يعيش الناس ذكرى ميلاد عظيمين من العظماء ورسولين من أولى العزم من الرسل يؤمن برسالتيهما كل موحد وجاءا رحمة من عند الله تعالى وإن دل ذلك إنما دل على أن الله تعالى أرسلهما رحمة لعباده، رحمة فى الدنيا والآخرة وإنهما كما بين رسولنا أن الرسل إخوة وأمهاتهم شتى ودينهم واحد فكلهم يدعو إلى توحيد الله وعمل كل ما يرضى الله وحول هذا كان هذا التحقيق: يقول د. ياسر مرزوق أستاذ الحديث بجامعة الأزهر قال ?: (أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ فى الدنيا و الآخرةِ، ليس بَيْنِى و بينَهُ نَبِيٌّ، والأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، و دِينُهُمْ واحِدٌ.) وقال العلماء: أولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الإخوة لأب من أمهات شتى. قلت: أى الأنبياءُ أُخُوَّتُهم هى فى النبوة وليس فى الدم، فأبوهم فى النبوة هو واحد وهو آدم عليه السلام، ولذلك الرسول ? هو أولى بعيسى عليه السلام لأنه لا يوجد أخٌ نبيٌ يفصل بينهما فى بعثة النبوة تماماً كما يفصل الأخ الشقيق فى الولادة بين من هو أكبر وأصغر منه من إخوته). قال جمهور العلماء: معنى الحديث أصل إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة، فإنهم متفقون فى أصول التوحيد،. أى أن جميع الشرائع السماوية تدعو إلى دين الإسلام لأنها جميعها متفقة فيما تدعو إليه من توحيد الله، قال تعالى عن نوح عليه السلام : چ? ? ? ? ? ?چ چ چ چ ? ?? ? ? ? ? ?چ (يونس: 72)، وقال تعالى فى شأن نبى الله ابراهيم: چ? ? ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گگ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ه ه ه ه ے ے ? ? ? ? ? ? ?چ (البقرة: 130 - 132)، وقال تعالى عن يوسف عليه السلام: چ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ (يوسف: 101) وقال تعالى عن نبى الله موسى چ ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ه ه ه ه ے ے ? ? ? ? ?چ (يونس:84 - 86)، وقال تعالى فى شأن عيسى عليه السلام: چ? ? ? ? ? ?? ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گچ (المائدة: 44)، وقال تعالى: ( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) ثم قال لنبينا خاتم وزينتهم ? آمرا له أن يسلك طريق التوحيد الذى سلكه من سبقه من الأنبياء (أؤلئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده). أى أن الأنبياء جميعَهم باختلاف ما يُوحى إليهم من شرائع، ينتسبون إلى دينٍ واحدٍ وهو دين الإسلام كما ينتسب الأخوةُ من أمهاتٍ مُختلفاتٍ لأبٍ واحدٍ. ما يفيد أن أصل دعوتهم واحدة وهى دعوة التوحيد مع اختلاف الدعوة التى كُلِفَ النبيُ فى تبليغها تماماً كالإخوة من عَلّاتٍ أصلُ منشئهم واحدٌ وهو الأب مع اختلاف الأرحام التى نشأوا منها. فلا يصح بعد ذلك لعبد أن يخالف دعوة التوحيد التى هى دعوة جميع الأنبياء أو أن يدعو لفرقة وفتنة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. يقول د . محمد سليمان بكلية التربية جامعة الأزهر:- قال رسول الله ?:- (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم فى الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد) ونحن فى هذه الأيام تمر بنا الذكرى العطرة لاثنين من أولى العزم من الرسل هذه الذكرى نتذكر بها فضل الله تعالى ورحمته بالبشر لإرساله الرسل ليهدوا الناس ويرشدوهم إلى الطريق المستقيم ويبينوا لهم حجة الله تعالى، وينقذوهم من الغى والضلال، ولذلك بعث الله تعالى الرسل والأنبياء فى الأمم السابقة وكما قال ?:- (أمهاتهم شتى ودينهم واحد) كان الركن والركيزة التى قامت عليها كل الأديان ركيزة واحدة ألا وهى توحيد الله تعالى يقول الله تعالى:- چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ??چ (الكهف: 110) وورد فى الإنجيل على لسان المسيح:- "لاَ تَظُنُّوا أَنِّى جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ". "جاء فى متى 5 :17" هكذا التكامل بين الشرائع التى جاء بها الإسلام هو دليل على وحدة المنبع الذى خرج منه الأنبياء والرسل جميعًا وأنهم كلهم مبتعثون من قبل الله لهداية البشر إلى الطريق المستقيم لذلك (وَكَانَ النَّبِيّى - كما بين رسول الله ? –يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً).چ? ہ ہ ہ ہ هچ [سبأ:28] وورد فى الإنجيل على لسان المسيح:-«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». جاء فى متى15: 22 24" هذه حكمة الله تعالى ألا يقع تعارض بين بعثة نبى ونبى ولا بين رسول ونبى ولا بين رسول ورسول، وكيف يقع التعارض وقد أرسلهم الله تعالى رحمة وهداية للناس.