لم يخطر علي بالي ان شركة طويلة عريضة، مثل شركة »فودافون«، يمكن ان تمارس الضحك علي ذقون زبائنها.. وتقوم باستدراج من يتعامل مع الأرقام المتعددة، المخصصة لخدمة العملاء -سعر الدقيقة خمسون قرشا- وتلاعبه »حاوريني يا طيطة«، حتي يدوخ السبع دوخات، فيفوض أمره إلي الله، وينهي المكالمة دون ان يحصل علي الخدمة التي كان يريدها!! أخبرني أحد الزملاء انه كلما اتصل بتليفوني، يضطر إلي الاستماع إلي دعاء يؤديه صوت نشاز، يذكره بالمتسولين الذين يتجولون بين المقابر، في انتظار أي جنازة، فيقوم واحد، أو اثنان، منهم بقراءة بعض آيات من القرآن الكريم، بأصوات ما أنزل الله بها من سلطان، لا تعترف بالتجويد، ولا حتي بالترتيل، ثم يرددون بعض الأدعية للميت، ويمدون أيديهم بعد ذلك للحصول علي المعلوم!! طلبت نفسي فاستمعت إلي صاحب الصوت النشاز، واكتشفت ان زميلي كان معه كل الحق.. وسألت أهل الخبرة كيف أتخلص من هذه المشكلة، فقالوا لي أطلب رقم »5555«.. ففعلت.. فإذا بصوت ناعم رقيق، يرحب بي، ويطلب مني الضغط علي رقم »كذا« إذا كنت أريد »كذا«، وان أقوم بعد ذلك بالضغط علي الرقم »كيت«.. ووجدت نفسي أضغط علي أرقام بعد أرقام، واعادني الرقم الأخير إلي بداية اللعبة من جديد، فأيقنت أنني تحولت إلي ضحية لعملية ابتزاز!! المهم.. فشلت فشلا ذريعا في تغيير ذلك الدعاء المشئوم.. وقلت لنفسي الحمد لله أنني لا أطلب نفسي!!