسسة أو مجموعة من العلماء.
والقضية هنا أن نعى جيدًا مفهوم الخطاب الدينى.. وهل هو يعنى هدم الثوابت أم يقصد به ضبط العواقب بين أحكام الدين وبين الحياة السلوكية للناس، فالتجديد الآن أصبح ضرورة حياتية ودينية.. لأنه لو انفصل الدين عن الحياة سيؤدى ذلك إلى العجز عن ملاءمة الواقع، فمن معانى التجديد أن آتى على القديم وأعيده إلى رسالته الأولى وليس هدمه، فالتجديد يكون من الدين ذاته.. وهناك بعض القضايا التى تثار بين الحين والآخر منها على سبيل المثال «الجزية» حيث تخرج فئة متعصبة تطالب بفرض الجزية، لنرى الحكم الشرعى المعروف أنه يدور مع علته فإذا انتفت العلة انتفى المعلول.. وفى موضوع الجزية نجد أن العلة من فرض الجزية هى أن أصحاب الديانات الأخرى لا يشاركون فى الدفاع عن الوطن أو الجيش.. فهل الآن غير المسلمين لا يجندون، إذن العلة الشرعية انتفت وفى هذه الحالة تُدرس كتراث تاريخى داخل قاعات البحث وتخرج المستجدات فى أمور مثل معرفة نوع الجنين وعملية التلقيح الصناعى.. فإذا ضبطنا وربطنا بين الحياة والدين نكون قد حققنا مقصد التجديد، أما أن تظل الأمور مجرد كلمة وأن تخرج كل جهة لتلقى باللوم على الأخرى فهذا لن يفيد، ولنعلم أن الأزهر هو الجهة المعنية بتجديد الخطاب الدينى.. لكن لا ننكر أن خبراء الاقتصاد قد يشاركون فى هذا خاصة أن البيئة التى ينشأ فيها التطرف الفكرى هى الأماكن الفقيرة.. فالمجتمع كله يجب أن يكون شريكا فى تجديد الخطاب الدينى.
? : فى جميع التخصصات نجد تأهيلًا للخريجين من خلال معاهد متخصصة.. فلماذا لا يتم تزويد إمام المسجد والداعية بأحدث الإصدارات ومنحه دورات متقدمة؟
?? ويجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمود البطل الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية قائلًا: إن كلية الدعوة إحدى الكليات المنوط بها تخريج الدعاة سواء أئمة الأوقاف أو الوعاظ بالأزهر، لكن نريد أن نبدأ من الخامة التى نتعامل معها فى الكلية.. فحقيقة نحن نذهل من مستوى الطلاب الراغبين فى الالتحاق بالكليات الشرعية، ونحن ساهمنا فى ذلك عندما جعلنا كليات معينة مثل الطب والهندسة وغيرها هى الكليات الأعلى فى المجتمع أما الطالب الحاصل على نسبة 50% فيأتى إلينا.. ففى 4 سنوات يتخرج المئات والآلاف من هذه الكلية لكن بالنظر إلى من استجاب والمؤهل فلا يتعدى 20% وهذه مشكلة لابد من دراستها.. ولذلك قام الأزهر مؤخرًا بعمل فصول خاصة لمن يرغب فى الالتحاق بالكليات الشرعية، وبدلًا من أن ننتظر حتى يتخرج الطالب ونعد له دورات تدريبية فالأولى أن نبدأ من البداية بالنظر إلى حالة المعاهد الأزهرية فى المراحل الأساسية.
وما أؤكد عليه دائمًا هو الحالة الفكرية للمجتمع.. وصلت إلى أين؟ حيث كان فى الماضى عمالقة حينما تقرأ خالد محمد خالد، الإمام محمد عبده، وطه حسين.. فأين أمثالهم؟ وليس فقط فى التخصص الدينى حتى فى مجالات التاريخ والعلوم الاجتماعية.. لدرجة أنهم كانوا يقولون لنا إن المقاهى كانت عبارة عن صالونات فكرية ثقافية.. وكان للإعلام دور فكرى.
? : هذا دور وزارة الأوقاف!
?? حقيقة لا يمكن أن نقول إن وزارة الأوقاف لا تنفذ دورات للأئمة، إذ إن هناك قوافل دعوية تجوب المحافظات ويوجد نشاط دعوى لكننا نحتاج إلى المزيد، ونحتاج لدورات جادة فى التواصل مع الأئمة أو الوعاظ..
وبالعودة إلى تجديد الخطاب الدينى.. فإذا كان الأزهر الشريف هو المنوط به تجديد الخطاب الدينى فندعوه إلى أن يفعل ذلك.
هناك نقطة فى غاية الأهمية ألا وهى إبراز قيمة المنطلق الإنسانى فى تجديد الخطاب الدينى التى أعتبرها بمثابة سفينة النجاة فى هذا الأمر.. بمعنى أن هناك قيمًا إنسانية لا تخص المسلم وحده فعندما يقول رب العزة فى كتابه چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? هل هذه الأشياء الستة التى وردت فى الآية الكريمة مع المسلم فقط.. لا.. بل مع المسلم وغير المسلم.. فهذه القيم الإنسانية مهمة جدًا فى قضية «تجديد الخطاب الدينى» ودائمًا أقول للخطباء فى الدورات التى أحاضر فيها «لا تصعد المنبر وتأتى بحديث لست مقتنعًا به بنسبة 100% فلا تدع الدين يتصادم مع الفطرة الإنسانية لأن الدين فى حقيقته لا يتصادم مع القيم التى تتمثل فى العدل والمساواة والحرية.
ومن أهم قضايا التجديد أيضًا ضرورة فصل النزعة الشخصية للداعية وما بين الإسلام نفسه، بمعنى أن الداعية إنسان تربى فى بيئات مختلفة فتجد بعضهم يميل إلى التساهل وآخرين إلى التعصب والشدة وأحيانًا يميل البعض إلى التفاؤل العام وأحيانًا أخرى إلى التشاؤم، أمثال هؤلاء عندما يعرض الدعوة على الناس هل يكون العرض والتبليغ بنزعته الشخصية أم بأصل الدين ومحتواه؟. بالتأكيد أصل الدين ومحتواه.. لأنها تكون كارثة إذا خاطب الناس بنزعته.. فنحن نريد أن نقول «طبع نفسك بالإسلام ولا تطبع الإسلام بنفسك».
? : لماذا أغفل الإمام المشاكل الحياتية وأصبح منشغلًا بالنصوص والجنة والنار وغيرها؟
?? يجيب الدكتور ياسر أحمد مرسى الأستاذ بكلية أصول الدين قائلًا: سبب ذلك ليس التجديد إنما غياب تفعيل الخطاب الدينى والنصوص الدينية، حيث إن الدعاة وخريجى الكليات الشرعية بالأزهر والعاملين بمهنة الأنبياء والرسل من أولئك الذين أفلتوا من الدور الثانى فى امتحانات الثانوية الأزهرية أى من متواضعى الإمكانيات.
وقد كنا فى لقاء مع فضيلة الإمام الأكبر
د. أحمد الطيب واقترحت عليه أن يرفع تنسيق الكليات الشرعية.. وقلت له: أنا مدرس فى أصول الدين ومن يلتحق بالفرقة الأولى بالكلية هو الحاصل على مجموع 49%.. وهذا لا يصلح لأشرف رسالة.. فقال إنه منذ كان رئيسًا لجامعة الأزهر وجه عمداء الكليات الشرعية برفع تنسيق الكليات.
وعلينا أن نفرق بين الدين والفكر.. لأن الدين وضع إلهى منزل من عند الله لا يحتاج إلى تجديد أو تدخل أو أى شىء من هذا، إنما الفكر هو نتاج بشرى يعتريه الخطأ والصواب، والسؤال لماذا يقصر الأئمة والدعاة فى تقديم الخطاب المناسب؟
الإجابة تتلخص فى غياب «المنهج الأزهرى» الذى بغيابه نشأت كل الجماعات المتطرفة الإخوان والسلفية والسلفية الجهادية.. وكل هذه الجماعات التى ظهرت هى فى الأصل معادية للأزهر الشريف لدرجة أنهم يكفروننا لأننا نحمل المنهج الوسطى، وهم يكرهون هذا المنهج لأنه يتصادم معهم، فالمنهج الأزهرى يقوم على عدة أسس ومعالم ترتكز على الجمع ما بين المعقول والمنقول، فالطالب فى المرحلة الإعدادية بالأزهر يدرس «الخريدة» وهى فى علم التوحيد وعندما يدرسها يأخذ عليها الدليل العقلى والنقلى.. أما الجماعات الأخرى لا تفعل ذلك.. فنجد من يتمسك بها بالعقل فقط ويجنح إلى العلمانية والليبرالية ويترك لنفسه العنان حتى ينكر المعلوم من الدين بالضرورة ونسمع الدعوات التى تخرج بأنه لا بد من ممارسة الجنس قبل الزواج.. وتخرج دعوات خلع الحجاب لماذا؟ لأن هؤلاء جنحوا إلى العقل فقط وتركوا النقل.. والعكس نراه فى الجماعات التى جنحت إلى النقل فقط مثل الجماعات الوهابية والسلفية أخذوا بظاهر النصوص وعطلوا عقولهم تمامًا فتراهم متشددين.
الأمر الثانى أن المنهج الأزهرى قائم على التعددية الفكرية والمذهبية.. فالطالب يدرس آراء الأشاعرة ورأى المعتزلة ورأى الخوارج ورأى الشيعة الزيدية والإمامية ويتعرف على أفكارهم ويحاول أن ينقدها بالعقل والنقل.. كما أن المنهج الأزهرى قائم على الحوار.
وعندما اعتمد المنهج الأزهرى العقيدة الأشعرية لم يكن ذلك اعتباطا، بل لأن العقيدة الأشعرية قائمة على تضييق دائرة التكفير.. عكس التيارات المتشددة القائمة على توسيع دائرة التكفير وتضييق دائرة الإيمان.. فعندما يغيب هذا المنهج ولا يفسح المجال أمام علماء الأزهر سنظل نعانى، فأفسحوا المجال أمام علماء الأزهر المتخصصين الذين قامت دراستهم على أسس وقواعد سليمة، فعندما نطبق هذا المنهج لن نجد متطرفين ولا خارجين على هذه المناهج السليمة التى ارتضاها الأزهر الشريف.
? : كيف نرد على الذين استغلوا بعض نصوص التراث لمحاولة تدميره؟
?? يجيب الشيخ محمد زكى قائلًا: كنت أود أن أكون حاضرًا فى مناقشة إسلام البحيرى (هدانا الله وإياه) لقوله تعالى: چ? ? ? ? ? پ پ پ پ ?چ.. فالصحابة أثنى عليهم رب العزة وكلهم عدول، كما يقول علماء الحديث لثناء الله عليهم وشهادة الله لهم فقال فى شأنهم: چ ? ? ? ? ? ? ? ?چ.. فهل نصدق ربنا الذى اختارهم لصحبة نبيه y، كما اختار نبيه ليكون تتمة النعمة.. أم نصدق إسلام بحيرى؟ ولذلك تنبأ y وقال الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا من بعدى.. لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.. شهد الله لهم فيقول: چ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? 88 8 8 ? چ .. فهل أثنى على بحيرى وغيره، وأشكك فيهم؟ كلا والله.. حتى مقولة: (هم رجال ونحن رجال) إنها ورب الكعبة لمقولة خاطئة ليس المراد بها وجه الله الكريم.. فمن أنت حتى تقول هم رجال ونحن رجال؟ فلنتجاوز قليلا ولنؤكد أن مقولة إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.. خاطئة بل قل لا يصلح الزمان ولا المكان إلا بالإسلام.
فإذا كانت الدعوة تبليغ عن سيدنا رسول الله y فعندما يتصدر الصفوف جاهل لا يحسن الفهم عن الله ولا يدرك مراد الله من خلق الله وليس عالما بثقافات الإسلام وعلومه المتنوعة الكبيرة مثل علم الحديث وعلم رجال الحديث وليس عنده مقاصد الشريعة ولا غاياتها ولا أهدافها ولا هو واقف على أسرار لغة العرب ليفهم مراد الله عز وجل ويطوع ويسلم حركة الحياة لله لا أن نسلم لحركة الحياة ونعبد العقل من دون الله عز وجل.. ولنعلم أن هذا العقل لا ينضبط فكره وحركته إلا بالإسلام.
? : فمن الذى يفتى أو من الذى يدعو إلى الله؟
چ? ? ? ? ? ?? ? ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گچ وكأن القرآن يضع أمام أعيننا صورة هذه الحياة حتى تقوم الساعة.. فالدعوة أولها وآخرها تجرد وإخلاص لله.
فمن المجتهد والمجدد؟ الذى جمع الله فى صدره وفى وعيه وفى عقله وفى قلبه كل مقاصد الشريعة الإسلامية.. غايات الإسلام وحقائقه وأن يكون على علم واسع بسنة النبى y حتى يفرق بين الصحيح وبين غيره وبين المعلوم وبين المقطوع وبين المنقطع وبين المتواتر وبين الحسن لغيره والحسن لذاته.. وليس كما قال المدعو إسلام بحيرى «خذ من الإسلام على قدر فهمك».. والسؤال هنا ما معنى الإسلام؟ الإسلام الذى يعنى إسلام الوجه والوجهة لله سبحانه وتعالى فى قوله: چ? ? ? ? ? ? ?چ فالإسلام يعنى الانقياد والخضوع والطاعة والتذلل لله عز وجل:
چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ?چ.. فلما تصدر الموقف أدعياء الدعوة فى غيبة الحكومات المتعاقبة أثناء تضييقهم على المؤسسة الدينية التى تحفظ هوية الأمة وتعبر عن ضميرها.. وهى حائط صد للدفاع عن الإسلام وعن أخلاق الأمة وعن تاريخها وكرامتها.. فلو سقط الأزهر - ولن يسقط - تسقط مصر.
وإذا تحدثنا بلغة فيها غضبة فإنما هى تعبر عن واقع أليم لا بد أن نعترف به، لكن هذا لا يعنى أن الجذوة قد انطفأت ولا تعنى أن الأمر انتهى.. لا والله.
فالمجدد هو إنسان اجتمعت فيه مقومات ومؤهلات التجديد وأولها بعيدًا عن العلم الذى يمنحه الله الخبير العليم أن يكون حسن الصلة بالله.. ولذلك أول مانزل من القرآن قوله تعالى:
چ چ چ چ ? ?چ.. فإن قرأ من لا رب له وتحصن بالعلم كان علمه دمارًا على البشرية واستغلالا لحاجات البشر.
? : ما هى المهمة التى تقوم بها «لجنة إصلاح التعليم بالأزهر»؟ وصلت إلى أين؟
?? يجيب الشيخ محمد زكى بأن أعضاء اللجنة علماء أفاضل يحاولون جمع وترتيب المنهج بلغة ميسرة يفهمها المعلم والمتعلم دون تأثير علىالثوابت، بلغة عصرية.. فأبشروا بالخير هناك نهضة، لكن العملية ليست فى يوم وليلة فلا تدعوا اليأس يسيطر عليكم، ففترة قصيرة وسترون نهضة أزهرية تقر بها أعينكم دعوة وتعليما.
? : ألا ترى عدد المساجد والزوايا أضعاف عدد الأئمة فكيف يتم تغطية هذا العجز؟
?? الشيخ زكى: وفاء للدعوة طالبت من الدولة إمدادنا بدعاة مؤهلين أكفاء من حملة الماجستير والدكتوراة حتى نملأ الفراغ.. فردوا إلينا أبناءنا ليعتلوا منابر المسلمين بعد صقلهم من خلال لجنة علمية متخصصة كل فى مجاله.. ودعنى أقل لك إنه ما ضاعت الدعوة إلا بعد أن أشرف عليها غير الدعاة، فليس كل من يختاره رئيس الوزراء للأوقاف يصلح فى الدعوة التى تحتاج إلى داعية.. فإن لم تأتِ بداعية على علم برسالتى فأنت تضر بالدين، بل أقول إن هذا ضد الأمن القومى للبلاد.
ويجب على الدولة أن تنفق على الدعاة كما تنفق علىالملاعب.. فتمكين الدعاة من المنابر خدمة للأمن القومى المصرى.. لأنه عندما أبعد الأزهر عن الساحة الدعوية ولم يتمكن من نواحى الملتقيات الشبابية والمنابر الإعلامية ولم يمنح حرية الانطلاق بدعوته فى ربوع مصر، حتى وإن منح فما هى الوسائل التى تتيح له ذلك؟
فهل تعلم أن لجنة الفتوى بالأزهر فى أى محافظة يكون مقرها بيتًا قديمًا آيلًا للسقوط فى نفس الوقت تجد إلى جوارها مركز شباب على أعلى مستوى.
فأنا طالبت بحصانة للدعاة وكادر خاص وتأمين صحى.. وندعو الله أن تكون دعوات الخطاب الدينى حقيقية.. لكن الكل يتحدث عن إصلاح الخطاب الدينى.. أما تحدثتم عن إصلاح الخطيب الذى مازال مهلهلاً، ففاقد الشىء لا يعطيه، أتدرى أن أغلب الدعاة يعملون فى مهن لو عرفتها لزهدت فى الصلاة خلفهم؟! «فتعاونوا معنا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.